حوار: هند مكاوي جاذبية وتميز تصميم أي قطعة أزياء، كلاهما يبدأ من جاذبية وتميز تصميم القماش المستخدم في تنفيذ هذه القطعة. وتصميم الأقمشة فن قائم بذاته، يعتمد على مهارة المصمم، ونظرته الفنية في توظيف القماش لإبراز جمالياته، ومن ثم استخدامه في تصميم مجموعات الأزياء لموسم ما، ما يتطلب ذائقة فنية، ومتابعة حثيثة لخطوط واتجاهات الموضة محلياً وعالمياً. ياسر البير.. ورث هذا الفن منذ صغره، الذي يعد مهنة تتوارثها أجيال عائلته، يحدثنا في هذا الحوار عن خطوات هذه العملية، وكيف يعد نفسه لها ويثري خبراته فيها. * حدثنا عن بدايتك في هذا المجال؟ - بدأت تعلم تصميم الأقمشة عندما كان عمري 10 سنوات، وورثت المهنة عن والدي، بل نحن توارثنا هذه المهنة في العائلة منذ أجيال. ويعود اختيار اسم ياسر ومياسة لمتاجرنا إلى ما قبل ٣٦ عاماً من الآن، أي منذ افتتاح الفرع الأول ببغداد في منطقة الكرادة، وقد اختار والدي الاسم تيمناً باسمي أنا وشقيقتي، وحتى بعد افتتاح عدد من الفروع، إلا أننا حافظنا على الاسم الذي عرفنا الزبائن به عبر مسيرتنا. * صف لنا كيف تتم عملية تصميم الأقمشة؟ - حالياً نقوم بالتصميم بداية على الكمبيوتر، ثم ترسل التصاميم إلى معامل خارج الدولة لتصنيعها. يتم تصميم القماش على حسب الموديل، فهناك موديلات للسهرات وأخرى عملية، وتصاميم خاصة بأقمشة العباءات، التي لها سوق كبير في الخليج وتحتل حيزاً كبيراً من موضة الملابس، وهناك أفكار كثيرة خاصة بها. وبعد تصنيع القماش يمكن إضافة بعض اللمسات إليه ليبدو مميزاً. ومما يفيدني في عملي حرصي على حضور العديد من المعارض العالمية، لاقتباس أفكار لأقوم بعدها بتصميمها ثم تصنيعها. * ما هي معاييركم في اختيار الأقمشة؟ وهل تعتمدون على المتوفر أو يتم تصميم أقمشة خاصة لكم؟ - طريقة اختيارنا للأقمشة هي نتاج لخبرة العائلة الممتدة في هذا المجال، ونحن لا نعتمد على المتوافر في السوق، بل نصمم ونبتكر أقمشتنا الخاصة، بناء على خبرتنا وخط سير الموضة في العالم، لذا نتابع عن كثب اتجاهاتها أحياناً قبل عام من طرحها في الأسواق. * وما مدى تأثيركم كمصممين للأقمشة في مصممي الأزياء في اختياراتهم وتوجهاتهم؟ - نحن ندعم المصمم، نساعده على اختيار الألوان والخامة الأنسب، خصوصاً المصممين الجدد، الذين نولي اهتماماً خاصاً بدعمهم. وفي الإمارات هناك العديد من المصممات الشابات المبدعات اللاتي يستحققن الدعم، ونحن نهتم بهذه الفئة كثيراً. * من واقع خبرتكم.. بماذا تتميز الذائقة الخليجية بشكل عام والإماراتية خصوصاً؟ - الذائقة الخليجية ذائقة مميزة ومتقبلة للموضة بشكل كبير، وللإمارات حالة خاصة في هذا المجال، فبسبب التنوع السكاني هناك ذائقة متنوعة، فنجد من يبحث عن آخر الصيحات بينما يتمسك آخرون بالتراث واللباس والقماش التقليدي، وهنا تنقسم الأذواق فهناك من يفضل الكلاسيكي البسيط والذوق الأوروبي وغيرهما. * وهل تترك مساحة لذائقتك الشخصية في اختيار الأقمشة أو تستجيب فقط لمتطلبات السوق؟ - بالتأكيد نعكس ذائقتنا الخاصة على مجموعاتنا وتصاميمنا، لكن المؤثر الرئيسي في الاختيار خطوط الموضة العالمية، التي نسعى إلى مواكبتها دائماً وحتى قبل طرحها، حيث نعد منذ الآن لموسم شتاء 2017. * وما الذي يميز تصاميمكم وأفكاركم لموسم شتاء وخريف 2017؟ - اعتمدنا لهذا الموسم خامات المخمل والبروكار المحفر، وتم اعتماد ألوان ذات طابع هادئ، مثل ألوان الباستيل. ومن أحدث خامات السهرات أنجزنا خامة جديدة، هي جلد مصنوع على شكل الدانتيل، وكان للميتالك والفويل والخامات البراقة حضور بارز في المجموعة. * ما هي أنواع الأقمشة التي ترى أنها صالحة دائماً ولا يمكن أن تخرج من سباق الموضة؟ - الدانتيل يترأس القائمة، فلم يتغير الطلب على هذا النوع من الأقمشة على مدى أعوام. إلا أن الطلب على نوع معين مرتبط بالمكان، فمثلاً في الخليج وبسبب الأجواء الحارة، فإن الطلب مستمر على قماش الفوجيت لبرودة نسيجه.
مشاركة :