حلب رمز لعجز المجتمع الدولي

  • 11/25/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حلب - وكالات: يتفرج المجتمع الدولي عاجزاً على الهجوم الجوي والبري العنيف الذي تقوم به قوات النظام السوري وحلفاؤها على الأحياء الشرقية لمدينة حلب التي يعيش فيها أكثر من 250 ألف شخص تحت الحصار، والذي قد يغيّر مسار الحرب لصالح دمشق وحليفها الروسي. هل بات سقوط حلب حتمياً؟ يعتقد محللون أن سيطرة قوات النظام السوري على مدينة حلب بات أمراً صعباً بعد أسبوع على هجوم جديد على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة. ويقول الباحث في معهد الدراسات الإستراتيجية إميل حكيم "في هذه المرحلة، لا يمكن القيام بالكثير لتفادي سقوط حلب"، مضيفاً "لا يمكن إرسال السلاح (إلى الأحياء الشرقية)، وطرق الإمداد إليها مقطوعة، ولا أحد قادراً على شن هجوم جوي مضاد نظراً للثمن والمخاطر المترتبة على ذلك". وتنفذ قوات النظام منذ أسبوع هجوماً على الأحياء الشرقية بهدف قطع الأوصال بين مناطق سيطرة الفصائل المعارضة وتضييق رقعة سيطرتها. ويبقى مسؤولون أمريكيون حذرين في تقييمهم للوضع في حلب، بعد أن توقعوا احتمال استعادة قوات النظام للأحياء الشرقية سريعاً قبل شهرين إثر هجوم بري شنته للسيطرة عليها. لكن مقاومة الفصائل المعارضة والمدنيين في تلك الأحياء فاجأتهم. ويرى الأمريكيون أن تركيز قوات النظام على قصف وتدمير المستشفيات والبنية التحتية المدنية دليل على ضعفها. ولا يعني "سقوط" الأحياء الشرقية بالنسبة إلى حكيم، "عودة السلام" إليها. وتشهد مدينة حلب منذ العام 2012، تاريخ انقسامها بين أحياء شرقية تحت سيطرة الفصائل المعارضة وأحياء غربية تحت سيطرة قوات النظام، معارك مستمرة بين الطرفين يتخللها قصف وهجمات عسكرية تسببت بسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين. لماذا لا تتحرك الدول الغربية؟يقول مدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية في باريس كريم بيطار "نادراً ما رأينا المجتمع الدولي خلال الخمسين عاماً الماضية، وباستثناء رواندا، عاجزاً أمام أزمة إنسانية بهذا الشكل". منذ خمس سنوات لم تتمكن روسيا، حليفة دمشق، والولايات المتحدة، من إيجاد قاعدة مشتركة للحل، ناهيك عن فشل مبادرات الأمم المتحدة كافة للتوصل إلى حل سياسي ينهي النزاع. ويقول حكيم "كان بالإمكان في مرحلة ما القيام بشيء من أجل حلب ولكن تأخرنا كثيراً اليوم"، معتبراً أن "الأطراف الرئيسية تواصل إرجاء اتخاذ القرارات الصعبة إلى أن وصلت إلى أن تنفد الخيارات الممكنة". ويعتقد حكيم أن الدول الغربية الداعمة للمعارضة قللت من أهمية الحملة الجوية التي بدأتها روسيا في سوريا في /سبتمبر 2015 دعماً للرئيس السوري بشار الأسد حين كان جيشه يواجه خسائر متتالية. أما اليوم وفيما تشهد الولايات المتحدة انتقالاً للسلطة، "فليس باستطاعة الفرنسيين أو البريطانيين القيام بالشيء الكثير".

مشاركة :