علماء يحذّرون من تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على سلوك الأفراد ومعتقداتهم

  • 11/21/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

نوَّه عدد من أصحاب المعالي والفضيلة العلماء، بالمضامين الهادفة والنبيلة لأعمال مؤتمر «ضوابط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الإسلام» الذي تنظمه جائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة غداً، بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وتنعقد جلساته على مدى يومين. وأكدوا أن المؤتمر يكتسب أهميته من خلال محاوره وموضوعاته والأبحاث المشاركة التي تبحث في التأثيرات الإيجابية والسلبية لشبكات التواصل الاجتماعي على الأفراد والمجتمعات بشكل عام، وعلى المجتمع والفرد المسلم خاصة، وتأثيرها على المعتقدات والثوابت الدينية والمجتمعية. وأكد الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند، أن المؤتمر يعالج موضوعاً مهماً يتناول جميع أفراد المجتمع، وتتعلق به كثير من الظواهر والسلوكيات، وتتأثر به العديد من مفاصل الحياة مما يحتِّم على المختصين في العلوم الشرعية والاجتماعية والمجالات الإعلامية وغيرها. وبيّن أن شبكات التواصل الاجتماعي تعدّ الوسيلة الأكثر انتشاراً وتأثيراً في هذا الوقت. وأكد رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، أن التطوّر التقني الهائل الذي يشهده العالم حالياً يترتب عليه آثار إيجابية وأخرى سلبية تؤثر على حياة الفرد والمجتمع، وربما على عقيدة الإنسان المسلم. وقال: إن الثورة التقنية المتطّورة التي يشهدها العالم لم تعد تقتصر على تطوّر وسائل الإعلام التقليدية، بل انتقلت إلى وسائل أخرى أكثر تطوراً وسهولة وانتشاراً في التواصل بين البشر. وقال: «إن الإحصاءات والدراسات تشير إلى انتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير وسط أفراد المجتمعات الإسلامية في مختلف دول العالم، وبخاصة دول العالمين العربي والإسلامي، حيث أصبحت تلك الوسائل هي المصدر الأول لتلقي الأخبار والمعلومات لدى نسبة كبيرة من مستخدميها ومتابعي الناشطين فيها». من جانبه، أوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، أن هذا العصر الذي يموج بالأحداث والواقع، وما يمر على بلاد المسلمين من فتن، أحوج ما يكون إلى نشر الوعي عن طريق العناية باستطلاع الواقع وتشخيصه، ليمكن إعداد البرامج والتدابير الوقائية والعلاجية لما قد يترتب على تلك الأحداث. وقال ابن حميد: «إن الواقع بمتغيراته وأحداثه لا يمكن أن ينفكّ عن قواعد الشريعة وضوابطها الحاكمة لتعاملات الناس، للارتقاء بواقعهم وبناء الوعي فيهم، الذي يتحقق منه بناء الشخصية المسلمة التي تدرك الواجب الشرعي في التعامل مع تلك المتغيرات، فتصبح ذات توازن في بناء فكرها وسلوكها، وتعكس أدبيات الشريعة في كل ما تتعامل معه تلك الشخصية الناضجة في تصورها، والسامية في غاياتها، والمتنوعة في وسائلها». كما بيّن عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ، أن مؤتمر شبكات التواصل الاجتماعي تعدّ من أبرز وأهم ما توصل إليه البشر في العصر الحديث. وأضاف: «أن الإقبال الكبير من قبل الأفراد والمجتمعات على استعمال شبكات التواصل الاجتماعي، أتاح استثمارها بشكل أكبر وأوسع من مجرد تناقل المعلومات والأفكار، فتم استخدامها في مجالات كثيرة مختلفة، ومن ميزاتها إمكانية الدعوة للإسلام على نطاق واسع، وبيان محاسن الشريعة، ونشر السنّة، والوسطية عبر العالم، والتحذير من البدع، ومواجهة فكر التطرّف الذي شوّه الإسلام، ونشر الأخلاق الكريمة، ومبادئ العدالة والإحسان بين الناس، ومحاربة الاعتداء والظلم والتعدّي على الناس»، مشيراً أن شبكات التواصل الاجتماعي، منبر مفتوح للجميع من دون رقيب أو ضوابط، وليس هناك أي معايير للكلام أو الكتابة. وقال قاضي القضاة وإمام الحضرة الهاشمية الدكتور أحمد هليل، إن شبكات التواصل تفرض نفسها في البيت بين يدي الرجال والنساء والأزواج والزوجات والأبناء والبنات ومع الأطفال والشباب، حتى تجاوزت كل الحدود، واخترقت كل القيود في عالم انتشرت فيه العولمة دون استئذان. وأوضح هليّل أن من أشد المخاطر فتكاً بالأمة تلك الإشاعات والأباطيل التي تنتشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي، منوهاً بالجهود التي تبذلها حكومة المملكة في رعاية الحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما وإعمارهما والمحافظة عليهما. فيما أكد عضو الهيئة العليا لجائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة المهندس يوسف بن عبدالستار الميمني، أن مؤتمر ضوابط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الإسلام، يأتي في وقت انتشر فيه استخدام هذه الوسائل على نطاق واسع.

مشاركة :