تسببَ فريق طبي ينتسب لمستشفى الملك عبد العزيز التخصصي بالطائف، في إتلاف كلية مواطنة في العقد السادس من عمرها، بعد عمليتين جراحيتين؛ الأولى لإزالة كيس دُهني، والثانية تصحيحية لما سبقها. وقد انتهى هذا الأمر بترك لي طبي ومسمار حديدي، أدخلها في مُعاناة جسيمة، لم يستطيعوا إخراجها؛ ما دعا ابنها لنقلها إلى مدينة الملك عبد العزيز الطبية التابعة للحرس الوطني بجدة؛ حيث لا زالت تخضع للمتابعة الطبية لديهم، ويتوقع أن تتم إزالة كليتها المُخترقة من الجهتين بسبب اللي الطبي. وينقل مُعاناة تلك الأخطاء الطبية، ابنها "راكان بن فايز السبيعي"؛ حيث قال لـ"سبق": ذهبت بوالدتي إلى مستشفى الملك عبد العزيز التخصصي بالطائف؛ حيث كانت تُعاني من آلام شديدة في بطنها، وبعد عمل الأشعة لها وجد لديها كيس دُهني بسيط جدًّا، كما أفادوني، في الجهة اليُمنى خارج الكلية، وأنهُ لا بُد من إجراء عملية عاجلة لإزالة ذلك الكيس. وأضاف "السبيعي": بالفعل أجريت العملية للوالدة، بعد أن تم عمل فتحة ببطنها يصل طولها تقريبًا 4 سم، ومع الأسف تركوا الجرح مفتوحًا والدماء تنزف منه دون أن تتم تغطيته، وأبلغتهم بذلك للتنبيه، وأخبروني بأن الأمر طبيعي وكتبوا لها خروجًا وهي على حالها بدون تغطية الجرح، مؤكدين أن ذلك من الطب الحديث، ونحنُ نتحمل المسؤولية في ذلك. ويواصل: بعد 20 يومًا والجرح يواصل نزيف الدماء منه، أعدتُ والدتي إلى المستشفى وتابعوا وضع الجرح، مؤكدين أنهُ لا بُد من الكشف، الذي وضح لهم أن الكيس الدهني زاد حجمه، وأنه لا بُد من المسارعة في وضع أنبوبة؛ عبارة عن لي يتم إدخاله عبر المنظار، وهو بدوره يقوم بشق الكيس الدُهني الداخلي، ومن ثم يُخرجه. ويؤكد "السبيعي" أن العملية التي شرحوها له تم إجراؤها؛ حيث كان قد التقى الطبيب الذي نفذها، الذي تباهى بتلك العملية، مُعتبرًا إياها من الطب الحديث، إلا أن والدته كانت مُتعبة جدًّا، وصحتها متدهورة أكثر مما كانت عليه في السابق، وزاد تقيُّؤها بشكلٍ مستمر، حينها طلب ابنها الأطباء، الذين حضروا وكانوا يتحدثون باللغة الإنجليزية دون العربية كما كانوا عليه مُسبقًا، وأنهم يتحدثون في شيء غامض، وبإصراره عليهم اعترفوا له بقولهم: لي الأنبوب تعدى محله الذي كان من المفترض أن يكون فيه، وقمنا بسحبه قليلًا، في حين ظلت والدته تتألم بشدة من بطنها دون معرفة الأسباب. ويكشف "السبيعي" لـ"سبق" عن اتصالٍ ورده بعد خمسة أيام منذُ أنْ أُجريت العملية، وطلبوا منه الحضور فورًا، حينها أبلغوه بأنهم كشفوا، وعن طريق الأشعة وجود مسمار حديدي يبلغ طوله حوالي 5 سم بجانب كليتها، وهو الذي كان مُثبتًا في اللي الأنبوبي المُدخل من قبل الطبيب؛ ما يعني سقوطه، وأفادوه بأنه من الصعب إخراجه، حينها تقدم بشكوى عاجلة على مدير المستشفى ضد الطبيب الذي تسبب في ذلك الخطأ، تحتفظ "سبق" بنُسخة منها، واكتشف بأنه مُنح إجازة. ويواصل "السبيعي" حديثه قائلًا: لقد أخبرني طبيب الأشعة -تحتفظ "سبق" باسمه- بأن "اللي" الأنبوبي كان قد انقطع داخل بطن والدتي، والمسمار الحديدي كان قد سقط منه، وأن الكِلية كانت قد اختُرقت من الجزء الآخر بفعل "اللي" وخرج مع الجهة الثانية لها؛ الأمر الذي سبب لوالدتي الآلام الشديدة التي لا تزال مستمرة، مؤكدًا لي بقوله: المسمار واللي ما زالا بالكلية ولم نستطيع إخراجهما، وربما تكون الكلية تالفة بسبب ذلك الخطأ الجراحي الذي حدث. وأشار ابن المريضة بأنه لم ينتظر إبقاء والدته بالمستشفى لتكون دُمية للتجارب، بل سارع بنقلها لمدينة الملك عبد العزيز الطبية بجدة، والتابعة للحرس الوطني، يوم الأحد الماضي؛ حيث خضعت للتنويم والمتابعة الطبية لديهم، بانتظار التدخُّل الجراحي لإنقاذها. ويؤكد "السبيعي" أنهُ سيواصل شكواه ضد الفريق الطبي وكل من تسبب في حدوث تلك الأخطاء الطبية التي كادت أن تُغيِّب والدته عن الحياة، والتي كان قد تقدم بها، وقُيدت رسميًّا برقم "109794 / 158"، مُطالبًا المسؤول بالتدخُّل ومُحاسبة المُقصر والمتسبب في ذلك. في سياق متصل تواصلت "سبق" مع المتحدث الإعلامي لصحة الطائف "عبد الهادي الربيعي"، من خلال استفسار بُعث له عن الحالة، فقال في رده: المريضة أدخلت المستشفى بتاريخ "١٤٣٨/٢/٩هـ"، وكانت تعاني من خرّاج بجوار الكلية اليمنى، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة والأشعة خضعت لعملية تصريف الخراج عن طريق قنطرة خارجية، وبعد مكوثها بالمستشفى تحت العناية والمتابعة قام أبناؤها بطلب خروجها من المستشفى، وقد تم ذلك وكانت بحالة مستقرة. وأكد "الربيعي" أن أسرة المريضة تقدمت بشكوى يجري التحقق منها بمراجعة ملف المريضة، لاتخاذ الإجراء الطبي اللازم، ومحاسبة المتسبب في حال كان هناك خطأ أو قصور في الإجراءات المتبعة. إلى هذا علمت "سبق" بأن مُديرية الشؤون الصحية بالطائف ستعكف لتشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في وقائع ما حدث للمواطنة المذكورة.
مشاركة :