من الصعب أن تكون محرراً في جنوب إفريقيا، ففي بلدٍ كهذا من العسير "تجاهل" الأخبار. في حفلات العشاء والمصاعد وطوابير التسوق ومقاعد الطيران، وحتى في غرفة البخار، وفي الصالة الرياضية المحلية، لدى سكان جنوب إفريقيا ولع بالأحداث الجارية، وبإمكانهم التفوق على أيّ ممن يظهرون على التلفاز بتحليلاتهم السياسية أو برأيهم في أحدث انفصال بين الأزواج من المشاهير، نحن نتحدث بحماس وبغضب وبحزم عن الأخبار طوال الوقت. وهو ما يجعل الابتعاد عن العمل أمراً شاقاً، إلا أنه يجعل منه مكاناً رائعاً لصناعة الأخبار، بمختلف أنواعها، الجادة والبسيطة، الترفيهية والسياسية، ما يتعلق بنمط الحياة أو بالتحقيقات، إذن ما الذي ستجلبه هافينغتون بوست جنوب إفريقيا للسوق المزدهرة بالفعل؟ تجربة شاملة.. ما جذبني إلى هافينغتون بوست كان فرصة الحديث إلى الجمهور بشروطه، علمتني سنوات عملي في مجال الأخبار أنه ليس بإمكاننا تجزئة التجربة الإنسانية إلى أقسام بالدقة التي نجزِّئ بها صحفنا ومواقعنا. فيما يخصنا، نحن مواطني جنوب إفريقيا، فإن الطريقة التي نحيا بها هي بنفس قدر أهمية الأخبار السياسية التي تدفعنا للحركة والغضب. رسَّخت هافينغتون بوست أقدامها على مستوى العالم باعتبارها مصدراً للأخبار السياسية العظيمة، وفازت بجائزة بوليتزر عن تحقيقاتها، وهي تتعامل مع ما يتعلق بأسلوب الحياة والصحة بذات القدر من الجدية، إنها مثالية لبلدٍ كجنوب إفريقيا؛ حيث يمكن أن تدفعنا السياسات المتعلِّقة بالشعر أو التحديات التي تواجه الأمهات العزباوات إلى الحديث بنفس العُمق الذي قد تدفعنا به أحدث التحقيقات المتعلقة بالسيطرة على الدولة أو الرسوم الزائدة التي يجب أن تثير الاحتجاجات. وهذا ما ستفعله هافينغتون بوست جنوب إفريقيا: سنتعامل مع كل الأخبار بجدية، كما يجب أن يكون، وسنفعل كذلك شيئاً آخر لطالما طالب الجمهور به، سنخبركم بما نتوصل إليه ولِمَ يجب عليكم الاهتمام به. تُعرَف هافينغتون بوست بمواقفها من الأخبار، ووصفها الأمور كما تراها في الحقيقة، وبالتمسك بمواقفها، نحن نعتقد أن سكان جنوب إفريقيا، البارعين في إلزام وسائل إعلامهم بمستويات مرتفعة من المهنية، سيقدرون هذا الصدق والشفافية. لقد أوضح سكان جنوب إفريقيا أيضاً في استطلاع تلو الآخر أنهم راغبون في شيء أكثر من مجرد سرد مساوئ حال البلاد؛ لذا ستكون إحدى خصائص هافينغتون بوست العالمية في مكانها المناسب هنا: الميل إلى الصحافة القائمة على الحلول، لن يكون هذا قسماً خاصاً أو نوعاً محدداً من القصص، بل خيطاً يمر عبر كل أخبارنا، من التعامل مع الوالدين كبار السن، وحتى تغطية موجة الجفاف في جنوب إفريقيا والمعركة الدائرة بين وزارة المالية والصقور في الوقت الراهن. جمعنا فريقاً من الشباب الأذكياء المتحمسين، الذين يقضون الآن أجمل أوقاتهم معاً بعد سنوات من البقاء داخل غرف الأخبار التقليدية، قضينا الثلاثة أسابيع السابقة لهذه الانطلاقة، ونحن نتعلم كيف يمكن أن نتمتع بالصرامة وبالحزم، كما يقول شعارنا، تحولت المحادثات المرحة بجوار مبرد المياه إلى فيديوهات حقيقية، وأثارت النقاشات الجادة عشرات المقالات والتوضيحات والزوايا السياسية والتحقيقات الفعلية. نأخذ الأخلاقيات على محمل الجد، وسننتبه حين نخطئ، ونعترف بأخطائنا ونعمل على ألّا تتكرر في المستقبل. وأخيراً، نحن متحمسون لنعلن أننا سندعو -للمرة الأولى في البلاد- المدونات بأي من اللغات المستخدمة في جنوب إفريقيا لمشاركتنا؛ إذ إن اللغات الجنوب إفريقية قد تعرضت للتجاهل من وسائل الإعلام الرئيسية لوقت طويل. إن فريق هافينغتون بوست جنوب إفريقيا هو فريق صغير، مكوَّن من 8 أشخاص فقط حالياً، ومن المنتظر أن يصل العدد إلى 11، نرغب في أن نبذل ما بوسعنا لتمثيل جنوب إفريقيا بتعقيداتها. يمكننا الحديث عن حالة حكومتنا إلى أن نُصاب بنوبة من الذعر، بينما تدمع أعيننا في اليوم التالي لمشاهدة مقطع جميل رائج من الفيديو. نحن بلد ثرثار ونابض بالحياة ومثير للجنون، وعلى درجة عالية من الوعي الذاتي، بلد ربما يكون من الصعب فيه أحياناً أن تكون محرراً، لكنها ميزة كبيرة أن تصبح واحداً فيه. مرحباً بكم في هافينغتون بوست جنوب إفريقيا، لا يمكننا الانتظار لسرد قصصكم وحكاياتكم. - هذا الموضوع مترجم عن نسخة الجنوب إفريقية من "هافينغتون بوست"؛ للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط . ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
مشاركة :