دبي: حمدي سعد أكد سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية، أن صناعة الألمنيوم في الإمارات لاتزال تحقق نمواً وتوسعاً في الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية، مقارنة بما تواجهه مصانع عالمية من تراجع في النمو أو التوقف عن الإنتاج بسبب تكلفة الطاقة وغيرها من عوامل المنافسة وتراجع الطلب. قال سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم في تصريحات على هامش افتتاحه أعمال الدورة ال 20 للمؤتمر العربي الدولي للألمنيوم عربال 2016 التي تستضيفها الإمارات حالياً في دبي، إن صناعة الألمنيوم الأولي في الإمارات تاريخية وتتمتع بالقوة والضخامة، الأمر الذي جعلها تضاهي بل وتتفوق على أكبر القلاع الصناعية في العالم. وقال إن صناعة الألمنيوم في الإمارات تشهد حالة من الاستقرار بل والنمو وهو ما ينطبق على المصانع الخليجية، مشيرا إلى أنها لا تواجه المشاكل التي تتعرض لها المصانع العالمية وبالأخص فيما يتعلق بالتسويق للمنتجات وفتح أسواق جديدة. التأثر بأسعار النفط ورداً على مدى تأثر صناعة الألمنيوم الوطنية بسبب أسعار النفط، أوضح سموه أن تراجع أسعار النفط يعتبر إيجابياً لصناعة الألمنيوم، مشيراً إلى توجه الكثير من المصانع إلى الغاز والفحم النظيف بدلاً من الاعتماد على النفط. وقال إن استراتيجية التوسع في صناعة الألمنيوم بالإمارات تعتمد على دراسات يتم إعدادها بصورة مستمرة عن الأسواق والأوضاع الاقتصادية. وأكد عدم وجود إغراق في السوق المحلي حتى الآن، مشيرا إلى أن الهدف الأول يتركز على تسويق المنتجات، حيث لا تواجه صناعة الألمنيوم الإماراتية مشكلات في هذا الجانب على وجه الخصوص. تطور القطاع وبالإشارة إلى تطور قطاع الألمنيوم في الدولة وتبوؤ شركة الإمارات العالمية للألمنيوم المركز الرابع عالمياً من حيث الإنتاج، أوضح سموه أنه ليس من المهم رفع الطاقة الإنتاجية فقط وإنما الأهم أن يتماشى الإنتاج مع القدرة على فتح أسواق جديدة. وردا على سؤال حول تباطؤ السوق الصيني، قال سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وزير المالية: لدينا أسواق وللصينيين أسواق أخرى وتبقى المنافسة والتسابق على الجودة، مشيراً إلى أن خريطة الطلب لم تشهد تغيرات جذرية، كما أن الأسعار ترتفع وتنخفض وفق العرض والطلب عالمياً. المشاركة بالناتج المحلي وتقدر مساهمة شركة الإمارات العالمية للألومنيوم المباشرة في الناتج المحلي الإجمالي للإمارات بحلول العام 2020 بنحو 11 مليار درهم، 3 مليارات دولار، فيما تصل المساهمة غير المباشرة إلى نحو 18,3 مليار درهم 5 مليارات دولار، مع إجمالي صادرات يصل إلى نحو 25 مليار درهم 7 مليارات دولار. وانطلقت صباح أمس في دبي أعمال الدورة ال 20 للمؤتمر العربي الدولي للألمنيوم عربال 2016، بحضور سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات. مكانة صناعية مهمة وعززت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم المكانة الصناعية للدولة على الساحة الدولية، حيث تنتج الشركة حالياً ما يزيد على 2,4 مليون طن من الألمنيوم الأولي الساخن والمنصهر. ويعتبر هذا التصنيف نجاحاً كبيراً، لاسيما أن الشركة بدأت عملياتها قبل 37 عاماً فقط، حيث بدأ نشاط الشركة في أكتوبر/ تشرين الأول العام 1979 بطاقة إنتاجية قدرها 135 ألف طن سنوياً. وتوظف شركة الإمارات العالمية للألمنيوم حاليا نحو 7000 شخص في دولة الإمارات، فيما حققت نسبة توطين في الوظائف المستهدفة بنسبة 35٪ خلال العام 2016، كما تستهدف الشركة زيادة هذه النسبة إلى 42٪ بحلول العام 2020. نمو قطاع الألمنيوم وساهمت رؤية وقيادة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية في نمو قطاع الألمنيوم