الدوحة - قنا: اختتم الاجتماع الثالث للمجموعة الاستشارية لمبادرة إسطنبول للتعاون، أعماله بالدوحة أمس، بعد أن بلور مجموعة من الأفكار والمقترحات والرؤى المهمة. وأكد سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي، الأمين العام لوزارة الخارجية في كلمة ألقاها في الجلسة الختامية للاجتماع، أن الأخطار والمهددات للأمن والاستقرار العالمي باتت مشتركة، الأمر الذي يتعين معه أن تكون المواجهة لها شاملة ومشتركة عبر تكريس التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والمعلومات على المستوى الثنائي للدول وعلى المستوى الإقليمي والدولي. وأوضح سعادته أن الشراكة بين دول المبادرة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" قد حققت نجاحات ملحوظة في تحقيق الأمن في بعض البلدان، ما يتطلب تعميق وتعزيز هذه الشراكة بين الجانبين لمجابهة التحديات الأمنية المستقبلية بالسيطرة السريعة على تطور الأحداث ومواجهة تداعياتها من خلال الاستعداد والتخطيط المبكر للتدخل في الوقت المناسب. العمل المشترك من جهته قال سورين دو كارو، مساعد الأمين العام للتحديات الأمنية الناشئة في حلف شمال الأطلسي "لقد لمسنا من خلال الحوار والتشاور في المؤتمر رغبتنا في العمل المشترك" . آليات التعاون وأكد سعادة الشيخ علي بن جاسم آل ثاني سفير دولة قطر لدى مملكة بلجيكا، ورئيس بعثة دولة قطر لدى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" ، من ناحيته، أنه منذ أن انضمت دولة قطر إلى مبادرة إسطنبول للتعاون في مارس 2005 ، قامت ببذل جهود كبيرة من أجل تشجيع وتعزيز التعاون العملي مع دول المبادرة وحلف شمال الأطلسي وفقا لسياستها الخارجية. وأضاف سعادته قائلا، في تصريح صحفي: "إن الأخطار والمهددات الأمنية الحالية تواجهنا جميعا دون استثناء، لذلك يجب علينا أن نتعامل معها بصورة شاملة ومشتركة، من خلال تعزيز آليات التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والمعلومات على المستوى الثنائي للدول وأيضا على المستوى الإقليمي والدولي" . وأشار إلى أن تأسيس مبادرة إسطنبول للتعاون كان له دور واضح في ترسيخ وتعميق العلاقات الثنائية بين دول المبادرة وحلف شمال الأطلسي ما شكل خطوة كبيرة نحو ضمان الأمن والاستقرار في الإقليم والمنطقة العربية، وساعد في تحسين قطاع الأمن من خلال الاستفادة الكاملة من الأنشطة والبرامج التدريبية التي يتم تقديمها على المستويين الثنائي والجماعي، ما أسهم في تعزيز قدرات دول المبادرة على مواجهة التهديدات الأمنية الجديدة والناشئة. وأوضح سعادة الشيخ علي بن جاسم آل ثاني سفير دولة قطر لدى مملكة بلجيكا، ورئيس بعثة دولة قطر لدى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" ، أن تحديد إطار مستقبلي للتعاون بين دول مبادرة إسطنبول وحلف الناتو يشمل صيغا وأشكالا جديدة، يتطلب بذل كل ما يمكن لتعزيز وتحقيق هذا الهدف ودعمه، باعتبار أن مظلة الشراكة الجماعية باتت ضرورة تفرضها التفاعلات والأحداث الراهنة على المستويين الإقليمي والدولي. وأضاف أنه يجب العمل أيضا على توسيع المجالات التي تشملها الاتفاقية، عبر إعادة تقييم ما تم إنجازه حتى اللحظة، وما إذا كان يتوافق مع طموحات ورغبات الجانبين، ومن ثم العمل على إضافة مجالات جديدة للتعاون السياسي والعملي من شأنها تجاوز السلبيات وخلق واقع جديد يمضي بالاتفاقية قدما إلى الأمام وتحقيق نتائج تساهم في مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية. لقاءات شبه دورية كما أكد سعادته أهمية زيادة وتيرة ومستوى الحوارات السياسية بين دول المبادرة وحلف الناتو، وذلك عبر عقد لقاءات واجتماعات شبه دورية على المستوى الوزاري وأيضا على مستوى سفراء دول مبادرة اسطنبول في بروكسل مع سفراء دول حلف الناتو، مبينا أن الحوار وتبادل وجهات النظر والآراء خلال مثل هذه اللقاءات، يساعد على مضاعفة وترقية مستوياته ما ينعكس إيجابا على تغذية الأفكار المتعلقة بأي خطوات جديدة فيما يخص مجال الشراكة وبناء الثقة بين دول المبادرة وحلف الناتو، وتعزيز الشراكة بينهما لتعزيز الأمن والسلم الدوليين. وشدد على أهمية تحديد المصالح المشتركة والأهداف العملية لتحقيق نتائج ملموسة ومواجهة التهديدات التي تمس الأمن الإقليمي، لافتا إلى أن ذلك يعني بالضرورة توحيد رؤى دول المبادرة تجاه القضايا الإقليمية المختلفة كأحد أوجه بناء استراتيجية أمنية إقليمية موحدة لتحقيق أمن منطقة الخليج. تقييم الاستفادة ولفت سعادة الشيخ علي بن جاسم آل ثاني أيضا إلى ضرورة وأهمية إيجاد آلية مناسبة لتقييم مدى استفادة دول مبادرة إسطنبول من الدورات التدريبية التي يوفرها حلف الناتو في المجالات المختلفة والعمل على معالجة السلبيات إن وجدت، حيث إن هذه الدورات والتمارين سواء كانت عملية أو دراسية تعتبر من أهم ركائز وأعمدة التعاون بين الجانبين. وأكد كذلك أهمية متابعة وتنفيذ توصيات الاجتماعات السابقة والمستقبلية ودعم الأفكار التي تساهم في تطوير الشراكة بين الناتو ودول المبادرة، إلى جانب إحاطة دول المبادرة بالتطورات الأمنية والإقليمية والسياسية أو الاجتماعية والاقتصادية وكذا تأسيس مشاريع لإقامة تمارين وتدريبات رئيسية بين الجانبين في مجال بناء القدرات الدفاعية والأمنية بغرض إظهار القوة والفرص والفوائد التي وفرتها هذه الشراكة، فضلا عن أهمية التنسيق بشأن استراتيجية موحدة للدبلوماسية العامة عبر ترتيب اجتماعات منتظمة حول المواضيع الهامة التي تحتاج إلى مواقف وردود فعل موحدة. الشراكة الفردية واعتبر سعادته أن إجازة برامج الشراكة الفردية والتعاون بين جميع دول مبادرة اسطنبول للتعاون وحلف الناتو، بالإضافة إلى القرار الخاص باعتماد سفارات دول المبادرة في بروكسل كبعثات لدى الناتو، وبالتالي اعتماد سفرائها كسفراء لدولهم لدى الحلف، قد أسسا لمرحلة جديدة من مراحل التعاون. وأشار إلى أن التعاون بين الجانبين يسير في الاتجاه الصحيح، لكنه رأى أن هناك حاجة لبذل المزيد من الجهود من أجل تعزيز التفاهم المتبادل وإيجاد مقاربات مشتركة بشأن التحديات التي تواجه الطرفين.
مشاركة :