مؤرخ بريطاني: الدبّ الروسي سيستمر في إيقاع الضحايا والعقوبات «مثيرة للسخرية»

  • 3/21/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

--> --> اعتبر الصحافي والمؤرخ البريطاني ماكس هاستينغس أن بوتين بات مقتنعًا بأن الغرب «ضعيف كالهلام»، وأنه يستغل هذا الأمر، داعيًا الأوروبيين للعمل على تقوية جيوشهم للتصدي له. وذكّر هاستينغس في مقال في صحيفة دايلي ميل البريطانية، بالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على مسؤولين روس وأوكرانيين، والتي تشمل منعهم من السفر وتجميد أموالهم. كما تطرق إلى تهديد واشنطن لروسيا بعقوبات إضافية وبإقصائها من مجموعة الثمانية. إلا أنه استبعد أن تؤدي هذه العقوبات إلى نتيجة، حيث إنها لن تطال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مباشرةً، مستشهدًا بوصف دبلوماسي بريطاني سابق لها بـالمثيرة للسخرية. واعتبر هاستينغس أنه بدل فرض عقوبات فردية مسؤولين روس وأوكرانيين كان من المفترض منع كل مسؤول روسي صوّت لصالح ضم القرم من دخول أمريكا وأوروبا. وفي سياق متصل، استبعد الكاتب الصحافي أن يتخذ الغرب قرارات اقتصادية مقنعة ضد روسيا، وذلك لأن نصف أوروبا تستخدم الغاز الروسي، مؤكدًا أن لا شيء مما يقوله أو يفعله الغرب، منذ بدء الأزمة الأوكرانية، كان ليزعج بوتين ولو قليلًا. ورأى هاستينغس أن بوتين، الذي وصف تصرفه الأخير تجاه القرم بـالأحمق، لا يجيد سوى وسيلة واحدة في علاقاته وهي استخدام القوة أو التهديد باستخدامها. وأوضح أن روسيا لا يمكنها أن تبهر الغرب بإنجازاتها الصناعية او الاجتماعية لأنها منعدمة، وهي لا تستطيع جذب الانتباه لها سوى عبر تخويف العالم او دعم العنف في القرم وإيران وسوريا. وأكد أن بوتين مقتنع بهذه السياسة؛ لأن ساكن الكرملين وصل إلى نتيجة مفادها أن الغرب ضعيف كالهلام، بحسب تعبير الكاتب. واعتبر الكاتب أن ما حدث منذ انتهاء الحرب الباردة منذ ثلاثة عقود أثبت أن بوتين على حق، شارحًا أن أغلب الدول الأوروبية الكبرى فككت قواتها المسلحة، على نطاق كبير، فيما يتّكل حلف شمال الأطلسي على الأمريكيين خلال أي عملية عسكرية يقوم بها. وحذر هاستينغس من أن الأمريكيين قد يبدأون التذمر من دفع فاتورة الدفاع الأوروبية، خاصةً في ظل وجود دول أوروبية غنية كألمانيا وبريطانيا. وفي هذا السياق اعتبر أن الأزمة الأوكرانية يجب أن تشكّل جرس إنذار للأوروبيين لاستعادة قوتهم. وأضاف إنه آن الأوان لتعترف ألمانيا بأن مكانتها كأغنى وأقوى دولة أوروبية يتطلب منها البدء بالعمل على حماية أوروبا، مذكرًا أنها لم تقم بأي خطوة جدية في هذا المجال منذ 1990. كما دعا الحكومة البريطانية لإيجاد المال لإعادة بناء قواتها المسلحة المفتتة، مذكرًا أن لندن فقدت احترامها على الساحة الدولية وبات ينظر لها كـتابع للولايات المتحدة، في حين ان واشنطن نفسها ما عادت تنظر إلى بريطانيا على أنها شريك عسكري ذو مصداقية وذلك بسبب خفض نفقاتها العسكرية. أما بالنسبة للولايات المتحدة فانتقد هاستينغس فشل أوباما في التعامل مع كافة الأزمات، مضيفًا أنه وبعد سنوات من التنديد بتدخل الولايات المتحدة في شؤون دول أخرى، نرى الآن (مع الأزمة الأوكرانية) ما يحصل عندما تتخلى أهم ديمقراطية على وجه الأرض عن دورها القيادي التاريخي. واعتبر أنه من المخيف رؤية ما يحدث عندما تعتبر دولة قبيحة كروسيا ومحكومة من عصابة من النخبة أن الولايات المتحدة وقياداتها لا يستطيعون بعد اليوم مقاومة بلطجتها. ورأى أنه من سوء حظ العالم أن دولة روسيا العظيمة وقعت في يد وحوش، مذكرًا أن بوتين يبجل ستالين الذي ارتكب أهم المجازر في القرن العشرين. وختم هاستينغس كاتبًا: لا نحتاج ولا نرغب في محاربة روسيا، لكن يجب على الغرب أن يتخلى عن مساعيه البائسة لتهدئة قيادات موسكو.. الدبّ الروسي سيستمر في إيقاع الضحايا إلى أن نظهر له نيتنا إعادته إلى كهفه.. قبل أن يأتي ليصطاد قرب أبوابنا.

مشاركة :