قد يكون اللطف أمراً من الجميل أن تتحلى به الفتاة في تعاملها مع الناس، إلا أن هذا لا ينطبق على محيط عملها، إذ أشارت دراسة حديثة إلى أن النساء الأكثر طاعة ولطافة في العمل عادة ما يتقاضون أجراً أقل من نظيراتهن صاحبات الشخصيات القيادية والأكثر حدة. وذكر موقع "دايلي مايل" أن الدراسة التي جرت على أكثر من ألف شخص، بينت أن النساء اللطيفات شعرن بأنهن يتقاضين أكثر مما يستحقن. إلا أن المعلومات التي جمعتها الدراسة التي أجريت من قبل أستاذة إدارة الأعمال ميشال بيرون، وأستاذ الموارد البشرية في جامعة تيلبورغ في هولندا رينيه دي ريفير، بينت أن هؤلاء النساء تقاضين أقل من الجميع، وأقل مما يستحقن في واقع الأمر. وبينت الدراسة التي نشرت في المجلة الأوروبية لعلم النفس التنظيمي أن النساء صاحبات الشخصيات المسيطرة يتقاضين مرتبات أفضل من نظيراتهن الانسحابيات لقدرتهن في التعبير عن آرائهن والمطالبة بحقوقهن. وأضافت الدراسة أن هؤلاء النساء الأقل لطفاً والأكثر سيادية رأين أنهن يتقاضين أقل مما يستحقن، رغم تقاضيهن رواتب أعلى من أؤلئك الأكثر خضوعاً ولطفاً. وأوضحت الدراسة أن الأمر ينطبق أيضاً على الرجال، إذ يتقاضى الرجال أصحاب الشخصيات الأقوى رواتب أعلى. ومن ناحية أخرى، بينت نتائج الدراسة أن رواتب الرجال الأكثر لطفاً، والتي تعتبر أقل من رواتب الرجال أصحاب الشخصيات القيادية، كانت أعلى مقارنة بما تتقاضاه النساء صاحبات الشخصيات القوية، ما يسلط الضوء على انتقاص الحقوق الذي تتعرض له بعض النساء في بعض مقرات العمل. وقال بروفيسور إدارة الأعمال شارون طوكر، الذي قاد فريق البحث أن العالم شهد تغييرات جذرية في تعريف الصفات الذكورية والأنثوية التقليدية على مدى العقود الماضية. إلا أن البعض ما زال يعتقد أن بعض الصفات هي حكر على الرجال فقط وأخرى حكر على النساء. مثل أن اللطف هو صفة تتميز بها النساء فقط، وبعض النساء المهنيات ما زلن يخشين من إظهار سمة تتعارض مع المفاهيم والسمات المحيطة بالنساء في المجتمع. الأمر الذي يؤثر على مستقبلهن المالي. وقالت الدكتورة بيرون إنه عادة ما يتم الانتقاص من وضع المرأة في العمل، الأمر الذي يجعل النساء يقدمن مجهوداً كبيراً مقارنة بما يتلقينه من أجر لتتم مكافأتهن بما هو أقل من الرجال في العمل.