القدس/عبد الرؤوف أرناؤوط/الأناضول تراجع حاخام يهودي، مرشح لمنصب الحاخام العسكري العام، للجيش الإسرائيلي، عن تصريحات سابقة، له أباح فيها اغتصاب النساء غير اليهوديات وقت الحرب، بعد أن جمدت المحكمة العليا الإسرائيلية تعيينه في المنصب. وقال حزب "ميرتس" اليساري، اليوم الخميس، إن الحاخام إيال كريم، قدم مساء أمس تصريحا خطيا إلى المحكمة العليا الإسرائيلية (أعلى هيئة قضائية في إسرائيل) تراجع فيه على تصريحات سابقة له، أجاز فيها اغتصاب النساء غير اليهوديات وقت الحرب، وأخرى انتقد فيها "المثليين"، وتجنيد النساء، وتفضيل العمال اليهود على غيرهم. وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية، قد جمدت الأحد، تعيين كريم في هذا المنصب بعد التماس قدمه حزب "ميرتس" اليساري إلى المحكمة، إلى حين توضيح الحاخام كريم لتصريحاته. وقال "ميرتس" في تصريح مكتوب حصلت وكالة الأناضول على نسخة منه:" بعد الالتماس الذي قدمه أعضاء الكنيست من حزب ميرتس إلى المحكمة، تراجع الحاخام ايال كريم عن تصريحاته ضد النساء والمثليين والجنود غير اليهود". وأضافت:" أوضح (الحاخام كريم) أنه يعارض بشكل كامل اغتصاب النساء ". وبدورها، فقد نقلت صحيفة "هآرتس"، في عددها الصادر اليوم الخميس، عن كريم قوله في رسالته إلى المحكمة العليا:" كل حاخام، مدرس أو رجل جمهور يطالب بأن يملك القدرة على التراجع والاعتراف بأخطائه، وأنا أيضا لا ارتدع عن القول: اخطأت، أخطأت في ردي المختصر على تساؤلات معقدة، توجد لها عدة مواقف في الشريعة". وأضاف:" أخطأت لأنني لم أقم أحيانا بصياغة كلماتي بشكل دقيق، وكان هناك من تعرض للمس منها، لقد سبق وكتبت عن هذا المس بأنني اعتذر بملء الفم". وتابع:" لم أقل أبدا ولم أكتب ولم أفكر انه يسمح لجنود الجيش الاسرائيلي باغتصاب النساء خلال الحرب، حسب رأيي يمنع منعا باتا عمل ذلك، هذا كان موقفي آنذاك وهو كذلك اليوم". وقال:" إذا سأل السائل هل يجب هكذا التصرف في ساحة الحرب؟ هل يسمح للجندي باغتصاب النساء خلال الحرب؟ الجواب على ذلك هو لا بتاتا، أخلاقيا، شرعيا وعسكريا". وبشأن مثليي الجنس، كتب الحاخام كريم:" يجب التعامل بشكل متساوي ومحترم مع المثليين، كبقية البشر". وكان كريم، قد دعا في الماضي إلى التعامل مع مثليي الجنس، كالمرضى أو المصابين بعاهة. وفيما يتعلق بتجنيد المرأة في الجيش، قال:" اعتقدت في السابق بأن الجيش قد يمس بعفة المتجندة لكنني أفهم اليوم أن هناك مهام تعتبر مشاركة المجندات فيها بالغة الأهمية لأمن الدولة ولا تقل عن دور الرجال". وكان تعيين كريم في هذا المنصب، قد أثار ضجة في الأوساط اليسارية، ولكنه مع ذلك وجد الدعم الكبير من قبل الوزراء من الأحزاب اليمينية في الحكومة الإسرائيلية. ونقلت صحيفة "هآرتس"، أمس الاربعاء، عن وزير الخدمات الدينية، دافيد أزولاي دفاعه عن الحاخام كريم، مطالبا المحكمة برفض الالتماس، وكذلك رفضت وزيرة العدل الإسرائيلية اياليت شاكيد ما أسمته تدخل المحكمة العليا في قضايا تخص السلطة. كما انتقد وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بنيت تدخل المحكمة بقرار التعيين. وفي هذا الصدد قالت زهافا غلؤون، رئيسة حزب "ميرتس" في التصريح المكتوب اليوم:" من الخسارة أنه توجب علينا الذهاب إلى المحكمة العليا من أجل أن يتراجع كريم عن مواقفه الرهيبة التي عبر عنها في الماضي". وأضافت غلؤون:" ما زلت أنتظر جميع الحاخامات والوزراء الذين أسرعوا للدفاع عن كريم للتراجع، لقد قام كريم بأمر مهم وصحيح والان حان دورهم". ولم يتضح موعد إصدار المحكمة العليا الإسرائيلية موقفها بشأن هذه القضية. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :