إنها دبي وتلك معجزتها الإنسانية ـ

  • 11/24/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دبي في حقيقتها هي فكرة عن الغد. غير أن علاقتها الوثيقة بالحاضر تكشف عن حقيقة أن الغد ممكن، من غير صراعات ولا حروب ولا فتن كبرى ولا غزوات ولا ميليشيات ولا مؤامرات ولا دسائس ولا نزعات متعصبة. الغد ممكن من خلال الانفتاح على إرادة الخير لدى الإنسان. ولو نظرنا على سبيل الجدل إلى شخصية مثل حسن نصرالله في مقابل ما تم انجازه في دبي لعرفنا الفرق بين الهمجية والتحضر. ولأدركنا أن نصرالله لن يفهم لغة دبي. ذلك لأن مَن يسعى بلغة الهدم لا يمكنه أن يستوعب مفردة واحدة من لغة البناء. لم تبن دبي بالدسائس والمؤامرات والتعصب والاستقواء. لقد بنيت بالإرادة الحية وبالوعي المتحضر وبشفافية العقل المفتوح وأريحيته. لا تفقد دبي شيئا من امتياز عالميتها حين يُقال إنها مدينة عربية. فلا صراع بين عروبتها وعالميتها. ولا تناقض بين اسلامها وانفتاحها على عقائد الدنيا. ما تتيحه تلك المدينة العملاقة من حريات يضعنا في قلب معادلة، لا يمكن أن يعيشها المرء إلا في مدن الحريات الكبرى. وهي مدن تملك تاريخا طويلا من الكفاح الحر دفاعا عن كرامة الإنسان يمتد إلى مئات السنين. وكما قلت سلفا فإن دبي ليست أبراجها ولا شوارعها ولا شواطئها ولا نافوراتها ولا شركاتها ولا أسواقها ولا مطارها ولا فنادقها ولا مصارفها. هي كل ذلك، لكنها ما كانت تكون كذلك لولا المعنى الحي الذي تنطوي عليه النظرة إلى علاقة الإنسان بالزمن. وهي نظرة يخونها المتوحشون من مثل السيد حسن نصرالله، زعيم ميليشيا حزب الله الذي جعل من اللبنانيين رهائن فكرته العدمية عن الحياة التي لن تكون مقبولة إلا باعتبارها ممرا إلى الشهادة. وهو المعنى الذي يطوي علاقة الإنسان بعصره ويلقي به إلى الموت. لا يعد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مواطني امارته بالغد، بل يضع اليوم على مائدتهم. وهو ما يسمو بالحياة إلى مستوى القداسة. لن يكون هناك وجود للمستقبل ما لم يكن الحاضر موجودا. دبي هي معجزة إنسان عربي قرر أن يقفز على بحار الموت التي تفنن في حفرها حسن نصرالله وسواه من مروجي العقائد التي ألغت العقل واعتقلت الإرادة وصادرت الحريات وحولت جزءا كبيرا من العالم العربي إلى حقول ملغومة بالشبهات. فاروق يوسف

مشاركة :