اقتربت قوات الجيش في تعز، جنوب اليمن، من السيطرة على معسكر التشريفات الواقع بجوار القصر الجمهوري شرق المدينة، فيما تمكنت من السيطرة على المناطق الواقعة بين ميدي وحرض، بعد السيطرة على الطريق الرابط بين الجبهتين في محافظة حجة، في حين تواصلت المواجهات مع الميليشيات في جبهات عدة، سقط خلالها قادة ميدانيون من الميليشيات. وفي التفاصيل، تمكنت قوات الجيش الوطني من السيطرة على الأحياء والشوارع الصغيرة، الواقعة في منطقة «الكمب» في الجبهة الشرقية، وباتت على مشارف أسوار معسكر التشريفات التي تتقدم نحوه من ثلاثة محاور، فيما عاودت زحفها نحو تبة السلال الاستراتيجية من جهتين. ووفقاً لمصادر ميدانية في الجيش، تمت السيطرة الكاملة على حي الكمب بعد معارك عنيفة مع الميليشيات، ووصلت أولى طلائع قوات الجيش إلى بوابة معسكر التشريفات الغربية وهي على وشك السيطرة عليه، رغم الألغام المنتشرة بشكل كثيف في محيط المعسكر، مشيرة إلى تمكن قوات الجيش من تطهير مبانٍ عدة في حي الكمب، حيث كانت تتمركز فيها قناصة. وذكرت المصادر أن الجيش يواصل تقدمه في الجبهة الشرقية باتجاه معاقل الميليشيات في الحوبان، التي وصلتها تعزيزات كبيرة للميليشيات قادمة من إب، والتي انتقل إليها القيادي البارز في صفوف الحوثيين أبوعلي الحاكم، بعد فشله في تحقيق انتصار على الجبهة الغربية. وأشارت المصادر إلى أن جبهات تعز تشهد حالة من الاستنفار القصوى في صفوف قوات الشرعية، التي تترقب وصول تعزيزات ضخمة قادمة من عدن، عبر ثلاثة محاور لمساندتها وفك الحصار عنها، حيث وعد قائد المنطقة العسكرية الرابعة التي تنضوي تحت لوائها تعز، اللواء الركن فضل حسن، بأن تعز على رأس أولويات المرحلة العسكرية المقبلة بالنسبة لقيادة المنطقة، مؤكداً إرسال تعزيزات نوعية إلى محوري العند وذوباب للتحرك نحو فك الحصار عن تعز، وتحرير بقية أراضي محافظة لحج الواقعة على الحدود مع تعز. وكانت قوات الجيش تمكنت، خلال الأيام الماضية، من تحرير مناطق عدة على الجبهة الشرقية، منها مناطق ثعبات والجحملية وصالة والعسكري، كما حررت معسكر الدفاع الجوي والمناطق المحيطة به في الجبهة الشمالية الغربية للمدينة، وتمكنت من صد هجوم واسع على جبل الهان، وقتلت القيادي الميداني في صفوف الميليشيات أشرف الشرفي، و27 من أتباعه في معركة الجبل. في الأثناء، تمكنت وحدة الكمائن في اللواء 22 ميكا، التابع للشرعية، من تنفيذ عملية محكمة ضد تعزيزات للميليشيات في منطقة نقيل الإبل على طريق عدن تعز باتجاه الدمنة، ما أسفر عن مقتل تسعة من الميليشيات، وإصابة آخرين، وتدمير عربتين عسكريتين. وفي الجبهة الشرقية للمدينة، تفرض ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية حصاراً خانقاً على عدد من الأسر في حي مدرسة محمد علي عثمان، وتمنع ثلاث أسر من الخروج أو الدخول إلى الحي، وتتخذها دروعاً بشرية لمنع تقدم قوات الجيش، حيث أكدت مصادر محلية وجود ما يقارب 16 شخصاً داخل الحي، بينهم 10 أطفال وعدد من النسوة، محاصرون في ثلاث عمارات منذ أيام. وقتل ثلاثة مدنيين، وأصيب أربعة آخرون، نتيجة قصف الميليشيات لحارة الأنجاد بشارع الثلاثين شمال غرب المدينة. وفي جبهة الصلو جنوب المحافظة، واصلت الميليشيات عمليات تهجير سكان قرية الحود، وإجبارهم على ترك منازلهم ومغادرة المنطقة، وحولت منازل السكان إلى مقار لمسلحيها، وقامت بمصادرة ممتلكاتهم الخاصة، ونصبت مدافع وأسلحة ثقيلة في محيط تلك المنازل، فضلاً عن تحويلها إلى ثكنات عسكرية. وفي إب القريبة من تعز، قالت مصادر محلية في المحافظة، إن الميليشيات أغلقت عدداً من شوارع المدينة ومنعت الحركة فيها، لإفساح المجال أمام قوات عسكرية وصلت من ذمار وصنعاء للمرور نحو جبهات تعز، في حين تمركزت أخرى في مواقع داخل المدينة، وعلى مشارفها الجنوبية والغربية، تحسباً