كشفت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية نشرتها منظمة «هيومن رايتس ووتش» الاثنين عن تدمير أكثر من ألف منزل في قرى مسلمة في ولاية راخين في غرب بورما يطوقها الجيش منذ أسابيع. وتظهر الصور أكثر من 820 منزلا دمرت مؤخرا في خمس قرى في ولاية راخين مطوقة منذ أكتوبر. وقالت المنظمة: إن هذا الرقم يرفع إلى 1200 عدد المنازل التي دمرت في الأسابيع الماضية. ورغم نفي الحكومة والجيش وصعوبة التحقق من الوقائع على الأرض، ينتشر مزيد من الأدلة على إحداث دمار واسع في القرى. وتشكل أعمال العنف هذه تحديا لاونغ سان سو تشي وحكومتها المدنية الأولى في بورما منذ عقود. وتؤكد الحكومة من جهتها أن 300 منزل فقط دمرت بأيدي «إرهابيين» يحاربهم الجيش يريدون «بث الشقاق بين القوات الحكومية والشعب». وقال المسؤول في منظمة «هيومن رايتس ووتش» فرع آسيا براد آدامز: «بدلا من الرد بكيل الاتهامات والإنكار على طريقة الجيش، على الحكومة أن تنظر إلى الوقائع». ويتهم الجيش البورمي بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ضد الأقلية المسلمة من اغتصاب نساء إلى قتل مدنيين. وهذه الاتهامات يصعب التحقق منها من مصدر مستقل؛ إذ إن السلطات تراقب بصرامة الدخول إلى المنطقة وتمنع الصحافيين من الوصول إليها. وتوغل الجيش في شريط محاذٍ للحدود مع بنجلادش تعيش فيه أقلية الروهينغا المسلمة غير المعترف بمواطنتها منذ أن استهدفت هجمات مراكز شرطة الحدود الشهر الماضي. وأدت أعمال العنف إلى تشريد قرابة 30 ألف شخص وفق الأمم المتحدة خارج منازلهم خلال يومين عندما قتل العشرات بعد تدخل المروحيات العسكرية. وأفادت تقارير وسائل الإعلام الحكومية بأن قوات الأمن قتلت نحو سبعين شخصا وأوقفت نحو 400 منذ بداية تطويق المنطقة قبل ستة أسابيع، لكن الناشطين يؤكدون أن الأعداد أكبر من ذلك بكثير. وقال شهود عيان وناشطون: إن قوات الأمن والجيش قتلت الرجال واغتصبت النساء ونهبت وأحرقت منازلهم. ولكن السلطات رفضت السماح لمراقبين دوليين بإجراء تحقيق. وأوضح رجل من الروهينجا يدعى سلمان أنه ساعد في دفن رجل وامرأة قتلهما الجنود في قرية دويتان السبت. وقال لـ «فرانس برس»: إن «الجنود دخلوا قرية دويتان في مساء يوم 19 نوفمبر في الخامسة مساء». وأضاف «هرب معظم رجال القرية خوفا من توقيفهم وتعذيبهم، ثم بدؤوا (الجنود) بإطلاق النار وقُتل شخصان». وأكد الناشط الحقوقي كريس لوا الذي يعمل مع «أراكان بروجكت» في شمال راخين رواية الشاهد وقال: إن طفلين غرقا في أثناء محاولة القرويين اجتياز النهر. وقلل المتحدث باسم الرئاسة زاو هتاي من أهمية الصور التي نشرتها «هيومن رايتس ووتش» قائلا: «ما شهدناه على الأرض ليس بهذا الاتساع»، ونفى كذلك سقوط قتلى في قرية دويتان. وقال: إن «الحكومة والجيش منعا انتهاك حقوق الإنسان ولاسيَّما بحق النساء والأطفال». وحاول المئات من الروهينجا الذين عانوا لفترات طويلة من الاضطهاد الهرب إلى بنغلادش المجاورة. ويطرح التصعيد الأخير في راخين تحديا كبيرا لأونغ سان سو تشي بعد سبعة أشهر من توليها السلطة. وقتل أكثر من مئة شخص في 2012 في مواجهات بين الأغلبية البوذية والروهينغا في راخين؛ حيث اضطر عشرات آلاف المسلمين إلى الهرب وباتوا مكدسين في مخيمات اللجوء في ظروف بائسة.;
مشاركة :