صوت الأذان وجرس الكنيسة في ترنيمة سلام لبيروت

  • 11/24/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تعد كاتدرائية سانت جورج ومسجد محمد الأمين من المعالم البارزة لوسط بيروت؛ رسالة تسامح تجمع بين شرق بيروت المسيحي وغربها المسلم. العرب [نُشرفي2016/11/24، العدد: 10465، ص(20)] التسامح هدف اللبنانيين بيروت - على خط الأفق الذي يتطور بشكل سريع في بيروت يرتفع برج جرس كنيسة شيّد حديثا إلى جوار مآذن لمسجد من معالم المدينة، مشهد يرمز إلى التعايش، وكذلك إلى السجال الطائفي في المدينة التي قسمتها حرب طائفية من 1975 إلى 1990. أصبح برج كاتدرائية سانت جورج، التي يرجع تاريخها إلى القرن التاسع عشر، الأعلى في بيروت ويبلغ ارتفاعه 72 مترا، ليحاذي المآذن الأربع لمسجد محمد الأمين ذات الارتفاع نفسه، والتي كانت تزين وحدها خط الأفق في بيروت منذ تشييد المسجد قبل أكثر من عشر سنوات. ويعلو صليب ضخم يضاء ليلا برج الكنيسة، الذي افتتح في مطلع الأسبوع بعد أن استغرق تشييده عشر سنوات. وتعد الكنيسة والمسجد من المعالم البارزة في وسط بيروت الذي مازال يعاد بناؤه بعد الحرب الأهلية، ويقعان بالقرب من الخط الأمامي الذي فصل بين شرق بيروت المسيحي وغربها المسلم أثناء الحرب. قال المطران بولس مطر إن فكرة بناء برج لجرس كاتدرائية سانت جورج كانت حلما منذ تشييد الكنيسة عام 1894. وكان من المفترض أن يبلغ ارتفاع البرج 75 مترا وهو نفس ارتفاع برج كنيسة سانتا ماريا ماجيوري في روما التي استلهم منها تصميم الكاتدرائية. لكن المطران قال إنه قد خفض في الارتفاع بثلاثة أمتار عن التصميم الأصلي فيما وصفه بأنه رسالة للتعايش. وقال “عندما أقيم المسجد، نحن فرحنا. سوف يكون المسجد والكنيسة قريبين من بعضهما البعض لذلك أحببت أن يكون البرج بالنسبة إلى علوه في نفس علو المسجد لكي يكون هناك تماسك وتناغم”. وتتبع الكنيسة الطائفة المارونية أكبر طائفة مسيحية في البلاد. وقال المطران إنه بعد انتهاء الحرب بدأ العمل على إعادة بناء الكاتدرائية والعشرات من الكنائس الأخرى المدمرة في بيروت وهو ما استغرق أعواما طويلة وعطل البدء في تشييد البرج. وفي ما يتعلق بالحجم كسرت الكنيسة ومسجد الأمين نمط المعمار الديني في بيروت، ويقول نقاد إنهما أكبر كثيرا بما لا يتناسب مع بقية دور العبادة في المدينة. واعتبر بعض المسيحيين بناء مسجد الأمين إهانة لطائفتهم، فحجمه بدا متنافرا مع دور العبادة المسيحية القريبة بالنسبة إلى بعض الموارنة الذين خرجت طائفتهم خاسرة سياسيا من الحرب الأهلية. وجمع تصميم جامع محمد الأمين بين التاريخ والثقافة اللبنانيين على حدّ سواء، حيث جمع في هندسته الحقبات التاريخية الإسلامية التي مرت على المنطقة، فنرى في الجامع ذي القبة الزرقاء، الترابط بين العهدين المملوكي والعثماني من حيث الشكل والطراز والزخرفة داخل الجامع، كما يستطيع زائر الجامع التمييز بين الألوان والتفاصيل، التي كانت تشبه إلى حد ما التفاصيل المستخدمة خلال الحقبة الأموية والعباسية. أما من الناحية المعاصرة فقد تم وضع أحجار وخشب وزجاج محلي، كما تم طلاء الحجر باللون الأصفر، وعلى رؤوس مآذنه الثلاث وقبته الزرقاء توجد أهلة (جمع هلال) طليت بماء الذهب، بالإضافة إلى تصميم نصف قبة من ناحية الجنوب للاستدلال على اتجاه القبلة، نظرا إلى أن اتجاه المباني في تلك المنطقة كان إلى ناحية الشمال، كما تم بناء سور خارجي مواز لسور الكنيسة لتحقيق التناسق العمراني في ما بين تلك الأبنية. ويقول جورج أربد مدير المركز العربي للعمارة حول بناء الكنسية “واضح بالنسبة إليّ أنه نوع من المبارزة، قد تكون إيجابية أو سلبية، مع مآذن جامع الأمين المجاور له. وهذا النوع من الوجود في العمارة برأيي هو متابعة لنوع من منافسة وجدت في زمن قبل هذا الزمن، منافسة بين الطوائف على وجودهم في المدينة”. :: اقرأ أيضاً مسيحيون يتشبثون بالحياة في الموصل طلبة تونس يعطون ناجي جلول درسا في السعادة بيرلسكوني يريد إنهاء مسيرته رئيسا لنادي ميلان الإيطالي أول ظهور اجتماعي لسيدة مصر الأولى

مشاركة :