لعمليات قد تقوم بها المقاومة الشعبية في المحافظة، دعماً لقوات الجيش في تعز. ووفقاً لتلك المصادر، فإن عدداً من الدبابات والعربات العسكرية والمدرعات وصلت إلى المدينة وتمركزت في الاستاد الرياضي، فيما انتشرت عربات عسكرية تابعة للميليشيات في شوارع المدينة المحيطة بالمكان، لمنع المركبات من التوجه إلى منطقة الاستاد. وفي ذمار، أكدت مصادر طبية في المدينة وصول الدفعة الثالثة من قتلى الميليشيات الذين سقطوا في معارك تعز، وضمت الدفعة الجديدة 19 جثة، تم نقلها إلى مدرسة الشرطة ومستشفى ميداني ومعسكر تدريبي يتبع الميليشيات في المدينة، إلى جانب وصول جثث أخرى إلى مستشفى ذمار العام. وشنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مواقع الميليشيات في مديرية عنس، مستهدفة تجمعاً وآليات عسكرية في مبنى المعهد المهني، في قرية ذي سحر بالمديرية. وفي لحج، أكد الناطق الرسمي باسم محور العند، قائد نصر، لـ«الإمارات اليوم»، وصول تعزيزات عسكرية جديدة إلى المحور قادمة من معسكرات المنطقة العسكرية الرابعة في عدن، بالتزامن مع تسلم القيادة الجديدة للمحور، اللواء الركن ثابت جواس، مهامه قائداً للمحور. وأشار نصر إلى أن الميليشيات قصفت مناطق التماس بين الشريجة وكرش بصواريخ الكاتيوشا، في أول رد على تعيين جواس قائداً لمحور العند، والذي تعده الجماعة المسؤول الأول عن مقتل مؤسس الحركة الحوثية حسين بدرالدين الحوثي، في إحدى حروب صعدة الست. وكانت مقاتلات التحالف شنت غارات على مواقع الميليشيات في منطقة الشريجة المتاخمة لكرش، عقب قصف الميليشيات مناطق في كرش. وفي حجة، تمكنت قوات الجيش من السيطرة على الطريق الدولي الرابط بين ميدي وحرض والحدود السعودية، وتم تطهير المناطق المحيطة بالطريق بالكمال، كما تم تأمينها، ما يفتح المجال بين التحام الجبهتين والتوسع في العمليات العسكرية نحو مناطق جديدة باتجاه الداخل نحو مديريات عبس وحيران باتجاه مثلث عاهم، أو باتجاه الساحل التهامي نحو مدينة الحديدة الساحلية. وقال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة إن قوات الجيش سيطرت، بإسناد من قوات التحالف العربي وبشكل كامل، على الخط الإسفلتي الرابط بين مدينتي ميدي وحرض، القريبتين من الحدود مع المملكة العربية السعودية. وأضاف أن قوات الجيش سيطرت على تبة الخضراء المطلة على مدينة ميدي من جهة الشرق، بعد معارك أدت إلى مقتل 18 حوثياً، بينهم قادة للميليشيات، وهم: ناصر حسين صالح مسعود الذي وصفته بقائد الميليشيات في جبهة المخازن، وهلال يحيى ماعر، وقائد جبهة البريد هيثم حسن مسعود. وواصلت مقاتلات التحالف استهداف التعزيزات العسكرية القادمة من حجة نحو حرض وميدي، حيث استهدفت رتلاً عسكرياً في منطقة عقاوة بمديرية حيران، ما أسفر عن مقتل 12 من الميليشيات وستة جرحى، فيما تم تدمير عدد من الآليات العسكرية. وفي مأرب، تمكنت الدفاعات الجوية، التابعة لقوات التحالف العربي، من اعتراض صاروخ باليستي في سماء المدينة، وتدميره في الجو. وفي صعدة، أكدت مصادر عسكرية، وأخرى محلية في المحافظة، مصرع القيادي في قوات الحرس الجمهوري التابعة للمخلوع صالح محمد الكبسي، وعدد من مرافقيه في غارة جوية لمقاتلات التحالف قبالة مركز أسعر الحدودي بين البلدين، مشيرة إلى مقتل 20 عنصراً من قوات الحرس في الغارة. وشنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على صعدة، أدت إلى مصرع وإصابة عدد من عناصر الميليشيات، خلال تجمعهم في ملعب لكرة القدم بمنطقة قحزة بضواحي مدينة صعدة، والذي تستخدمه الميليشيات مقراً لتدريب عناصرها. وفي شبوة، قصفت الميليشيات قرى مدنية في عسيلان بالمدفعية الثقيلة، حيث سقطت إحدى القذائف على مدرسة أثناء الدراسة، ما أسفر عن إصابة عدد من الطلاب، وتوقف العملية التعليمية فيها.
مشاركة :