منذ أسبوعين صُرفت من صالون تجميل Toni and Guy، وقيل لي "ليس لدينا مصففو شعر مدربون على التعامل مع الشعر الإفريقي". قبل شهر، وفي حلقة نقاش عن قلة جودة المنتجات التجميلية الخاصة بالنساء ذوات البشرة السوداء، قال أربع من أصل سبع سيدات إنهن مررن بنفس التجربة. يوجد عدد قليل جداً من صالونات الشعر الجيدة التي يمكنها الاعتناء بالشعر الإفريقي وإخراج قصات لائقة. مثل العديد من النساء ذوات الشعر الإفريقي، اعتدت على صعوبة التحكم فيه، حتى عندما يكون مُموجاً. بين زيارات صالون الشعر لعمل الضفائر أو لتمويجه، كنت ممزقة بين أمرين: إذا غسلت وصلات الشعر، فسيصبح ملمسه واهياً وإذا انتظرت للموعد المقبل، فستظهر الحكة والقشرة في فروة رأسي، وكنت أخاف من حل ضفائري؛ لأنني لا أريد التعامل مع شعري. وأدى ذلك إلى ظهور عقد صعبة الفك جداً لدرجة أنني كنت أجذبه بشدة وأفقد شعراً أكثر بكثير مما هو ضروري. كما أنني كنت أخشى أن أُطلق شعري في العمل؛ إذ ستكون هناك أسئلة مثل: "ماذا فعلت بشعرك؟ إنه أصغر بكثير؟"، أردت أن أتجنب عار الاعتراف بأنني لا أدري ما أفعل بشعري. نحن النساء السوداوات ننظر لشعرنا كمسبب للألم وعدم الراحة، ساعات طويلة في صالون الشعر، وسحب فروة رؤوسنا بينما يجري عمل ضفيرة في الشعر أو تصفيفه، وتساقط الشعر الرقيق على الحواف بسبب أيادي المصففين الثقيلة. على عكس الاعتقاد السائد حالياً بأن الضفائر والتموج هي أساليب وقائية، ربما نتسبب في إتلاف شعورنا وفروة رؤوسنا. الضفائر غالباً ما تكون مشدودة جداً، أو ثقيلة جداً ولها ملمس خشن وهائج. وبعضنا يُعرفن بأنهن يتركن ضفائرهن لأكثر من أسبوعين دون فكها. ذات مرة، على متن قطار فيكتوريا لاين، سقطت إحدى ضفائري على أرضية القطار، وقفت في حالة صدمة، وانفجرت إحدى الراكبات من الضحك، مشيرة إلى ضفيرتي الواقعة على الأرض، التقطت ضفيرتي المهينة قفزت خارجة من العربة بمجرد أن فُتحت الأبواب، على الرغم من أنها لم تكن محطتي، في نهاية الضفيرة، كانت خصلات شعري عالقة، ورؤوس المسام واضحة. في إحدى المرات الأخرى، كنت قد ركبت وصلات رائعة لدى مُصفف شعر محترف، أثناء فكها بعد ذلك بنحو شهر تقريباً، كانت الوصلات مربوطة بإحكام شديد لدرجة أن شعري ذهب في اتجاهها، وترك بداية فروة الرأس صلعاء. أدت تلك التجارب المؤلمة إلى بدء بحثي الذي استمر سبع سنوات عن كيفية استعادة الكرامة فيما يخص شعري. كنت قد أصبحت معتادة بشدة على إخفاء جماله الطبيعي، ولم أكن وحيدة، ففي إحدى وجبات العشاء، قالت لي إحدى صديقاتي إنها لن تخرج من منزلها وشعرها بهذه الحالة؛ إذ إن طوله كان حوالي بوصتين فقط وكان مختفياً من حواف رأسها، وقالت: "لن يكون منظراً جيداً"، كانت بحاجة إلى شعر مستعار. تُظهر النماذج الإيجابية مثل الممثلة لوبيتا نيونغ أن الشعر الطبيعي الأسود -سواء كان قصيراً أو طويلاً- يمكن أن يكون مذهلاً، لماذا إذاً تخاف بعض النساء السوداوات من إظهار شعورهن الطبيعية؟ تاريخياً، كان مالكو العبيد يقصون شعر النساء السوداوات. اتجهت المنتجات المستوردة من خارج إفريقيا لفرد وتضفير وتوصيل الشعر، أو أي شيء غير الخصلات التي تنمو من رؤوسنا؛ لذلك فقدنا خبرة العناية بالشعر وصار الشعر نفسه مُحتقراً. جميعنا نريد أن نشعر بالجمال مع بشرتنا والحصول على شعر طبيعي. أنا تخيل عالماً حيث يمكننا دخول أي صالون شعر ليتلقى شعرنا عناية جيدة؟ لن نكون بحاجة بعد ذلك إلى قول الشعر "الطبيعي"؛ لأنه سيكون الوضع الطبيعي الجديد، يمكننا التغلب على ضعفنا، والاحتفاء بالتجعد الكبير في شعرنا، وأن نحصل على الإلهام لاستعادة حريتنا، لن نضطر لانتظار العالم ليخبرنا بأن الوقت حان لقبول شعرنا، كما قال أحدهم ذات مرة وكان على حق: "الملكة لا تحتاج إلى إذن لارتداء تاجها". لهذا السبب أُنْشِئَت منصة تعليمية عن الشعر الإفريقي، وهي أساس مجموعتي النهائية للعناية بالشعر، والتي لا تحتوي إلا على المكونات النباتية الطبيعية. - هذا الموضوع مترجم عن النسخة البريطانية لـ"هافينغتون بوست"؛ للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
مشاركة :