كيف ينظر العرب لـ شخصية ترامب وتأثيرها القادم في الشرق الأوسط؟

  • 11/23/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ماذا يعني انتخاب دونالد ترامب بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط؟ سؤال حاول وزراء خارجية وخبراء سياسة بارزون الإجابة عليه خلال منتدى صير بني ياس الذي تستضيفه الإمارات. وذكر الكاتب ديفيد إغناتيوس في مقال نشره في صحيفة Washington Post أن العديد من المتحدثين ناقشوا سمات ترامب الشخصية الواضحة، نظراً لأن التاريخ السياسي للرئيس القادم غير معروف. وذكر أحد المتحدثين أن ترامب متغطرس للغاية؛ ولذا يتعين تملقه. نص المقال ماذا يعني انتخاب دونالد ترامب بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط؟ التقت مجموعة من وزراء الخارجية وخبراء السياسة البارزين خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، لدراسة وبحث آثار وتبعات الانتخابات على المنطقة الأكثر تعرضاً للمخاطر في العالم. ويستضيف الشيخ عبد الله بن زايد، وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة هذا التجمع المعروف باسم منتدى صير بني ياس سنوياً. ولم يتم ذكر أسماء أصحاب التعليقات؛ ولذا لم أتمكن من التعرف على أسماء المشاركين. ومع ذلك، فقد تضمن المنتدى ممثلين عن كافة البلدان العربية تقريباً، فضلاً عن ممثلي الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين والأمم المتحدة. وقد رحبت بلدان الخليج، التي أصبحت تستنفر العديد من جوانب سياسات الرئيس أوباما، بالتغيير ذاته. ومع ذلك، فإن مواقف ترامب لا تكاد تكون معروفة، حتى إن هؤلاء الذين يطالبون بتقديم الدعم له يحذرون أنه "لا أحد يعرف" موقفه بالتحديد. ونظراً لأن التاريخ السياسي للرئيس القادم غير معروف، فقد ركز العديد من المتحدثين على سماته الشخصية الواضحة. وذكر أحد المتحدثين، أن ترامب متغطرس للغاية، ولذا يتعين تملقه، كما يفعل العديد من زعماء العالم خلال اتصالاتهم به منذ 8 نوفمبر/تشرين الثاني. وقال آخر، إن ترامب شخص ضعيف، فلا ينبغي وضعه في مواقف حرجة. وذكر ثالث أنه يجيد إبرام الصفقات -فهو رجل أعمال بارز- ومن ثم ينبغي البحث عن الصفقات التي سوف تخدم مصالح المنطقة. لم تحظ خطابات ترامب البلاغية المناهضة للتجارة بالكثير من التعليقات، نظراً لأن الإمارات العربية المتحدة تعد رمزاً للعولمة. كما لم ينتقده أحد على ملاحظاته المناهضة للإسلام. وذكر أحد الحضور البارزين، أن ترامب سيكون مناهضاً للشيعة على الأقل (قاصداً ضد إيران)، إضافة إلى كونه مناهضاً للسنة على غرار أوباما. وربما يشك الشعب في هذه الدولة الإماراتية التجارية في قدرة ترامب على إبطال زخم التجارة العالمية المتنوعة ومتعددة الثقافات، حتى إذا رغب في ذلك. فالإنجازات سريعة الخطى. وخلال مأدبة عشاء أقامها سعد محسني، أحد أباطرة الإعلام الأفغاني في دبي، التقيت بشباب أصحاب أعمال يستثمرون في شبكات اللوجستيات شرقي إفريقيا وفي الأسواق السعودية الكبرى وشبكات الطاقة جنوبي آسيا ومجموعة من المشروعات الأخرى. وحظيت قضيتان تواجهان ترامب باهتمام خاص خلال مناقشات منتدى سير بني ياس. ويعد الاتفاق النووي الإيراني بمثابة الأزمة الأولى. فقد اقترح ترامب خلال