في خضم بحثنا عن تفسير لبعض المصطلحات الرياضية الاقتصادية، وفي إطار سعينا لقراءة سيناريوهات القرار التاريخي بتخصيص أو خصخصة الأندية، كان حرياً بنا أن نلتقي بأسماء لها خبرتها ودرايتها ومعرفتها وحضورها أيضاً في هذا الملعب، ومن هؤلاء المختصين، رجل الأعمال عبدالمعطي كعكي رئيس نادي الوحدة السابق، ورئيس نادي فاتيما البرتغالي (درجة ثانية) حالياً، الذي اشتراه من باب الاستثمار في مجال كرة القدم، بجانب كونه رئيس مجلس إدارة شركة نجوم الملاعب للتسويق الرياضي. بداية سألنا (أبو عبدالله) عن الفرق بين الخصخصة والتخصيص وهي النقطة التي توقف عندها الكثيرون، فأجاب مشكوراً: أولاً أود ان أهنئ كل الرياضيين على القرار التاريخي الذي وافق عليه مجلس الوزراء بدخول رياضتنا عالم الاستثمار، ولاشك أن الأمير عبدالله بن مساعد وفق كثيراً في هذه الخطوة التي سعى لها منذ ما يزيد عن الـ 10 سنوات، بتسلمه هذا الملف الشائك، والذي مر بعقبات عديدة حتى رأى النور، فالشكر لكل من دعم هذا التوجه الرائد، الذي سيخدم كرتنا ويدفع بها صوب مرافئ الدول المتقدمة أوروبياً. وتابع كعكي: بالنسبة للمصطلح الاقتصادي خصخصة، فهو ببساطة شديدة تحويل الأندية من ملكية الدولة إلى ملكية خاصة (شركات)، أما التخصيص فمعناه: تخصيص الأندية لكرة القدم فقط، وعزلها عن باقي الألعاب. خطوات معروفة وأود أن أشير إلى نقطة أخرى، وهي أن جميع هذه الخطوات سبقتنا فيها الدول الأوروبية وحققت نجاحاً كبيراً وتخطت حواجز الديون والمشكلات المتعلقة بها، وبالتأكيد إن ملف الخصخصة والتخصيص لدينا لقي مالقي من الدراسة والتمحيص والتدقيق قبل أن يخرج في هيئة مشروع وليد نتمنى أن يحظى بكل الاهتمام والرعاية من جميع الجهات ذات الصلة حتى ينمو ويقوى عوده ويقف على قدميه. وفي سؤال عن الأندية الأكثر تأهيلاً لحمل عصا المبادرة في طريق الخصخصة، اوضح كعكي: بحسب المؤتمر الصحفي الذي تحدث من خلاله الأمير عبدالله بن مساعد فإن التقييم سيكون لآخر 3 سنوات، وهذا يعني أن الكفة تميل لمصلحتي ناديي الأهلي والهلال، وذلك لأنهما الأكثر استقراراً، ويملكان عقود رعاية تحرض التجار (المستثمرين) على الإقبال عليهما، ولا ننسى القاعدة الجماهيرية الكبيرة لكليهما، يليهما النصر الذي ليس لديه عقود رعاية بذات الحجم، غير أنه يحظى بشعبية كبيرة، وربما يكون الاتحاد في درجة ادنى من واقع أنه لا يملك عقود رعاية غير أنه يتكئ على جماهيريته الكبيرة، وهنا يبقى التصنيف رهين المعايير وليس العواطف. وعن الأندية التي تلي الكبار ورأيه في الأقرب لدخول السباق قال كعكي: الاتفاق والوحدة، فالأول لديه عقود رعاية جيدة ونرى قميصه مليئا بالإعلانات، والوحدة كونه يتمتع بميزة مختلفة نوعاً ما عن الآخرين وهي تفريخه للنجوم، حيث انتقل منه عدد من اللاعبين النجوم لأندية القمة أذكر منهم ناصر الشمراني وعيسى المحياني وأسامة هوساوي وكامل الموسى وأخيراً عساف القرني وآخرين (هناك عبيد الدوسري لكنني أتحدث عن العشر سنوات الماضية من باب الحصر)، ولعل المتابع للوحدة يعرف أن قيمة انتقال هؤلاء اللاعبين في مجملهم تجاوزت الـ 100 مليون ريال، وهم في نفس الوقت لم يكلفوا النادي شيئاً كونهم تم تصعيدهم من الفئات السنية في الغالب. واذكر ان بعض اللاعبين النجوم الذين ظهروا في الوحدة وتألقوا بشعارات أندية القمة