صور| مقاتلون عراقيون شيعة يحتشدون قرب نقطة ساخنة غربي الموصل

  • 11/22/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

عبرت قوافل مركبات عسكرية تنقل مقاتلين شيعة أراضي صحراوية في شمال غرب العراق بسرعة في طريقها لمدينة تلعفر الخاضعة لسيطرة «داعش»، فيما ردد المقاتلون هتافات دينية وغطوا وجوههم لحمايتها من الرمال. وبعد طرد المتشددين من قاعدة جوية جنوبي تلعفر قبل عدة أيام تستعد قوات الحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل شيعية لإتمام مهمة تطويق المدينة. وقال قيادي يدعى أبو محمد العتابي، إن هدفهم واضح وهو تحرير كل الأرض العراقية وقطع طرق الإمداد من الرقة في سوريا. وتحدث العتابي من القاعدة التي يمكن منها رؤية صومعة في وسط تلعفر بوضوح. وتسقط قذائف مورتر في محيط القاعدة من حين لآخر. ويقطع الطريق الرئيسي بين الموصل وسوريا مدينة تلعفر، وهي مركز للمتشددين في العراق منذ 2003، وخرج منها عدد من كبار قادة تنظيم «داعش»، والكثير من مقاتليه. وبمجرد حصار تلعفر بالكامل سيصبح المقاتلون المحليون تحت قيادة الحشد الشعبي أول من يدخل المدينة التي كان يعيش فيها مزيج من التركمان الشيعة والسنة قبل أن يجتاحها التنظيم المتشدد في 2014. وقال العتابي الذي يقود كتيبة بمنظمة بدر أقوى فصيل في الحشد الشعبي، إنه إذا لم يتمكن المقاتلون من هزيمة المتشددين بمفردهم فإن جماعات أخرى ستنضم إليهم. وشهدت تلعفر بعض أسوأ أعمال العنف الطائفي بعد غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة في 2003، لذا أثار دور الحشد الشعبي مخاوف من أن يسعى التركمان الشيعة الذين شردهم تنظيم «داعش»، للانتقام من التركمان السنة الذين بقوا في المدينة. وتقول منظمة العفو الدولية، إن قوات الحشد الشعبي ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في عمليات سابقة بما في ذلك جرائم حرب ضد المدنيين الفارين من الأراضي الخاضعة لسيطرة «داعش»، لكن لم ترد أية تقارير مماثلة بخصوص العملية الحالية. وتوعدت تركيا التي ترى نفسها نصير الأقلية التركمانية بالعراق بالرد إذا أثارت الفصائل الشيعية «الرعب» في تلعفر، وعززت أنقرة قواتها على الحدود العراقية في الآونة الأخيرة. وبدد العتابي المخاوف من سعي مقاتلي الحشد الشعبي للانتقام، وحذر تركيا من التدخل قائلا، إن العراقيين يعتبرون تدخل أية قوة أجنبية إهانة. وحاول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، تهدئة المخاوف من عمليات قتل عرقية وطائفية في تلعفر قائلا، إن أية قوة سترسل لاستعادة المدينة ستعكس تنوعها. موطئ قدم استراتيجي .. يوضح هجوم تلعفر كيف يعيد الصراع مع الدولة الإسلامية تشكيل العراق، إذ يمنح القوى المختلفة التي تصطف لمواجهة التنظيم المتشدد ورعاتها الإقليميين فرصة لتوسيع الأراضي الخاضعة لها وزيادة نفوذها. وخلال شهر منذ انضمام الفصائل الشيعية لمعركة الموصل قامت بتطهير منطقة بمساحة نحو 200 كيلومتر مربع جنوب غربي المدينة تمر عبر معقل السنة القاحل ذي الكثافة السكانية المنخفضة. وتزين الطبيعة القاحلة الآن ملصقات لأئمة الشيعة وشهدائهم وقادة فصائلهم كما ترفرف رايات الجماعات المختلفة التابعة للحشد الشعبي على جانب الطريق. ويمر الطريق الذي شقته الفصائل عبر قرى سنية مهجورة تحولت إلى قواعد للحشد الشعبي الذي كتب أسماء كتائبه على جدران المباني ويخزن الدبابات والمدفعية وسيارات الهمفي هناك. ثم يقطع الطريق الصحراء المفتوحة حيث تضيء السيارات أنوارها الأمامية في وضح النهار، حتى تظهر وسط الرمال وصولا إلى القاعدة الجوية التي تقع على بعد نحو مئة كيلومتر غربي الحدود السورية. وشيد المطار إبان عصر صدام حسين، واستخدمته القوات بقيادة الولايات المتحدة بعد الإطاحة به في 2003، ولم يتبق الكثير من المطار بعد سيطرة «داعش» عليه، فلا يزال هناك عدد من حظائر الطائرات ومدرج طائرات معطل. ودمر كل ما هو دون ذلك إما خلال معركة السيطرة على القاعدة في 2014، أو قبل طرد المتشددين الذين دمروا كل ما تبقى لحرمان أعدائهم من استخدامه، وفقا لما قاله مقاتلو الحشد هناك. لكن القاعدة الجوية تظل موطئ قدم استراتيجيا للحشد الشعبي التابع رسميا للحكومة العراقية، لكنه يضم إلى حد كبير فصائل تدعمها إيران وموالية للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي. وعلى أحد المباني القليلة التي لا تزال قائمة طمس المسيطرون الجدد على القاعدة رسوما على الجدران تابعة لـ«داعش»، بوضع ملصق تكريما لشهدائهم وصور لخامنئي ومؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله الخميني. وقال قادة الحشد من قبل، إن قاعدة تلعفر ستصبح بمثابة موقع انطلاق لقتال المتشددين في سوريا، لكن المقاتلين هناك نفوا أية نية لتوسيع نطاق المعركة خارج حدود العراق. ولا تخوض قوات الحشد الشعبي القتال في سوريا رسميا، لكن عشرات الآلاف من المقاتلين العراقيين الشيعة يحاربون هناك في صف الرئيس السوري بشار الأسد، بدعم من إيران. وقال أحد المقاتلين ضمن قافلة صوب المدينة فيما لوح شخص بساطور في الهواء، «نحن ذاهبون إلى تلعفر لطرد داعش من أرضنا.. سندخل سوريا واليمن إن شاء الله».

مشاركة :