الحريري يلتقي عون: من يعقّد تأليف الحكومة معروف

  • 11/22/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الحكومة اللبنانية الجديدة لن تكون على منصة الاحتفال في عيد الاستقلال اليوم بفعل العراقيل التي ارتسمت في وجه مسار التأليف ولم يتم تذليلها. وهذا ما أشار إليه الرئيس المكلف التشكيل سعد الحريري، بعد زيارته القصيرة لرئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا، يرافقه مدير مكتبه نادر الحريري، حيث تم التداول في تطورات تشكيل الحكومة، في ضوء اتصالات أجراها الحريري خلال الأيام الماضية. وخرج عون والحريري إلى البهو الداخلي للقصر حيث التقطت الصور التذكارية مع «علم الشعب». ثم جرت دردشة بين الحريري والصحافيين قال فيها: «نحن متفقون مع فخامة الرئيس على الأمور كافة، وهناك عثرات أصبح معروفاً أين هي، نأمل في أن تُحَلّ». وعن مدى قرب إعلان التشكيلة، قال: «من يعقِّد معروف، فاسألوه». وعما إذا كان سيحضر عرض الاستقلال اليوم قال: «منشوف، إن شاء الله». وعلق رئيس المجلس النيابي نبيه بري لاحقاً على تصريح الحريري قائلاً: «ليس جواباً على دولة الرئيس سعد الحريري بل توضيح له، الذي يعرقل هو الذي يخالف الدستور والأعراف وقواعد التأليف، وليس من يحذّر من ذلك، وقد يكون الهدف الأبعد الإبقاء على قانون الستين». وكان عون التقى رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل، الذي دعاه الى حضور قداس يقام اليوم في حريصا، في الذكرى العاشرة لاغتيال شقيقه الوزير بيار الجميل. وتم البحث في الوضع الحكومي، وأكد الجميل دعم انطلاقة العهد «لتكون جامعة تؤدي إلى فتح صفحة جديدة مع الجميع، وإعطاء فرصة لبعضنا ليكون عملنا مشتركاً»، مبدياً ارتياحه إلى جو اللقاء مع عون. ولفت حزب «الكتائب» بعد اجتماع مكتبه السياسي مساء إلى أن «مرور الوقت من دون تشكيل حكومة يؤخر معالجة الملفات الحياتية الملحة، ويشلّ حركة التشريع في المجلس النيابي، وفي مقدمها قانون الانتخاب، ويعرّض استحقاق الانتخابات لمخاطر عدّة، بينها اعتماد قانون الستين الذي يضرب صحة التمثيل ويشوّه نظامنا الديموقراطي» ورأى أن «تكريس ظاهرة السلاح بفرعيه الخفيف كما بدا أمس في الجاهلية، أو الثقيل كما حال استعراض القصير، يرسم علامة استفهام كبرى على معنى السيادة الكاملة»، معتبراً أن «هذه الاستعراضات داخل لبنان وخارجه، تشكل تحدياً كبيراً لانطلاقة العهد الجديد وقبل ذكرى الاستقلال، ما يطرح السؤال: أي لبنان نريد؟». وفي المواقف من مسألة الحكومة، أكد عضو كتلة «المستقبل» النيابية عمار الحوري أن «العراقيل التي توضع لن تثني الرئيس الحريري عن المضي في مساعيه للمواءمة بين الطلبات تحت سقف المصلحة الوطنية والإسراع من دون التسرع». واعتبر أن «ما يجري من تجاذبات حول الحقائب الوزارية طبيعي مع كل تشكيل حكومة حيث تكثر الطموحات والمطالب، ولكن ما يختلف هذه المرة هو أن أشهراً قليلة تفصلنا عن الانتخابات النيابية، لذا أي تأخير اليوم لن يكون في مصلحة اللبنانيين، ولذلك يجب ألا تبالغ القوى السياسية في وضع العراقيل في وجهها». وأكد عضو كتلة «القوات اللبنانية» النيابية أنطوان زهرا «أننا وبعد أن أسقطنا خطة إسقاط الدولة بالفراغ المتمادي في الرئاسة وبعدما أسسنا معا نحن والتيار الوطني الحر، لإعادة إطلاق عجلة بناء الدولة وإحياء المؤسسات الدستورية، نحن اليوم منشغلون بتشكيل أولى حكومات ما بعد الشغور»، وقال: «ندعي، وعن حق، أننا بهذا الانتخاب عدنا إلى تطبيق اتفاق الطائف كما يجب أن يطبق، اتفاق المناصفة والشراكة. نعيش أفضل أيامنا كمسيحيين منذ 1990 حتى اليوم وسنعود إلى تطبيق روحية اتفاق الطائف الفعلي والاختبار الأول كان إعلان القوات أنها تريد وزارة سيادية، ما أدى إلى فتح النقاش السياسي والوطني، وهل هناك حق لأي طرف في أن يضع فيتو على طرف آخر؟ وهل هناك حصة حصرية لطرف لا يمكن التنازل عنها؟ ولهذا طالبنا بالإفراج عن محاضر الطائف لمعرفة ما تتضمنه، لكن إذا اقتضت الضرورات السياسية الحالية ولتسهيل تشكيل الحكومة أن تبقى الوزارات السيادية عند أصحابها الحاليين فليس لحق حصري أو فيتو، بل لضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، مع تأكيد أن منطق الفيتوات والمنع والحصرية سقط إلى غير رجعة، وهذا اتفاق جديد على تفسير حقيقي لاتفاق الطائف، وهذا نصر للتفاهم المسيحي وللجمهورية القوية». وأشار إلى أن «العمل حول الحصص الوزارية يتم بالتكافل والتضامن، وعلى رأس المفاوضات باسم «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» الوزير جبران باسيل». ورأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية علي فياض أن «الانقسام الداخلي بين اللبنانيين شكل ويشكل نقطة ضعف في مواجهة أي مستوى من المخاطر». وشدد على أن «معالجة المشكلة الاقتصادية يحتاج إلى دولة مستقرة غير مأزومة، وهذا لن يكون متيسراً إلا في ظل وجود حكومة فاعلة وجامعة يتعاون الجميع في تشكيلها وإنجاح دورها». وقال: «ثمة مسؤولية وطنية لا يمكن التغافل عنها في الإسراع بتشكيل الحكومة وما يستدعي ذلك من استيعاب الحساسيات والمطالب بإيجابية وبترفع كي نضع حداً لحال العجز في ممارسة السلطة، خصوصاً أن الإمكانية السياسية لذلك متوافرة وفرصها كبيرة ولا شيء جوهرياً يحول دون ذلك».

مشاركة :