طبيب سوري يروي لفرانس24 حياته اليومية في حلب الغربية الخاضعة للنظام

  • 11/24/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لا يتعرض الحي الغربي لحلب، الذي يوجد تحت سيطرة النظام السوري، لغارات جوية، لكنه يستهدف بصواريخ وقذائف بشكل متقطع. طبيب سوري، يعيش في المنطقة، يتحدث لفرانس24 عن حياته اليومية في المدينة. يعيش الطبيب نبيل أنطاكي في المنطقة الغربية لحلب، التي توجد تحت سيطرة النظام السوري. ولا تتعرض هذه المنطقة لغارات جوية خلافا لنظيرتها الشرقية التي يسيطر عليها المقاتلون، وإنما لقصف متقطع بالصواريخ والقذائف. ويحكي أنطاكي لفرانس24 عن عمله وحياته اليومية. انقسمت حلب، إحدى المدن الكبرى في شمال البلاد، إلى شقين منذ صيف 2012. شرقها يخضع لسيطرة المعارضة والجماعات المسلحة بينها جبهة النصرة سابقا التي أصبحت تحمل اسم فتح الشام، وغربها ظل تحت سيطرة النظام السوري. ويتعرض شرق المدينة يوميا لسيل من الغارات الروسية والسورية وسط تنديد دولي واسع. ويرد المقاتلون بإطلاق قذائف وصواريخ، هي أقل تدميرا من الغارات، لكنها تخلف عدة ضحايا. نبيل أنطاكي، طبيب مختص في الجهاز الهضمي، كان بوسعه مغادرة البلاد كما كان شأن العديد من الأطباء السوريين نحو بلدان أخرى، لكنه فضل البقاء في حلب الغربية حيث يدير مصحة وينشط في إطار الكثير من البرامج الإنسانية. فرانس24: الأمم المتحدة نددت لكون جميع المستشفيات في المنطقة الشرقية لحلب في وضعية لا تسمح لها باستقبال المرضى والمصابين. هل لديك معلومات بهذا الشأن؟ نبيل أنطاكي: حتى أكون صريحا، ليس لدي أي معلومات مباشرة من أشخاص يعيشون في المنطقة. وما أسمعه أن الوضع مقلق للغاية بخصوص المرضى والمصابين. بالنسبة للمستشفيات، سمعنا أن آخر مستشفى بالمنطقة تعرض للدمار، أو أن المستشفيات التي تشرف عليها منظمة أطباء بلا حدود تعرضت للقصف. لكن تفاجئنا لذلك، لأننا نعرف المنطقة قبل الحرب، لم يكن فيها مستشفيات عديدة. يمكن أن يكون الأمر يتعلق بمستشفيات موقتة أنشأت في عمارات. فرانس24: ما هو الوضع في حلب الغربية؟ نبيل أنطاكي: الوضع في حلب الغربية هو نفسه منذ أربع سنوات ونصف. هناك مليون ونصف يعيشون في حلب الغربية، جزء منهم قدموا من حلب الشرقية. الكثافة السكانية إذن مرتفعة جدا. نتعرض كل يوم للقصف بالقذائف وقوارير الغاز المليئة بالمسامير وأشياء أخرى تعرض للإصابة. هناك يوميا قتلى، بين 5 و20، ومصابون، ولو أن الوضع لا يمكن مقارنته طبعا مع الذي يحصل على الجانب الآخر. لكن وسائل الإعلام تتحدث قليلا عن الموضوع، أو لا تتحدث عنه بالمرة. فرانس24: هل لاحظت أنه تم تكثيف إطلاق القذائف خلال الأسابيع الأخيرة مع استئناف غارات النظام على شرق المدينة؟ نبيل أنطاكي: نعم هناك فترات تكثف فيها الضربات وتتزامن مع غارات الجيش. منذ أسبوع، أطلقت قذائف من الجانبين، ليس فقط من الشرق، لكن أيضا من القرى بغرب حلب ما دعا إلى إخلاء أحياء من المدينة الغربية. ومع هذه الجبهة الجديدة، تقلصت المنطقة السكنية في حلب الغربية. والتجأ السكان الذين فروا من المناطق الحدودية للمنطقة الغربية لعمارات دمرت أجزاء منها، ولا يتوفر العديد منها على أبواب، لعدم وجود مساكن. فرانس24: المساعدات الإنسانية لا تصل بالمرة إلى المنطقة الشرقية من حلب المحاصرة من قوات النظام. كيف هو وضع حلب الغربية بهذا الخصوص؟ نبيل أنطاكي: عشنا فترات من الحصار، في نهاية 2013، في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 وقبل شهرين. لم يدخل المنطقة في هذه الفترات أي مساعدات إنسانية أو طبية، وكان هناك نقص حاد فيها. أما بالنسبة لنقص المياه، هو كان أكبر مشكلة. محطة التنقية موجودة في الجانب الذي يسيطر عليه المقاتلون، حيث كانوا يقطعون علينا الماء. وفي الوقت الحالي، لا تشتغل المحطة بالمرة بسبب الغارات. على جانبي المدينة تنتشر مئات الآبار التي حفرت على الطرقات وعلى الأرصفة. فرانس24: هل سكان حلب هم اليوم سجناء المدينة؟ نبيل أنطاكي: في غرب المدينة، هناك طريق الراموسة، التي استعادها الجيش قبل شهرين، للخروج من المنطقة، لكنها خطيرة ولا تشهد حركة كبيرة. أما في الشرق، لا يوجد معبر. الحكومة أعلنت في مناسبات عديدة الهدنة، سمحت للمدنيين، بل وللمقاتلين أيضا، بالخروج عبر معابر. لكن هؤلاء المقاتلين منعوا المدنيين من الخروج ويستخدموهم كأدرع بشرية. أمارة مخول - بوعلام غبشي نشرت في : 24/11/2016

مشاركة :