بالإمارات بنسبة تصل إلى 700%، كما عزز دور سموه في تطوير الاقتصاد وتأسيس قاعدة صناعية في دولة الإمارات. مشروعات توسعية وبتوجيهات من سمو الشيخ حمدان، أنجزت شركة دوبال سلسلة من المشروعات التوسعية التي أدت إلى نمو صناعات الألمنيوم على نطاق أوسع في المنطقة وفي إطار هذا النمو، ارتفع إنتاج شركة دوبال من الألمنيوم الأولي الساخن والمنصهر ليصل حالياً إلى ما يزيد على مليون طن سنوياً. وتمتلك شركة دوبال حصة 50% في شركة إيمال في أبوظبي، علماً بأن شركة إيمال هي أكبر شركة حالياً على مستوى العالم في مجال صهر الألمنيوم حيث يصل إنتاجها إلى حوالي 1,4 مليون طن سنوياً. تطوير الصناعة وقال عبدالله جاسم بن كلبان، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم: يضطلع سمو الشيخ حمدان بن راشد بدور كبير جداً في تطوير صناعة الألمنيوم الأولي في دولة الإمارات، بل إن آثار جهود سموه تجاوزت حدود الإمارات لتشمل منطقة الخليج التي أصبحت خلال أقل من 4 عقود مركزاً كبيراً لصناعة الألمنيوم الأولي في العالم، حتى إن إنتاج مصاهر الألمنيوم الخليجية وصل إلى 5,1 مليون طن من الألمنيوم الأولي في 2015 وهو ما يمثل 8,8% من إجمالي الإنتاج العالمي ومن هنا نعبر لسمو الشيخ حمدان عن عميق الشكر والتقدير على هذا الإنجاز الذي تحقق على يديه. بيئة أسعار النفط وأضاف أن اتجاه الأسواق في ظل بيئة أسعار النفط المتقلبة تشغل أذهان الكثيرين حول العالم وفي دول مجلس التعاون الخليجي. وأضاف ابن كلبان أنه كما لانخفاض أسعار النفط من ضغط على الاقتصادات الخليجية من خلال التأثير في العائدات فهو يوفر أيضا فرصا. وأشار إلى أن النمو الاقتصادي في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي على الرغم من ذلك لايزال يسير مع المتوسط العالمي، وقد نما الاقتصاد الإماراتي بنسبة 3.9٪ العام 2015، ويتوقع أن ينمو بنفس المستوى العام 2016. ميزانية متوازنة وأضاف ابن كلبان أنه للحفاظ على ميزانية متوازنة، وضعت الحكومة الاتحادية في دولة الإمارات هدفا إنفاق 48.5 مليار درهم (13.2 مليار دولار) في عام 2016، مع مواصلة عدد من مشاريع البنية التحتية، في حين لاتزال الرعاية الاجتماعية لها أولوية، مؤكداً أن خطط التنويع الاقتصادي بعيدا عن النفط تبقى أساسية حتي الآن. وقال: إن دول مجلس التعاون الخليجي بدأت منذ سنوات عديدة في خطط التنويع الاقتصادي وأحرزت تقدما جيداً. نمو في المبيعات وقال ابن كلبان: إن الإمارات العالمية للألمنيوم لديها حصة 53.3٪ من إجمالي إنتاج الألمنيوم الأولي في دول مجلس التعاون الخليجي. وحققت نمواً 8.4٪ في المبيعات إلى السوق المحلية. وأوضح أن هناك 27 مصنعاً للألمنيوم التحويلي في دول مجلس التعاون الخليجي، منها حوالي 50٪ في دولة الإمارات، ونشهد النمو في هذا القطاع وخاصة في مدينة خليفة الصناعيةكيزاد في أبوظبي. حيث يخلق صناعات جديدة ويساعد على توفير فرص العمل، وتطوير المهارات وزيادة تنويع الاقتصاد. التنويع الاقتصادي وقال إن استمرار التنويع في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي مهم للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي - وهذا هو المفتاح لتحقيق الازدهار على المدى الطويل. وأضاف أن زيادة الكفاءة وزيادة الإنتاجية هي حيوية لتحقيق الازدهار المستدام، موضحاً أن انخفاض اسعار النفط الحالية دفعت بالفعل العديد من الشركات لزيادة الكفاءة وخفض التكاليف، وتحسين رضا العملاء وإضافة القيمة في منظماتهم. اتجاه السوق وأشار إلى أنه مع العودة لموضوع اتجاه السوق في بيئة أسعار النفط المتقلبة، مع تاريخها الطويل تمتلك دول الخليج وفرة من الموارد الطبيعية الأساسية، ومنطقة دول مجلس التعاون الخليجي هي قوية اقتصاديا. وأوضح