واشنطن – ذكرت شبكة سي ان ان الاخبارية الأميركية على موقعها الإلكتروني الناطق بالعربية الاربعاء أن مجموعة من الخبراء طالبوا المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون التي خسرت في السابق إلى البيت الأبيض بالطعن في نتائج الانتخابات بحجة أنهم توصلوا إلى ما يفيد بوقوع تلاعب أو قرصنة في النتائج في ثلاث ولايات. ونقلت "سي ان ان" عن مصدر من مقرب من مجموعة من المختصين بعلوم الكومبيوتر، قوله إنه بعد دراسة متأنية لنتائج الانتخابات الرئاسية، وجهت المجموعة نصيحة للمرشحة الديمقراطية الخاسرة دعوها فيها إلى طلب إعادة إحصاء أصوات الناخبين في ولايات ويسكونسن وميشيغن وبنسلفانيا نتيجة العثور على قرائن تدل على تلاعب أو قرصنة لها. ولم يعرف بعد ما اذا كانت كلينتون ستأخذ بالنصيحة أم أنها ستسلم بنتائج الانتخابات مع استعداد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لإعلان تشكيلة فريقه الحكومي في الوقت الذي تحزم فيه الادارة الديمقراطية الحالية حقائبها للمغادرة مع انتهاء ولاية الرئيس باراك أوباما في العشرين من يناير/كانون الثاني 2017. وكانت استطلاعات الرأي تشير الى تقدم المرشحة الديمقراطية بفارق كبير على منافسها الجمهوري المثير للجدل، إلا أن الفارق تقلص في الايام الأخيرة التي سبقت الاستحقاق الانتخابي في 8 نوفمبر/تشرين الثاني بسبب قضية البريد الالكتروني لهيلاري كلينتون. وكان فوز ترامب صادما في الولايات المتحدة وخارجها، وسلط الضوء في الوقت نفسه على سوء تقديرات استطلاع الرأي التي منحت كلينتون أملا كبيرا بالفوز، لكن المرشح الجمهوري فاز على خلاف ما قدمته استطلاعات الرأي. ونقلت "سي ان ان" عن مصدرها قوله أيضا، إن المتخصصين عثروا على أدلة تشير إلى "تلاعب أو قرصنة" في نتائج ولايات ويسكونسن وميشيغن وبنسلفانيا وقد قدموا نتائج التحقيقات إلى كبار مساعدي كلينتون في اجتماع عقدوه معهم الخميس الماضي. وأشارت إلى أن المتخصصين يتقدمهم ألكس هالدرمن مدير مركز جامعة ميتشيغن لعلوم أمن الكمبيوتر، أكدوا أنهم عثروا على أدلة تشير إلى أن نتائج التصويت لكلينتون بشكل عام كانت في الولايات التي تعتمد التصويت الإلكتروني أدنى منها في الولايات التي تعتمد التصويت بالأوراق بنسب تصل إلى 7 بالمائة، مرجحين أن يكون الأمر ناجم عن عملية قرصنة. وذهبت مجموعة الخبراء أو المتخصصين إلى فرضية التلاعب في نتائج الانتخابات أكثر من ترجيحها عملية القرصنة. وقالوا، وفق المصدر ذاته، إنهم لم يجدوا أدلة تدعم فرضية القرصنة، لكنهم طالبوا حملة كلينتون بإثارة القضية وفتح باب التحقيق لمعرفة سبب وجود "نمط واضح" من التصويت المتدني لها في الولايات التي تعتمد الاقتراع الإلكتروني. وذكرت "سي ان ان" أنها حاولت الاتصال بمحامي حملة كلينتون لمعرفة ردّهم على ما جاء على لسان مجموعة خبراء الكومبيوتر، إلا أنها لم تحصل بعد على تعليقهم وما اذا كانت المرشحة الديمقراطية الخاسرة ستطلب إعادة احصاء الأصوات في الولايات الثلاث سابقة الذكر. كما أكدت أن حملة ترامب لم تستجب لطلبها التعليق على تلك المعلومات. والمفارقة أن ترامب كان المبادر خلال حملته الانتخابية بالتحذير من حصول تزوير وتلاعب بنتائج الانتخابات، ما أثار جدلا واسعا في الولايات المتحدة واعتبرت تحذيراته تشكيكا في نزاهة النظام الانتخابي وأيضا تهديدا للديمقراطية الأميركية كونه الوحيد الذي ذهب إلى فرضية تزوير نتائج الانتخابات. ولكن أيضا كانت هناك تحذيرات جدّية من امكانية تعرض النظام الانتخابي الأميركي لعمليات قرصنة خاصة بعد اتهام الادارة الأميركية، المخابرات الروسية باختراق أجهزة الكمبيوتر التابعة للجنة الوطنية الديمقراطية. لكن خبراء أكدوا في المقابل استحالة حصول قرصنة للنظام الانتخابي الاميركي بما من شأنه أن يؤثر على النتائج.
مشاركة :