تفاصيل مثيرة عن تحنيط جثة الديكتاتور الفلبيني ماركوس

  • 11/25/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يروي الرجل الذي كلف الاهتمام بجثمان الديكتاتور الفلبيني الأسبق فرديناند ماركوس لوكالة فرانس برس تفاصيل مثيرة عن فترة حفظ الجثة، موضحا أن الزوار الذين توافدوا على مدى 23 عاما للصلاة على روح زعيمهم السابق، كانوا يرون قناعا من الشمع في مكان الوجه المحنط. فبعد أيام قليلة على عملية الدفن المثيرة للجدل لماركوس الذي حكم الأرخبيل على مدى عقدين، في المقبرة المخصصة لأبطال الأمة في مانيلا، وافق فرانك مالابيد (66 عاما) على كشف أسرار الجثة الأشهر في هذه المدافن. فقد أججت مراسم دفن ماركوس التي أحيطت بتكتم كبير، شائعات مفادها أن الجثة التي كانت مسجاة سابقا، لم تكن سوى تمثال من الشمع. كذلك ترددت معلومات بأن الجثمان الفعلي للزعيم السابق دفن سرا قبل مدة طويلة. غير أن مالابيد يؤكد أن الجثمان الذي عرض أمام العامة يعود فعلا لماركوس. ويقول لوكالة فرانس برس: الوجه الذي رآه الناس كان من الشمع. أما باقي أجزاء الجسم فكانت مغطاة بالثياب لذا لم يكن ثمة من داع لذلك، مضيفا: الشعر كان مستعارا. وقد توفي ماركوس في المنفى في هاواي عن 72 سنة في العام 1989 بعد ثلاث سنوات على الثورة التي أطاحت بحكمه. وقد واجه اتهامات بنهب خزينة الدولة، فضلا عن تعذيب الآلاف من معارضيه وقتلهم. ويشير مالابيد إلى أن تحنيط جثمان ماركوس لم يكن بالمهمة السهلة، إذ إن الزعيم السابق الذي توفي جراء إصابته بمشكلات في الرئتين والكليتين خصوصا، كان مشوها بفعل حالات تورم جلدي (وذمة). ويقوم التحنيط على تخليص الجثة من سوائلها وإبدالها بمواد حافظة لوقف الاهتراء. وفي حالة ماركوس، كان الجلد ذابلا ما أعطى الجثمان مظهرا قبيحا. محب للكمال ويتابع المسؤول عن التحنيط السيدة (إيميلدا أرملة ماركوس) لم تكن تريد ذلك. لقد كانت ترغب في أن يرى الفلبينيون الرئيس ماركوس على صورته السابقة عندما كان شابا. وقد تلقى مالابيد جثمان ماركوس محنطا بعد أسبوع على وفاته. وبسبب انتفاخ الوجه، كان مالابيد يخشى تحللا سريعا للجثة، فعاود عملية التحنيط لضمان صمود الجثة لمدة ثلاثين عاما. ويقول متباهيا: عندما يتعلق الأمر بعملية تحنيط، أنا أحب الكمال في العمل، مضيفا: أنا فخور لأن العملية لم تكن لأي كان، لقد كان رئيسا لمدة 20 عاما. وفي سنة 1991، استعان أقرباء ماركوس بخدمات خبير آخر في التحنيط لإعادة العمل المتعلق بوجه الزعيم الراحل، باستخدام مواد منتجات محضرة من الشمع مخصصة عادة لترميم الوجه لدى الأشخاص المتوفين جراء حوادث. وفي 1993، حصل أقرباء ماركوس على حق نقل الجثة المحنطة لتسجيتها في نعش زجاجي داخل مدفن مبرد، في معقل العائلة في إيلوكوس نورتي (شمال). وقد كوفئ أقرباء ماركوس على تأييدهم رودريغو دوتيرتي خلال حملته الانتخابية، من خلال إعطاء الرئيس الفلبيني الجديد موافقته على دفن الزعيم الراحل في مقبرة أبطال الأمة، ما أثار سخط ضحاياه. مساواة في التعامل مع الأموات ويلفت مالابيد إلى أنه عاين الجثة للمرة الأخيرة في الثامن من آب/أغسطس، وكانت حينها في وضع جيد على حد قوله. ولم ترد إيمي الابنة البكر للديكتاتور والمتحدثة باسم العائلة للشؤون المتعلقة بجثة الزعيم الراحل، على أسئلة وكالة فرانس برس. غير أنها أكدت في تصريحات أدلت بها أخيرا لقناة إيه بي إس سي بي إن أن الجثة كانت تعود بالطبع لوالدها، متحدثة عن اللجوء إلى جملة إجراءات ومنتجات كيميائية في عملية التحنيط. وكان مالابيد يحلم خلال الطفولة بأن يصبح مهندسا، لكن سرعان ما اضطر ليحذو حذو والده في العمل في مجال التحنيط. وفي سن الثامنة عشرة، تدرب مالابيد على التحنيط في القواعد الأمريكية في الفلبين، مستخدما جثث الجنود القتلى في فيتنام. ونال عقده الكبير الأول بعد سنوات من خلال تكليفه بمهمة تحنيط أحد أشقاء إيميلدا وإحدى شقيقاتها، ما كان له الفضل في منحه ثقة ماركوس. ويعامل مالابيد وهو كاثوليكي ملتزم، الموتى على قدم المساواة من دون أي اعتبارات سياسية. والدليل على ذلك، تحنيطه جثة أحد أبرز منافسي ماركوس وهو بينينيو نينوي أكينو، الذي اغتالته القوات الحكومية سنة 1983. وبناء على طلب العائلة، لم يبذل أي جهد لتجميل وجه السيناتور السابق الذي شكل اغتياله عاملا مساهما في تعجيل سقوط ماركوس. ويقدم مالابيد خدماته بأسعار باهظة إذ إن موهبته نادرة على حد قوله. ويؤكد: إنني قادر على جعل الناس يبدون جميلين حتى بعد الوفاة.

مشاركة :