حملته إلغاء الاتفاق أو إعادة التفاوض عليه. ومع ذلك، فقد كان هناك شبه إجماع في الرأي على ضرورة أن يقبل الاتفاق ويركز بدلاً من ذلك على الحد من تصرفات إيران العدوانية في المنطقة. وقد اتفق الجميع على ذلك الرأي، ومن بينهم أولئك الذين كانوا ينتقدون الاتفاق ذاته. وذكر أحد المسؤولين البارزين من البلدان العربية "لن يلغي هذا الاتفاق سوى شخص يريد أن يلقي بنا في عالم مجهول". وقال آخر، بعد انتقاد أسلوب التفاوض على الاتفاق بحدة "لا أحد يعترض بالفعل على الاتفاق". وأعرب العديدون عن أملهم في أن يكون ترامب أكثر حدة في التعامل مع الاستفزازات الإيرانية. وذكر ترامب خلال حملته أنه إذا ما تحرشت القوارب الحربية الإيرانية بسفن البحرية الأميركية بالخليج، فسوف يقصفها جميعاً. وذلك هو ما تريد بلدان الخليج أن تراه من ترامب (رغم إمكانية تعرض سفن دول أخرى للمخاطر). وكانت رغبة ترامب في دراسة إمكانية التحالف مع روسيا بشأن سوريا بمثابة القضية الثانية الكبرى. فقد أيد الكثير من المسؤولين العرب هنا المعارضة السورية ضد الرئيس بشار الأسد؛ ولذا فقد تعتقد أن أي إشارة إلى إمكانية إقامة شراكة مع موسكو قد تعد بمثابة لعنة. ومع ذلك، يميل الدعم السياسي في الشرق الأوسط تجاه الفائز، وتبدو روسيا طرفاً قوياً في سوريا هذه الأيام. وتحدث ممثلو المعارضة السورية عن التكلفة البشرية للتدخل الروسي، وأشاروا إلى أن سقوط حلب سوف يعني استمرار الحرب. وأدلى المتحدثون الروس ببعض التعليقات الاستفزازية بالمؤتمر. فقد قيل إن سياسات هيلاري كلينتون بشأن التدخل العسكري يمكن أن تقود الولايات المتحدة إلى "الهاوية" و"الصدام المسلح في روسيا. وذكر أحد المشاركين "الآن في ظل حكم ترامب، فقد تراجعنا خطوة للوراء على الأقل". هل يمكن أن يؤدي الحوار الأميركي الروسي الجديد -الذي سوف يشمل إيران وتركيا والمملكة العربية السعودية وغيرها من الأطراف الفاعلة بالشرق الأوسط- إلى استقرار هذه المنطقة، وتهدئة الحروب الطائفية بين الأشقاء؟ وتناول العديد من المتحدثين هذا الاحتمال بالدراسة. واقترح ممثل إحدى البلدان العربية عقد اتفاق بين تلك البلدان، يضم الأعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بالإضافة إلى القوى الإقليمية. وتحدث خبير أميركي عن مؤتمر مدريد للسلام المنعقد عام 1991 بعد انتهاء الحرب الباردة. وتناول الممثل الروسي مؤتمر فيينا عام 1815 الذي ساعد على إحلال السلام بين بلدان أوروبا المتفرقة. وكما عقد دون كورليون اجتماعاً يضم "العائلات الخمسة" في فيلم "الأب الروحي"، فإن ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يستطيعان الجمع بين الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإيران والمملكة العربية السعودية. ومع ذلك، يحذر الخبراء من "يالطا 2" Yalta II – وهي المحاولة الروسية الأميركية الجديدة لتحديد "نطاق النفوذ" الذي سوف يؤدي إلى تقسيم المنطقة. ولم تكن هناك إجابات على الإطلاق حول الحياة في عالم دونالد ترامب الجديد، بل كانت هناك تساؤلات مثيرة للاهتمام فقط. ­- هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Washington Post الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية٬ اضغط .

مشاركة :