الجيش العراقي يسيطر على منطقتين شرق الموصل

  • 11/21/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

حررت القوات العراقية أكبر كنائس سهل نينوى، فيما أكد جهاز الاستخبارات العسكرية أنه تمكن من «اختراق داعش والتجول في قلب الموصل». ونجحت القوات المشتركة في تحرير دير مار بهنام في منطقة خضر الياس، وهي أكبر كنائس منطقة سهل نينوى وسيطرة التنظيم عليها منذ منتصف عام 2014، ودمر معالمها في آذار 2015، وهو دير للسريان الكاثوليك، يبعد مسافة 14 كلم جنوب بلدة بغديدا وحوالي 30 كلم جنوب شرقي الموصل. ويستمر تقدم الجيش في سعيه لتحرير الموصل، حيث تمكن من السيطرة على منطقتين في المدينة. وقال القائد في جهاز مكافحة الإرهاب اللواء الركن فاضل برواري: «بعد تحرير منطقتي العلماء والمعلمين، تمكنا أيضاً من التقدم حتى حدود منطقة الزهور التي تعد من أكبر أحياء الموصل». وأضاف أن «عناصر داعش غير قادرين على مواجهة قواتنا، وتقتصر محاولاتهم للمقاومة على الإنتحاريين والسيارات المفخخة والقناصين». من جهتها، أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية تحقيق اختراق في صفوف «داعش» في مركز الموصل. وأوضحت في بيان حصلت «الحياة» على نسخة منه: «مرة أخرى يتمكن أبطال مديرية الاستخبارات العسكرية من اختراق صفوف عصابات داعش الإرهابية ولكن هذه المرة بعملية جريئة ونوعية وفي عقر وقلب معاقله». وأضافت: «تمكن أبطال مديرية الاستخبارات العسكرية من اختراق الدواعش داخل حصونهم وفي قلب مدينة الموصل ومركز المدينة وأصبحوا يتجولون في شوارعها وأزقتها متربصين بالمسلحين ومطاردين فلولهم بالرصد والمتابعة والقتل». وتوعدت مديرية الاستخبارات عناصر «داعش» بالقول: «سوف لم ولن ينجوا أحد من الذين اتبعهم بغيهم وطغيانهم أو تعاون معهم ما لم يعد إلى جادة الصواب ويتعاون مع الأجهزة الأمنية ويقدم ما لديه من معلومات». كما أعلنت قيادة عمليات «قادمون يا نينوى» قتل «والي داعش في حي عدن بالموصل». وقال قائد العمليات الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله في بيان إن «جهاز مكافحة الإرهاب قتل والي داعش في حي عدن في الساحل الأيسر، المجرم مروان حامد صالح الحيالي». الى ذلك، قال مصدر عسكري أمس إن «القوات تتقدم للسيطرة على حي عدن بعد حي الإنتصار من الجهة الجنوبية الشرقية، كما تخوض قتالاً شرساً في الأحياء الشمالية الشرقية، تطهر أحياء التحرير والعلماء والمعلمين بعد استعادتها» أول من أمس، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن المعارك ما زالت مستمرة في هذه الأحياء. وأكد قائد معركة الموصل الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله «قتل والي داعش في حي عدن المدعو مروان حامد صالح الحيالي وعدد من الإرهابيين». وأفادت «خلية الإعلام الحربي» أن «طائرات التحالف قتلت 5 دواعش بعدما دكت معاقل التنظيم بنحو 20 ضربة توزعت في الجانب الأيسر، كما استهدفت عربة كانت تتجه نحو حي المحاربين، وأخرى في حي القاهرة»، مشيرة إلى «استمرار تطهير الجانب الشرقي والجنوب الشرقي، وتواصل توغلها داخل الأحياء». في حين لم تسجل القوات المهاجمة من الجهة الشمالية أي تقدم يذكر. وأضافت أن «قوات الحشد الشعبي، بمساعدة العمليات الخاصة «كتائب بابيلون» (فصيل من المسيحيين)، حررت دير مار بهنام في منطقة الخضر، في الجنوب الشرقي، وفيه أكبر كنائس منطقة سهل نينوى». وزادت أنها «دمرت كل أنفاق داعش الممتدة بين مطار تلعفر والقرى المحيطة به، وواصلت عمليات التطهير في المناطق المحررة»، مضيفة أن «طيران الجيش وجه ضربات موجعة إلى فلول داعش المنكسرة في المحور الغربي وقتل 15 منهم، فضلاً عن قصف تجمع للمسلحين وتدمير عربات ونفق في المطار يختبئ فيه الإرهابيون». وعلى صعيد الأوضاع الإنسانية حذرت منسقة الأمم المتحدة في العراق ليز غراندي أمس من أن «أعداد المصابين المتزايدة جراء القتال في شرق الموصل يفوق قدرات الحكومة العراقية ومنظمات الإغاثة، فقد تم نقل 200 مصاب بين مدني وعسكري إلى المستشفى في دفعة تعد الأعلى منذ بدء الحملة». ولفتت إلى أن «داعش يستهدف المدنيين قنصاً»، في وقت أكدت منظمات حقوقية «موت مئات المصابين جراء غياب الإسعافات الفورية على أرض المعركة». واضطرت «قوات جهاز مكافحة الإرهاب» التي تقاتل في المحور الشرقي أمس إلى «إجلاء سكان حي القادسية الثانية إثر تعرضه لقصف عشوائي بالهاون من مناطق يسيطر عليها داعش».   