مقتل ثلاثة جنود أتراك شمال سورية... وأنقرة تتهم دمشق

  • 11/25/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قتل ثلاثة جنود أتراك شمال سورية حيث ينفذ الجيش التركي عملية عسكرية ضد تنظيم «داعش»، في هجوم نسب أولاً إلى التنظيم، قبل أن يتهم الجيش التركي النظام السوري بتنفيذه عبر ضربة جوية، وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن بلاده سترد على الهجوم. وتزامن هذا الهجوم مع الذكرى الأولى لإسقاط تركيا طائرة روسية ما أدى إلى توتر بين موسكو وأنقرة قبل أن يسعى الطرفان إلى طي صفحته وبدء نوع من التعاون الثنائي. وقال يلدريم للصحافيين في أنقرة: «فقد ثلاثة جنود أرواحهم في هجوم (أول من) أمس. من الواضح أن بعض الناس غير راضين عن هذه المعركة التي تخوضها تركيا ضد داعش. بالتأكيد سيكون هناك انتقام من هذا الهجوم». وقال الجيش التركي في وقت سابق إن ضربة جوية يشتبه في أنها سورية قتلت الجنود الثلاثة ليكونوا أول ضحايا أتراك على ما يبدو يسقطون على يد قوات الحكومة السورية منذ أن توغلت قوات تركية في سورية قبل نحو ثلاثة أشهر. وقالت رئاسة أركان الجيش في بيان على موقعها الالكتروني: «في الغارة الجوية التي نقدر أنها من قوات النظام السوري، قتل ثلاثة من جنودنا الأبطال وأصيب عشرة جنود، أحدهم جروحه خطيرة»، مشيراً إلى أن الغارة وقعت في منطقة الباب. ويسيطر «داعش» على مدينة الباب الواقعة شرق حلب. وتنفذ القوات التركية وفصائل سورية مقاتلة مدعومة منها عملية عسكرية واسعة في شمال سورية تمكنت خلالها من إبعاد تنظيم «داعش» والمقاتلين الأكراد عن المناطق المحاذية لحدودها. ووصلت إلى قرب مدينة الباب، أحد أبرز معاقل التنظيم المتطرف في ريف حلب. وأعلن ناطق عسكري أميركي الأربعاء أن التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» لا يدعم العمليات التي تشنها القوات التركية مع فصائل سورية معارضة حليفة لها على مدينة الباب. وهي المرة الأولى التي تتهم فيها أنقرة النظام السوري بقتل جنود أتراك منذ بداية الهجوم الذي تشنه تركيا منذ 24 آب (أغسطس). وتدعم الحكومة التركية المعارضة السورية الساعية إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد الذي يصفه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان باستمرار بأنه «جزار» و «يداه ملـــــوثتان بالدماء». وكانت وسائل الإعلام التركية ذكرت في وقت سابق أن الجنود الثلاثة قتلوا في هجوم لـ «داعش». ووقع الهجوم عند الساعة 03,30 بالتوقيت المحلي، بحسب الجيش التركي الذي أوضح أنه تم إجلاء الجنود الجرحى «على الفور من المنطقة لمعالجتهم». وقتل حتى الآن 15 جندياً تركياً منذ بدء العملية العسكرية التركية التي تحمل اسم «درع الفرات»، بحسب حصيلة وضعتها وكالة فرانس برس. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن طائرات تركية قصفت منتصف ليل الأربعاء - الخميس بلدة العريمة الواقعة على منتصف الطريق بين مدينة الباب ومدينة منبج التي سيطرت عليها أخيراً «قوات سورية الديموقراطية»، وهي تحالف فصائل عربية وكردية مدعومة من واشنطن، وطردت الجهاديين منها. وكان مقاتلون من «مجلس منبج العسكري» الذي يشكل جزءاً من «قوات سورية الديموقراطية» استولى الأربعاء على العريمة من تنظيم «داعش»، بحسب «المرصد السوري». وقال إن الغارات تسببت بمقتل عنصرين من مجلس منبج العسكري وإصابة 15 آخرين بجروح. ولم يرد تعليق فوري من الجيش النظامي السوري. لكنه قال في تشرين الأول (أكتوبر) إن وجود قوات تركية على الأراضي السورية انتهاك صارخ للسيادة السورية وحذر من أنه سيسقط الطائرات الحربية التركية التي تدخل مجاله الجوي. وأرسلت تركيا عضو حلف شمال الأطلسي (ناتو) دبابات وقوات خاصة وطائرات إلى سورية دعماً لمعارضين أغلبهم من التركمان والعرب في هجوم أطلق عليه اسم «درع الفرات» بهدف طرد تنظيم «داعش» والمقاتلين الأكراد من حدودها. وحذرت القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد تركيا الشهر الماضي من أي تقدم صوب مواقعها في شمالي وشرقي حلب وقالت إن أي خطوة من هذا القبيل ستواجه بحسم وبقوة. واشتبكت قوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا من قبل مع قوات الحكومة السورية بما في ذلك في تشرين الأول عندما قصفت طائرة مروحية يعتقد أنها تابعة للحكومة السورية مواقعها قرب دابق المعقل السابق لـ «داعش». لكن هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها أن جنوداً أتراكاً قتلوا على يد القوات الحكومية السورية منذ بدء عملية «درع الفرات». وكان «المرصد» أشار إلى أن الجنود الثلاثة قتلوا في هجوم شنه «داعش»، لافتاً إلى أن الطائرات التركية جددت «ضرباتها الجوية على بلدة العريمة التي سيطرت عليها قوات مجلس منبج العسكري، واستهدفت الضربات مواقع لمقاتلي المجلس ومناطق أخرى في البلدة».وزاد أن بلدة العريمة «تشهد قصفاً عنيفاً من قبل القوات التركية بالتزامن مع استهداف الطائرات الحربية التركية لمناطق في البلدة بعدة صواريخ، واستهدفت الضربات مواقع لمقاتلي مجلس منبج العسكري». وتأتي عملية الاستهداف هذه بعد ساعات من تمكن قوات مجلس منبج العسكري من السيطرة على بلدة العريمة، وانتزاع السيطرة عليه من تنظيم «داعش». وأشار «المرصد» إلى مقتل ما لا يقل عن 6 من مقاتلي مجلس منبج العسكري و «قوات سورية الديموقراطية» قتلوا وأصيب آخرون بجروح خلال المعارك العنيفة التي دارت في ريف حلب الشمالي الشرقي مع قوات «درع الفرات «وتنظيم «داعش». وانسحب مقاتلو مجلس منبج العسكري من قرية برشايا، فيما تمكنوا من السيطرة على معظم بلدة العريمة، وسط محاولات تقدم من قوات «درع الفرات»، حيث يقوم مقاتلو المجلس بصدها عبر استهداف أي دبابة أو عربة تحاول التقدم بصواريخ مضادة للدروع وصواريخ موجهة.

مشاركة :