أن تقلب أسعار النفط قد ينظر إليه كتهديد لدول مجلس التعاون الخليجي، ولكنه فرصة لإثبات قدرتنا على الصمود، كما أنه فرصة للاستفادة من فوائد التنويع الاقتصادي، تصبح أكثر كفاءة وإنتاجية. حجم الاستثمارات الخليجية قال محمود الديلمي، أمين عام المجلس الخليجي لللألمنيوم: إن حجم الاستثمارات الخليجية في صناعة الألمنيوم الأولي خلال ال 3 سنوات المقبلة سيتراوح بين 50 إلى 55 مليار دولار، مقارنة بنحو 40 مليار دولار حالياً، فيما ارتفع الطلب على الألمنيوم الخليجي العام 2016 بنحو 8%، مقارنة بالعام 2015. وأضاف في تصريحات صحفية على هامش الدورة ال 20 للمؤتمر العربي الدولي للألمنيوم عربال 2016 أن حجم الإنتاج الخليجي من الألمنيوم الأولي يصل حالياً إلى نحو 5,5 مليون طن سنوياً، فيما يتوقع أن يصل إلى نحو 6 ملايين طن العام 2020، بما يمثل نحو 12% من حجم الإنتاج العالمي. واستبعد الديلمي قيام دول الخليج المنتجة للألمنيوم الأولي بفرض إجراءات حمائية أسوة بما تقوم به دول آسيوية وأوروبية، مشيراً إلى أن الإجراءات الحمائية تتنافى مع توجهات الأسواق المفتوحة التي تنادي بها اتفاقيات التجارة العالمية. وأضاف الديلمي أن الشركات الخليجية لديها اتصالات مع دول أوروبية بهدف التغلب على الإجراءات الحمائية على الألمنيوم الخليجي. وفيما يتعلق بوجود إغراق من الصين لسوق الألمنيوم الخليجي قال الديلمي: نعم، لدينا علم بذلك، لكننا نسعى كشركات ألمنيوم خليجية في الوقت الحالي لتجميع كافة الأدلة لإثبات ذلك لنقرر فيما بعد الإجراءات التي ينبغي اتخاذها مستقبلاً. الأسواق الأمريكية والأوروبية أكد محمود الديلمي أن دول الخليج المنتجة للألمنيوم تتركز أسواقها على السوق الأمريكي والآسيوي وبالأخص السوق الياباني وأوروبا، كما تصدر منتجاتها إلى أكثر من 50 دولة حول العالم. وأشار إلى أن التوسعات التي تقوم بها الشركات الخليجية المنتجة للألمنيوم الأولي تدل على تنامي الطلب العالمي على الألمنيوم والمقدر بنحو 5% سنوياً، متوقعا ارتفاع الطلب العالمي خلال 2017، مقارنة بالعام الجاري، مع تعادل العرض والطلب. ولفت الديلمي إلى أن دول الخليج المنتجة للألمنيوم لديها مواصفات خاصة في الصناعة، لكنها لاتزال غير كافية، الأمر الذي يعد أحد التحديات التي تواجهها الصناعة الخليجية في الأسواق الخارجية حالياً، مشيراً إلى أن الألمنيوم الإماراتي متقدم خليجياً فيما يتعلق بالمواصفات. وقال الديلمي:إن المنتجين الخليجيين يواصلون جهودهم لتعزيز المواصفات لتلبية الطلب العالمي على الألمنيوم الخليجي، مشيراً إلى وجود تنسيق دائم بين الدول الخليجية في هذا الشأن. زيارات ميدانية يستقطب مؤتمر عربال 2016 ما يزيد على 48 جهة عارضة، فيما يستقطب المؤتمر نحو 500 مشارك و48 عارضاً، كما سيتم تنظيم زيارات ميدانية إلى موقعي شركة الإمارات العالمية للألمنيوم في جبل علي والطويلة في آخر يوم من المؤتمر. ويركز عربال 2016 على أحدث التحليلات السوقية بعنوان تحديات عالمية - حلول منشودة. حيث سيسلط الضوء على قطاع الألمنيوم في المنطقة، مع نظرة أقرب إلى اقتصاد الصين وتأثيره في القطاع. كما سيتم مناقشة الأهمية المتنامية للاستدامة والاعتبارات البيئية لقطاع الألمنيوم. وتتناول الكلمة الرئيسية في المؤتمر التوجهات السوقية في ظل تقلبات أسعار النفط، وتناقش النتائج الفورية والآثار طويلة الأمد للضغوط الاقتصادية المتزايدة على منطقة الشرق الأوسط، كما تقيّم الكلمة الجهود المتواصلة في تنويع الاقتصاد، والبحث عن بدائل فعالة لتعزيز الكفاءة والإنتاجية والفرص الاستثمارية، على اعتبار أن المنطقة تعتبر من أهم المراكز الحيوية المتنامية لقطاع الألمنيوم، وتحظى باهتمام المستثمرين من كافة أنحاء العالم.
مشاركة :