حائل خالد الحامد أقام النادي الأدبي الثقافي في حائل بالتعاون مع فرع هيئة حقوق الإنسان ندوة بعنوان: وطن خال من التمييز بمناسبة اليوم العربي لحقوق الإنسان، وانطلقت الندوة بعد صلاة المغرب في القاعة الثقافية بمقر النادي في حائل، بإدارة عضو الجمعية العمومية للنادي الأدبي الثقافي في منطقة حائل مدير فرع هيئة حقوق الإنسان في حائل الأستاذ علي العريفي، الذي شكر النادي على استضافة هذه الندوة التي شارك فيها رئيس مجلس إدارة نادي حائل الأدبي الثقافي الدكتور نايف بن مهيلب المهيلب، ومدير مركز الإعلام والنشر في هيئة حقوق الإنسان الدكتور عبدالله السهلي، ورئيس قسم علم الاجتماع في جامعة حائل الدكتور خالد الحربي. تحدَّث الدكتور عبدالله السهلي عن حقوق الإنسان من منظور ديني مبيناً أن الإسلام كرَّم بني آدم، وقال: القرآن تحدث عن الإنسان في 57 موضعاً، وأن للإسلام ميزاناً دقيقاً للتمييز بين البشر كما قال الله تعالى: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير، لذلك فالتقوى هي الميزان، كذلك هناك العدل وهو أساس لاستمرار الحكم، والإسلام رفض التمييز العنصري في كل شيء، وذكر عدَّة وجوه للعنصرية منها الطائفية والقبلية، ثم ذكر نتيجة استفتاء أعدَّه على 1500 شخص عن مدى وجود التمييز العنصري أو القبلي في مجتمعنا، وأجاب 75% منهم بأنه يوجد تمييز عنصري. وتكلَّم الدكتور خالد الحربي عن التمييز من منظور اجتماعي، وأشار إلى وجود بعض التمييز القبلي المحدود، الذي لا يمثل ظاهرة بل يحصل بسبب بعض الجهلة وصغار السن فقط ممن يقومون بهذه الممارسات، وقال إن هناك تعاملاً متساوياً مع كل شخص حتى لو كان أجنبياً، مبدياً عدة نصائح لدمج المجتمع صغيره وكبيره وفق التعاليم الإسلامية. ثم رحَّب رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي في منطقة حائل الدكتور نايف بن مهيلب المهيلب بالحضور، وشكر زملاءه في الندوة على طرحهم، وقال: أعتقد أن مصطلح التمييز مصطلح جميل، ويمكن أن يكون سلبياً أو إيجابياً، ثم طرح تساؤلاً: هل لدينا قابلية للتمييز أم لا؟ وهل لدينا قابلية للحوار مع الذات؟ ولماذا نحارب التمييز؟ ولا بد من وضوح الهوية ووجود المرجعية، لوجود مشكلات في القيم مع ضرورة تحديد الهدف. ثم ذكر بعد ذلك أسباب التمييز القبلي: سيادة ثقافة الوهم. بعض التصرفات الفردية. الخلط بين الذوبان والاندماج. من يعالج التمييز العنصري ليس مؤهلاً لذلك، وليس أجدر من المفكر لعلاج هذا التمييز، وذكر أهمية التحاور بين أهل المذاهب المختلفة. وجاءت المداخلات: الدكتور فهد العوني: التمييز العنصري مرفوض دينياً واجتماعياً في المملكة العربية السعودية، وهو مرض اجتماعي ولا بد من الاعتراف بوجود هذه المشكلة، ولا بد من وجود ثورة يقودها كل أبناء المجتمع ضد هذه الظاهرة. خيرية الزبن: كرامة الإنسان أمر نادت به كل الأديان السماوية والإسلام أكّد على ذلك، لكنها تساءلت هناك من تظهر عليهم مظاهر الصلاح ولكن عباراتهم تنضح بالعنصرية. المهندس حسني محمد جبر: وافق المحاضرين على طرحهم وأبدى رأيه في أن الإسلام يديننا في كل تمييز عنصري، وهناك تمييز في ساعات العمل والتعامل والراتب ما بين الأجنبي والسعودي وما بين قطاع وآخر. ورد الدكتور عبدالله السهلي بأن هناك توعية وجهوداً لكل جالية ليتبيَّن لهم حقوقهم وواجباتهم. لبنى الشغدلي: لا بد من تعزيز الجانب الديني لمواكبة تطوُّر الحضارات، ولا بد من تغيير هذه السلوكيات السيئة. عبدالله البطي: أبدى استغرابه من طرح الدكتور خالد الحربي فكم من خادمة هربت بسبب سوء المعاملة وكم من مسلم ارتد عن الدين بسبب تمييز عنصري، وأبدى إعجابه بالغرب الذي وضع الكفاءة معياراً للتفوق وهذا الحل لكل تمييز عنصري، وداخل الدكتور نايف المهيلب موافقاً الدكتور عبدالله، وقال إن الكفاءة هي الوسيلة الصحيحة للحكم على الإنسان. الجوهرة الجميل: هناك أزمة فكر، فهناك المثقفون يمارسون العنصرية، بل يجب أن يتصدوا لكل تمييز عنصري، وأشارت بوجوب عقاب من يمارس التمييز العنصري من قبل هيئة حقوق الإنسان. فهد بن مسلم العازمي: وافق الدكتور عبدالله السهلي في وجود التمييز العنصري القبلي أو المناطقي. عبدالهادي الغزالي: تحدّث عن قضية امرأة رغبت الزواج من شخص آخر من قبيلة أخرى لكن لم يحدث بسبب العنصرية، ونوَّه بوجود تأخير في صرف مستحقات العاملين الأجانب. سالم الثنيان: المشكلة موجودة منذ القدم، وهل المشكلة في هيئة حقوق الإنسان؟ وماذا عن إنجازاتها في حائل؟ رد علي العريفي بأن الفرع جديد وقام بدور تثقيفي للجميع في الجامعات وغيرها، وهناك شراكة مع المحاكم لمعالجة بعض الصكوك الشرعية، موضحاً وجود 163 قضية أسرية في حائل. فهد العتيبي: لا بد من التمسك بالشريعة الإسلامية للقضاء على هذا التمييز العنصري، وذكر وجود ظلم كبير للمرأة في أغلب المجالات، وتساءل لماذا لا يكون هناك توجيه ووعي في المنتديات القبلية وفي مزايين الإبل. رد الدكتور خالد الحربي: هناك توجُّه لحل هذه المشكلات، ثم أوضح الدكتور نايف المهيلب الفرق بين التمييز والتميُّز، وأوضح أن الإسلام دين العدل وهو ما أمر الله به. براك البلوي: تساءل هل التمييز أصبح ظاهرة؟، وفي ختام الندوة شكر المحاضرون النادي على استضافته هذه الندوة مُتمنين القضاء على ظواهر التمييز، ثم بعد ذلك تم تكريم المحاضرين بدروع تقديريّة مقدّمة من النادي الأدبي الثقافي في منطقة حائل.
مشاركة :