مُنعت آمايا ظفار، التي تبلغ من العمر 16 عاماً، من المشاركة في بطولة شوجر بيرت الوطنية للملاكمة، المُنظمة بمدينة كيسيمي في ولاية فلوريدا، يوم الأحد 20 نوفمبر/تشرين الثاني، قبل دقائق قليلة من صعودها إلى الحلبة، وأعلنت لجنة التحكيم إلغاء المباراة. وترتدي آمايا، المسلمة المتدينة التي تعيش بمدينة أوكديل بولاية مينيسوتا الأميركية، الحجاب كما تحرص على ارتداء ملابس تغطي ذراعيها ورجليها تحت ملابس الملاكمة المعروفة. واعتبرت رابطة الملاكمة الدولية أن هذه الملابس تمثل انتهاكاً لقواعد الزي الذي حددته رابطة الملاكمة الدولية، وهو ما وصفه المدير التنفيذي لهيئة الملاكمة الأميركية مايكل مارتينو بأنه "بوضوحٍ، أمرٌ يخص قواعد السلامة"، حسبما نشرت صحيفة الأميركية. ولذلك، استُبعدت آمايا من البطولة وأُعلن فوز منافستها عالية شاربونير، لكن ذلك لم يُرضِ منافستها. موقف منافستها وقالت آمايا في مكالمة هاتفية أجرتها صحيفة واشنطن بوست صباح يوم الثلاثاء 22 نوفمبر: "جاءت إليّ عالية شاربونير وأهدتني حزام التتويج وقالت لي: (هذا لكِ، فأنتِ الفائز الحقيقي، قرار اللجنة كان غير عادل عندما حرمتكِ من حقك في المشاركة في البطولة)، كما جاء مسؤول المسابقة حتى يتأكد من أنني أخذت الحزام". وقالت شاربونيو: "شعرت بأن عليَّ أن أفعل شيئاً إيجابياً حتى تشعر آمايا بأن هناك من يتضامن معها". كما أضافت اللاعبة شاربونير، التي تبلغ من العمر 15 عاماً وتُقيم بمدينة كليرمون في ولاية فلوريدا: "شعرت بالحزن تجاه آمايا لحرمانها من المشاركة في البطولة، ولا يهمني ما ترتديه، طالما لا تزال ترتدي القفازات وغطاء الرأس. حاولنا إخبار اللجنة بأن كل شيء على ما يرام، لكنهم قالوا لنا إن قواعد السلامة تستوجب إظهار الذراعين، رغم أنهم يسمحون بأمور أخرى غير عادلة مثل السماح للملاكمين من عمر الثامنة عشرة باللعب أمام اللاعبين من عمر العشرين". رحلتها مع الملاكمة ويبدو أن رحلة آمايا مع الملاكمة لم تكن سهلة بعض الشيء. فقد لاقت صعوبات كثيرة عندما حاولت التدريب في صالة مينيابوليس للألعاب الرياضية منذ عامين، كما صارعت أيضاً من أجل اللعب وهي ترتدي زيها الخاص. وقال محمد ظفار والد الفتاة: "اقترحت على ابنتي في البداية أن تلعب رياضة المبارزة بالسيف، لكنها قالت لي سألعب الملاكمة أولاً". وقد اكتشف محمد ظفار النقاط الدقيقة لتدريب الهواة على الملاكمة، ولهذا اشترك لها في مجموعة تدريب، وقد نالت آمايا ثقة زملائها الذكور بعد لقاء واحد في الحلبة. كما قالت آمايا ظفار: "عندما دخلت في مواجهة داخل الحلبة مع أحد الأولاد في العام الماضي، قال جميع الأولاد الذين يشاهدون المباراة لصديقهم الذي ينافسني: (إنها مجرد فتاة رقيقة وضعيفة ولا تدعها تهزمك)، لكنني وجّهت لمنافسي الضربة القاضية ثم قلت لهم: قد أكون فتاة، لكنني ضربتُك كأنك فتاة!". وأضافت آمايا بعد أن حققت مستوى جيداً في حلبة الملاكمة، إنها وجدت صعوبة بالغة في إيجاد المنافس؛ لأن طولها يبلغ 5 أقدام وتزن 114 رطلاً بالملابس التي ترتديها. وإذا وجدت منافساً، فإن معتقداتها الإسلامية تتعارض مع الملابس التي ترتديها. وقال