والمنتخب كانوا يكلفون نادي الوحدة (إبان رئاسة كعكي) مبلغ 10 ريالات للمواصلات فقط ليباعوا بالملايين فيما بعد وهذا بحد ذاته استثمار. بعض الغموض وواصل (أبو عبدالله): في الوحدة أيضاً هناك قاعدة جماهيرية كبيرة قد لا تكون واضحة لأسباب الغياب عن المنصات، لكنها تحضر في المناسبات المهمة واللقاءات الكبيرة (ولنا في ذلك مثال في مباريات قريبة مضت). وتطرق كعكي لبعض النقاط التي يرى بأنها تحتاج المزيد من التوضيح حتى يكون المستثمر على بينة: كيف سيكون وضع الديون المرصودة على الأندية، وهل يشتري التاجر (أو المستثمر) النادي بديونه، أيضاً هناك سؤال هل يشتري المستثمر المنشأة بالنادي، أم هل سوف يستأجر المنشأة. ومضى (أبو عبدالله) في رسائل الإيضاحات: كيف سيكون التخصيص وهل سيكون للفريق الأول فقط أم يشمل باقي الدرجات لكرة القدم، كما وان ثمة ملاحظة هامة، وهي أنه عندما نبدأ فعلياً مسألة الخصخصة والتخصيص فسيكون هناك فصل كما ذكرنا لكرة القدم عن باقي الألعاب، وهذا يعني أن يكون لفريق كرة القدم الذي يدخل تحت القرار التاريخي الجديد رئيس ناد واعضاء مستقلون، ولنقل رئيس شركة لتوضيح المعنى، بينما ستكون باقي الالعاب بعيدة عن القرار وعن الاستثمار، والسؤال ما هو مصير هذه الألعاب، التي تمثل ناديا آخر (إن جاز التعبير للألعاب المختلفة) وهل ستستمر تحت مظلة الهيئة العامة للرياضة، ومن أين ستصرف، وعلينا أن نضع في حسباننا أنه لا يمكن إلغاء الألعاب المختلفة وهي لها جمهورها ولها نجومها وتحقق إنجازات على مستوى الخليج والمنطقة العربية وآسيا، وتشارك في المناسبات العالمية، مما يضع مسألة إلغائها غير واردة. واعتبر كعكي أن تقييم العقار الخاص بكل ناد مهم في العملية الحسابية لـ(التسعيرة) والتي بلاشك تهم التاجر كثيراً كون الموضوع أصبح (بزنس) وكل مستثمر يريد ان يعرف تفاصيل المشروع قبل الخوض فيه. جس نبض كعكي توقع ان المسألة لن تكون سهلة وستجد الكثير من المحاذير، وقال: ليس من السهل أن نجد اندفاعا من التجار على هذا النوع من الاستثمار، لأن رأس المال جبان كما يقولون، ولن تكون هناك منافسة كبيرة حتى تتضح كل الأمور، وكل شيء يأتي بالوقت، وأردف: لا زلنا نؤكد ان القرار مهم جداً ومفصلي، ويمكن ان نؤرخ به رياضتنا بما قبل الخصخصة وما بعدها، ومطلوب الانتظار كما ذكرت وعدم الاستعجال وتسخير كافة الإمكانات لنجاح المشروع. وفيما إذا كان لدى الكعكي شغف بشراء نادي الوحدة مثلاً وكم يمكن أن يساوي النادي المكي حسب وجهة نظره قال: أعتقد انني أعيش حالة من جس النبض دعونا نرى ما يحدث في الساحة الرياضية، وفي المستقبل من الممكن أن ادخل في السباق، أما الآن فأنا مشغول بنادي فاتيما البرتغالي الذي اشتريته عن قناعة وبعد دراسات دقيقة وجادة وأسعى إلى الصعود به لمصاف أندية الأضواء هناك. وأكمل كعكي: سمعت من بعض الوحداويين ان القيمة التسويقية لنادي الوحدة لن تقل عن مليار ريال، بناءً على بعض المعطيات التي ذكرتها سلفاً بجانب موقع النادي المهم جداً في أقدس بقاع الأرض وقربه حالياً من (وسط البلد) بعد عمليات التوسعة الخيرة. كعكي اعتبر أن ما يحرض رجال الأعمال للاستثمار في أوروبا هو وضوح الرؤية، وقال: هناك تجد لكل سؤال جواب قبل أن تبدأ، كما وأن ثمة مميزات يتحصل عليها المستثمر من قبل الدولة، وتحفيز لطرق هذا الباب.
مشاركة :