طرابلس - قال مسؤول طبي ليبي إن 16 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 50 آخرون في اشتباكات بين فصائل متنافسة دامت أربعة أيام في مدينة سبها الجنوبية. وقال سكان وتقارير محلية إن الاشتباكات نشبت بين قبيلتين بعد حادث هاجم فيه قرد يخص صاحب متجر من قبيلة القذاذفة مجموعة من فتيات المدارس خلال مرورهن بجوار المتجر. وقال ساكن إن القرد نزع أغطية الرأس من فوق رؤوس الفتيات مما دفع رجال من قبيلة أولاد سليمان إلى قتل ثلاثة من القذاذفة والقرد. ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين في المدينة لتأكيد الرواية. وقال الساكن عبر الهاتف طالبا عدم نشر اسمه بسبب تدهور الوضع الأمني "حدث تصعيد في اليومين الثاني والثالث مع استخدام الدبابات وقذائف المورتر والأسلحة الثقيلة". وقال "لا تزال بعض الاشتباكات المتفرقة جارية والحياة معطلة تماما في المناطق التي شهدت القتال". وشأنها شأن مناطق أخرى عديدة في ليبيا تشهد سبها أعمال عنف بين الحين والآخر منذ الانتفاضة التي أطاحت بمعمر القذافي قبل خمسة أعوام وقسمت البلاد إلى فصائل متناحرة. وفي سبها التي تعد مركزا لتهريب المهاجرين والأسلحة في جنوب ليبيا المهمل تشتد انتهاكات الفصائل المسلحة مع تدهور الظروف المعيشية. والقذاذفة وأولاد سليمان من أقوى الفصائل المسلحة في المنطقة. وقال سكان إنه خلال الموجة الأخيرة من العنف الذي وقع بوسط المدينة فشلت جهود شيوخ القبائل في بادئ الأمر لتهدئة القتال والترتيب لهدنة لانتشال الجثث. وقال المتحدث باسم مركز سبها الطبي إن المركز استقبل بحلول االأحد 16 جثة ونحو 50 جريحا. وأضاف قائلا "يوجد بين الجرحى نساء وأطفال وبعض الأجانب من دول أفريقيا جنوب الصحراء بين القتلى بسبب القصف العشوائي". وتقع المدينة على مسافة نحو 660 كيلومترا جنوبي طرابلس. وقال المتحدث باسم المركز الطبي إن سبها تعاني نقصا حادا في الكوادر الطبية والطبية المساعدة، طالبا يد العون لنجدة الجرحى. والاحد دعا المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني إلى وقف فوري للاشتباكات في المدينة. وأعلن المجلس في بيان تكليف وزير الداخلية بفتح تحقيق عاجل في أسباب الاشتباكات وملابساتها، إضافة إلى تكليف وزير الصحة بمتابعة أحوال المصابين والجرحي وتوفير سبل العلاج اللازم لهم.
مشاركة :