عكست الجلسة الأولى لمنتدى جدة التي تحدثت عن "التحديات وعوامل التمكين لرواد الأعمال" الواقع المرير الذي يعيشه الشباب والشابات من مبادري الأعمال في السعودية، وذلك خلال عرض تجربة الإمارات المتحدة في دعم شباب الأعمال. واستعرض فريد كرمستجي مدير إدارة التمويل بمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة بحكومة دبي، التسهيلات التي تقدمها المؤسسة لمبادري الأعمال من الشباب مضيفاً أن جميع الإجراءات يتم الانتهاء منها خلال شهر واحد فقط وذلك لضمان السرعة في التجاوب مع طلبات لتنفيذ أفكار الشباب. وأشار إلى أنه يتم إعفاء المبادرين الجدد من أي رسوم تأسيس أو أي رسوم جمركية، لأن حكومة دبي تمنح الرخص أولاً ليبدأوا عملهم التجاري من البيت قبل فتح المحال أو المكاتب وذلك لمعرفة مدى تقبل المجتمع للمشروع ونجاحه وجدية الشاب ومن ثم يفتح محله خلال ثلاث سنوات. وتقدم المؤسسة خدمات تدريبية واستشارية بحيث يدرس المشروع ويؤهل الشاب ليبدأ نشاطه، ومن ثم تتحمل المؤسسة جميع تكاليف تأسيس المشروع بما فيها الإيجارات والديكورات، وتعفيهم من دفع رسوم الرخصة لمدة ثلاث سنوات، كما يتم إعطاؤهم أولوية لتأجير المحال برسوم مخفضة في بداية أعمالهم بنسبة 30 - 20 في المائة، وتقدم لهم مكاتب جاهزة ومؤثثة. ويوجد لدى المؤسسة نوعان من القروض، قرض التأسيس وهو قرض حسن يمكنهم رده خلال سبع سنوات، والقرض الرئيس الذي يبدأ من 150 ألف درهم إلى ثلاثة ملايين درهم للمشاريع التي ترغب في التوسع. وأشار مدير إدارة التمويل بمؤسسة محمد بن راشد إلى وجود أمر وزاري لجميع الجهات الحكومية وشبه الحكومية التي تملك الدولة فيها 50 في المائة من الأسهم داخل دبي بأن تعطي أصحاب المشاريع الصغيرة 5 في المائة من إجمالي عقود المشتريات السنوية، وتسهيل كافة إجراءات المبادرين وإشراكهم في مشاريع الدولة، وذلك لضمان استمرار المشروع، فيما تخصص المشاريع الحكومية القائمة على مستوى الدولة 10 في المائة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، كما يتم إشراكهم في المعارض الدولية لإعطائهم الثقة ودعم استمرارية المشاريع الصغيرة التي تمولها الدولة. وتضاربت الإحصائيات والدراسات التي عرضها المشاركون في الجلسة، ففي الوقت الذي أكد فيه جيرمي ليدل رئيس منظمة رواد الأعمال أن تعقيدات الإجراءات الحكومية ليست العامل الأساسي لفشل الأعمال الصغيرة، وأن ذلك يعود إلى شخصية المبادر نفسه وعدم رغبته في استكمال عمله، وعدم ثقة المجتمع بالمنتج، بحسب الدراسة التي استند إليها، حيث إن ثقافة المجتمع السعودي تدعم ثقافة ريادة الأعمال بنسبة 86 في المائة، نفى ذلك عبد المحسن البدر عضو مجلس إدارة مؤسسة الغد للشباب، وأشار ليدل إلى أن ثقافة ريادة الأعمال موجودة لدي السعوديين بحكم طبيعة المنطقة الاقتصادية. مبيناً أن دور الحكومة يجب أن يقتصر على جلب الإبداع والتقنية، وتوقيع الاتفاقيات مع الجامعات والمؤسسات العالمية لإنجاح أفكار الشباب، مشدداً على ضرورة دعم الإعلام رواد الأعمال وتسليط الضوء على أفكارهم ومشاريعهم، وضرورة تطعيم المناهج الدراسية منذ سن العاشرة بمفاهيم ومبادئ ريادة الأعمال.
مشاركة :