النسخة: الورقية - سعودي نحن لا نجهل أن النظافة من الإيمان، هكذا علمنا ديننا الحنيف، ووجّهنا أن نتّبع الطرق والسبل المحقّقة لها، وما أن يرد اسم أمانة مدينة أو بلدية محافظة، إلا ويتبادر للذهن دورها في النظافة، لكن الحال غالباً تصادم الحقيقة، فلو وقفنا على حال مدينة الرياض التي يفترض أن تكون القدوة لبقية مدننا من حيث النظافة، لوجدناها لا تسر، ولو دققنا النظر للآلية المتبعة، لتوزيع براميل النفايات الصفراء في شوارع أحيائها، لألفيناها بالقطّارة، تقول «القوّالة»: إن من أخصّ خصائص حي الفلاح بالرياض، ندرة براميل النفايات الصفراء في شوارع هذا الحي، وهذه القوّالة، تقول إن الشارع في هذا الحي، الذي طوله حوالى 400 متر وبواقع ثمان فلل، لا يوجد فيه سوى برميلين صفراوين، يتجاذبهما أصحاب الفلل. خلسة في آخر الليل، تكاد تقع حرب شرسة بين الجيران، تمكث مدداً طويلة»، والسبب برميل الأمانة، والكل يتساءل: ما الهدف الذي تسعى لتحقيقه أمانة الرياض، جراء هذا التقتير المنتهي بالصراع والعداوة بين الجيران. لك أن تتصور الكم الهائل من أكياس النفايات السوداء المحيطة بالبرميل الواحد. لك أن تشاهد ذلك المنظر المقزز، جراء منافسة القطط على ما في داخل هذه الأكياس، نتيجة تمزيقها لها، لترى النفايات حول المنازل وبرميل الأمانة، وهو ما ينتج منه روائح كريهة وأمراض عدة. لك أن تنتظر لحظة وقت مرور سيارة البلدية، لتشاهد كيف يتعامل عمالها مع البرميل، ولكأنه عدوهم اللدود، فبمجرد تفريغ حمولته، يرميه العامل خلف ظهره، ويتركه يتدحرج وسط الشارع، ليتسبب في حوادث السيارات. لك أن تشاهد أكياس النفايات السوداء بجوار باب كل بيت، تأتيها القطط، لتمارس هواياتها المفضلة! والسبب كله شح «الأمانة» في توفير برميل لكل بيت. تعاطفت مع صاحبي الذي يقطن في حي الفلاح، برميل بلاستيك سعره زهيد مقارنة بغيره، تبخل به «أمانة الرياض» على شوارع العاصمة (واخزياه واعيباه) وأمام تعاطفي مع صاحبي، أدعوها لأن تنتدب أحد منسوبيها على حسابي الخاص (محفول مكفول) إلى محافظة الزلفي، لترى بعينها نشاط البلدية هناك، ولترى براميل النفايات الصفراء، بجوار كل فيلا، يعني (فلتك وبرميلك!) تجد الشوارع نظيفة، كل عارف طريقه، ونحن في الرياض في جدل دائم، نداري خاطر برميل البلدية، تقول لسائق سيارة البلدية، نحتاج إلى براميل زيادة، يرد عليك «أنا ما في معلوم، روح بلدية». بالله عليكم كيف نجعل الرياض نظيفة، والمسؤول يتجاهل النظافة؟ أساساً أمانات المدن وبلديات المحافظات، دون النظافة، ولا شيء يذكر، مهما قاموا بتلميع أنفسهم وشوارعهم وأنفاقهم، الأحياء غير نظيفة، يعني ثمة خلل، النظافة، هي من أولى الأولويات، هكذا يجب، وهي التي يجب الإنفاق عليها بسخاء. براميل النفايات في ظني، هي من أبسط حقوق المواطنين على أماناتهم وبلدياتهم، ووجودها أمام كل منزل، مؤشر باهتمام مسؤول النظافة، وفقدانها، مؤشر عكسي لهذا المسؤول. هل يريد مسؤول النظافة أن يحمل الأهالي نفايات منازلهم في سياراتهم، ويبحثون هنا وهناك عن حاوية أو برميل؟ هل يريدهم أن يشتروا من حسابهم الخاص براميل ثم يصبحون ولا يجدونها؟ هذا أمر لا يستقيم، هنا دعوة، لأمانة الرياض، أن تلتفت، لحي صاحبي حي الفلاح وكل أحياء العاصمة، وتكثف من وجود براميلها، بجوار كل منزل، وتكثف متابعتها ومراقبتها لشركات النظافة التي تهاونها، بات ظاهراً في هذه الجزئية المهمة، لتروا، كيف تكون الرياض نظيفة، وكيف تكسب الرهان؟! فالنظافة من الإيمان. dr-al-jwair@hotmail. com
مشاركة :