مارتينو، في العام الماضي، لوكالة أخبار MPR: "إذا غطت اللاعبة ساقيها وذراعيها فلن نتمكن من التأكد من إصابة هذه الأماكن عند اللعب". الحجاب وهيئة الملاكمة الأميركية This is what it means to hit like a girl! (My daughter Amaiya!) — Mohammad Zafar (@Mohammadzafar) وهناك مشكلة أخرى، فمشاركة آمايا في المباراة يمكن أن تُعَد سابقة في هيئة الملاكمة الأميركية. قال مارتينو: "لدينا 30 ألف لاعب ملاكمة هاوٍ في الولايات المتحدة، وإذا سمحنا لفئة دينية بارتداء الزي المناسب لها، فمن يدري ما سيحدث إن أتت فئة دينية أخرى وقالت إن لديها زياً دينياً يجب أن ترتديه، وسنضطر إلى تصميم زي لكل فئة!". وتنتظر الولايات المتحدة موافقة الاتحاد الدولي للملاكمة في مدينة لوزان بسويسرا على الحجاب، كما وافقت الفيفا على رفع الحظر عن الحجاب في لعبة كرة القدم. وقد سعت آمايا لتصعيد مستوى المنافسة التي تواجهها، فذهبت إلى البطولة التي أُقيمت في نهاية الأسبوع بفلوريدا، وصاحَبها إلى هذه البطولة أسرتها وعدد من زملائها في صالة الألعاب الرياضية بمدينة مينيابوليس. وقالت شاربونير: "أعرف أنه من الصعب حقاً على آمايا أن تجد منافسين. وقد بدأت اللعب منذ سنتين أو 3 سنوات، وقد خاضت البطولة 7 مرات قبل ذلك". وأضافت شاربونير: "إن هذه اللعبة صعبة جداً بالنسبة للإناث، ولا أعرف ما إذا كانت آمايا ستستطيع القيام بذلك مرة أخرى أو متى ستقوم به". وكانت روح شاربونير الرياضية قد دفعتها للدفاع عن ظفار، وقد ذهبت للمسؤولين عن حزام التتويج وقالت لهم: "إن ظفار تستحق حزام التتويج. وقد أكد مسؤولو بطولة شوجر بيرت أن كل فتاة ستأخذ حزام التتويج عند مغادرتها". دعم مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية انضمام آمايا إلى البطولة؛ فالمجلس يدعو إلى التسامح واندماج الأديان. وقال إبراهيم هوبر، مدير الاتصالات الوطنية بمجلس العلاقات الإسلامية في حوار لصحيفة واشنطن بوست: "ينبغي لجميع الرياضيين أن يكونوا قادرين على المنافسة في أية رياضة يختارونها دون مواجهة الحواجز التمييزية والسياسية التي عفى عليها الزمن. ونشكر اللاعبة المنافسة لآمايا لتصرفها التضامني". وقال بيرت ويلز، الرئيس التنفيذي لشركة الإعلانات المنظِّمة لبطولة شوجر بيرت للملاكمة، إن "شركته تأمل أن يُسمح لظفار بالعودة للمشاركة في بطولات الملاكمة. فرياضة الملاكمة مفتوحة للرياضيين من جميع البلدان والثقافات، وسنُرحب بعودتها مرة ثانية". وفي الوقت نفسه، ستنتظر آمايا تغيير أحكام اللعبة الخاصة بالزي، وكانت قد قالت لصحيفة واشنطن بوست في العام الماضي: "أعتقد أن القواعد المتعلقة بالزي ما زالت تخضع لقوانين المدرسة القديمة. ولا أعتقد أن هناك شيئاً خاطئاً في تغيير هذه القوانين". حتى ذلك الحين، لم تتخيل أي من الفتاتين نتيجة لقائهما داخل الحلبة إذا سُمح لهما بالخوض المنافسة في مباراة يوم الأحد الماضي 20 نوفمبر. وقالت شاربونير: "أعتقد أنه كان من الممكن أن تكون مباراة رائعة حقاً". - هذا المقال مترجم عن صحيفة The Washington Post الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط .
مشاركة :