مركز فورست كلوب يجسد التوجه نحو السياحة البيئية، و44 محمية تختزل إمكانات هامة للنهوض بالقطاع السياحي البيئي في البلاد. العرب [نُشرفي2016/11/23، العدد: 10464، ص(11)] حماية الطبيعة لاستقطاب السياح تونس - بدأت السياحة البيئية في تونس تحظى باهتمام المستثمرين المحليين والدوليين، رغم أنها لا تزال في أولى خطواتها وذلك بعد إدراجها في العقد الأخير ضمن التوجّهات الإستراتيجية للبلاد، باعتبار أن السياحة من القطاعات التي تعول عليها. وعلى بعد بضعة كيلومترات جنوب العاصمة، تقع غابة مترامية الأطراف بمدينة رادس من محافظة بن عروس، حيث كانت مجرد امتداد طبيعي لسلسلة من الأشجار قبل أن يحوّلها مستثمر تونسي ناشط في مجال البيئة إلى وجهة سياحية بمواصفات خاصة. ويعتبر مركز “فورست كلوب”، الترفيهي الذي فتح أبوابه، في أغسطس الماضي، حيث شيّده مالكه لطفي اللجمي، وفقا للمعايير العالمية التي تحترم البيئة، أحد المراكز التي تجسد التوجه نحو السياحة البيئية. ويقول صاحب المركز، الذي يشغل مساحة 5.7 آلف متر مربع، إن التوجه العالمي نحو الاقتصاد الأخضر، ألهمه فكرة إنشاء مركز بيئي خال من جميع العناصر أو المكونات التي من شأنها أن تضر بحق الأجيال القادمة في الحصول على ثمار النمو المستدام. وزارة البيئة: السياحة المرتكزة أساسا على مكونات الطبيعة، تعد من روافد السياحة البيئية بالبلاد ويبدو المكان، الذي كلف تشييده نحو 2.5 مليون دينار (نحو 1.1 مليار دولار)، أشبه بمشهد مقتطع من غابة مترامية الأطراف، مع فارق بسيط يكمن في أن المركز الترفيهي يتضمّن لمسة تشكلت استنادا إلى نظم خالية من جميع عناصر التلوّث أو المكونات الصناعية. وأكد اللجمي أن مركزه جاء ليدعم توجّه بلاده أيضا نحو السياحة البيئية في مفهوم أوضح أنه يمنح عناية خاصة للجانب البيئي في الأنشطة السياحية الترفيهية. وتعد صناعة السياحة في تونس، أحد أبرز مصادر العملة الصعبة، وظهرت معالم تراجع الرحلات من الخارج بغرض الترفيه، سريعا على اقتصادها المحلي في الأشهر الماضية. ومع أن مقاربة إنشاء مركز ترفيهي يجمع بين معايير تحترم البيئة ونقاط جذب قادرة على استقطاب الزوار سواء من السكان المحليين أو من الأجانب، تستبطن صعوبات كثيرة، إلا أن فكرة التجديد انتصرت في النهاية على جميع عقبات البداية، وفق اللجمي. وبالنسبة إلى اللجمي، فإن فكرة استقطاب اهتمام زبائن تعوّدوا، في معظم الأحيان، على ارتياد المناطق والمنتجعات السياحية المنتشرة في عدد من المدن الساحلية التونسية، بدت صعبة التجسيد. ولم تمنع العقبات ولادة مركز ترفيهي تشكّلت جميع جدرانه من الخشب، وأسقفه من القش، أما الأرضيات والكراسي وجميع الأواني المستخدمة، فصمّمت جميعها من مواد قابلة للتدوير، وبطريقة تحترم البيئة. ويعمل في المركز 25 موظفا، لتأمين استقبال لائق للزبائن من المحليين والأجانب، وأجنحة للبالغين وأخرى للأطفال، وثالثة لعشاق الرياضات بأنواعها من كرة اليد إلى السلة مرورا بالتنس وركوب الخيل، وليس انتهاء بالسباحة والرقص. وأكد اللجمي أن الدخول إلى المركز مجاني، والزبون لا يدفع سوى ثمن الخدمة المقدّمة إليه سواء الأكل أو ممارسة شتّى أنواع الرياضات، بكلفة لا تتجاوز الـ10 دولارات للشخص الواحد. ويتدفق يوميا، المئات من داخل البلاد ومن خارجها، لزيارة مركز يعتبر استثناء في العاصمة التونسية، وتحديدا في مدينة غالبا ما يضطر سكانها إلى التنقل باتجاه الضواحي الشمالية للعاصمة، بحثا عن الترفيه في عطلات نهاية الأسبوع. وقال نبيل حمادة، مدير عام البيئة وجودة الحياة في وزارة البيئة والتنمية المستدامة، إن “السياحة الإيكولوجية المرتكزة بالأساس على مكونات الطبيعة مثل الحدائق الوطنية والغابات وغيرها، تعتبر من روافد السياحة البيئية في تونس”. وأوضح حمادة أن “تونس تحتوي على 44 محمية تختزل إمكانات هامة للنهوض بالقطاع السياحي البيئي في البلاد”، مشيرا إلى أنها في انتظار توفّر الاستثمار اللازم لتأهيل المناطق الموجودة فيها، وتحسين أو بناء البنية التحتية اللازمة لتيسير وصول السياح إليها. وعن المعايير الواجب توفّرها في مركز “بيئي”، أكد حمادة أنه ينبغي أن يكون متناغما في مكوناته مع البيئة. كما يتعين على المستثمر اعتماد الخشب وغيره من المكوّنات الخفيفة في عملية البناء. :: اقرأ أيضاً كابوس انسحاب ترامب من الاتفاقات التجارية يهدد الاقتصاد العالمي التحول الاقتصادي السعودي يصل لترشيد استهلاك المياه والطاقة رئاسة ترامب تتقاطع مع مصالحه المالية نوكيا تعود بهواتف ذكية في 2017
مشاركة :