فتح كنيسة في بعشيقة   بعشيقة (العراق) - رويترز - دقّت الأجراس بعد عامين على صمتها في كنيسة مار كوركيس ببلدة بعشيقة التي تبعد نحو 15 كيلومتراً شمال الموصل، آخر مدينة كبيرة يسيطر عليها «دعش» في العراق. وانتزعت قوات «البيشمركة» السيطرة على البلدة في السابع من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري منهية سيطرة التنظيم التي اضطهد خلالها المسيحيون والأقليات الأخرى في سهول نينوى، أحد أقدم المراكز المسيحية في العالم. وهللت النساء احتفالاً بلحظة رفع صليب جديد فوق الكنيسة ليحل محل صليب كسره الإرهابيون. وبدت البلدة خالية من السكان تقريباً، إذ إن قوات «البيشمركة» لم تستكمل تطهيرها من المتفجرات والألغام التي تركها التنظيم أثناء مقاومته. وناشد محرم ياسين، أحد كبار ضباط «البيشمركة» الناس الصبر، وألا يعودوا حتى تستكمل عملية تطهير المنطقة ضماناً لسلامتهم. وبعد أن سيطر «داعش» على سهول نينوى عام 2014، وجّه إنذاراً إلى المسيحيين: إما أن يدفعوا الجزية أو يعتنقوا الإسلام أو يموتوا بحد السيف. وترك معظمهم ديارهم وفروا إلى المنطقة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي. وقال الأب أفرام قس الكنيسة: «طبعاً، نفضل أن نكون موجودين مع الإقليم. السبب الأول لقرب منطقتنا. ثانياً صار لنا 13 سنة والإقليم هو من يسأل عنا ويهتم بنا وبشؤوننا وبكل الأمور. نحن لم نر في يوم أحداً من بغداد ليقول لنا مرحباً». ويرجع تاريخ المسيحية في شمال العراق إلى القرن الأول الميلادي. وتراجعت أعداد المسيحيين، أثناء أعمال العنف التي أعقبت إطاحة صدام حسين عام 2003، وأدت سيطرة «داعش» على الموصل قبل عامين إلى إخراج المسيحيين من المنطقة للمرة الأولى منذ نحو ألفي عام. وأعلن أبو بكر البغدادي من مسجد في الموصل عام 2014 «دولة الخلافة» على أراض في العراق وسورية. وستمثل استعادة الموصل هزيمة فعلية للتنظيم في العراق. (إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)   الخوف يلاحق الفارين   قبر العبد (العراق) - أ ف ب - يتحدث العراقيون الهاربون من مناطق في الموصل ما زالت تحت سيطرة «داعش» عن مدينة تعيش في الخوف مكتظة بالمدنيين الذين يمكن أن يستخدمهم الإرهابيون دروعاً بشرية. يجلس بشار مع أفراد عائلته في الجزء الخلفي من شاحنة صغيرة لقوات الأمن، بعدما تمكنوا أخيراً من الخروج من منطقة يسيطر عليها «داعش» في الموصل فقد حالفهم الحظ، وتمكنوا من الفرار باتجاه بلدتهم سيراً على الأقدام قبل أن تتمكن مجموعة صغيرة كانت معهم من لفت انتباه القوات العراقية على الضفة الأخرى من دجلة. فأرسلت لهم قارباً ونقلهم إلى محطتهم الأخيرة. يقول بشار، وهو يرتجف نتيجة الهواء البارد: «رأينا قوات الأمن وبدأنا نناديها حتى جاءت إلينا». ويضيف: «والله سنموت من البرد». ويزيد أنهم تركوا وراءهم وضعاً يزداد سوءاً في الجزء الأكبر من الموصل الذي ما زال خاضعاً لسيطرة التنظيم، فيما تواجه القوات مقاومة شرسة مع تقدمها من المحور الشرقي للمدينة. ويتابع: «الرصاص في كل مكان، عائلات تنام في الشوارع، الناس متعبة جداً. هم في قلب النار». وأفادت الأمم المتحدة بأن «داعش» طرد «عشرات آلاف الأشخاص من منازلهم في بعض المناطق المحيطة بالموصل». من بين هؤلاء كان حسن ووالدته وعائلته الذين يقولون أنهم سيقوا «كالغنم» نحو معقل الإرهابيين عندما بدأت القوات الحكومية هجومها. ويوضح أن «المدينة مليئة بالناس. يفتقرون إلى مأوى مناسب، لا يملكون الطعام. هم فقط ينتظرون مصيرهم». والد حسن وبعض أقاربهما ما زالوا محاصرين، لذا طلب استخدام اسم مستعار، فيما رفضت والدته ذكر اسمها. تقول العائلة أنها تسللت إلى خارج المدينة التي دمرها العنف ليلاً، وقضت يومين من دون نوم وضلت طريق العودة إلى منزلها. الآن تقضي العائلة ليلتها الأولى في منزلها بعدما أنهكت، إلا أن عزاءها هو الانتهاء من حكم الإرهابيين. وتشير الوالدة إلى قدميها وتقول أنهما متورمتان نتيجة المسافات التي قطعوها مشياً للعودة إلى قريتهم.

مشاركة :