ظهرت في الجيش الأمريكي في خريف هذا العام "إدارة الرد السريع" التي تكمن مهمتها في الاستخدام السريع للتكنولوجيات الجديدة في المجال العسكري. وقبل أيام قال مدير شؤون العمليات في هذه الإدارة الجنرال ،والتر بيت، إن المهمة الرئيسة لمؤسسته تكمن في التصدي الفعال لروسيا في مجال الحرب الإلكترونية والعمليات السيبرانية. ومن المعروف أن الأمريكيين يعتبرون وسائط الحرب الإلكترونية الروسية ومنذ فترة بعيدة بمثابة التهديد الجدي للغاية على أرض المعركة ولاسيما بعد أن أخذ الجيش الأمريكي يعتمد بشكل متزايد على تطوير النظم من دون طيار على الماء وفي الهواء وعلى الأرض. ولا شك في أن الدرونات تصبح عديمة الفائدة عندما يؤثر عليها الخصم بشكل فعال وعندما يتمكن من اختراق قنوات اتصالها مع المشغلين أو مع نظام الملاحة. ويمكن لوسائط الحرب الإلكترونية الروسية أن تؤثر بشكل ناجع أيضا على قنوات الاتصال في الجيش الأمريكي نفسه. ولهذا السبب تستعد مشاة البحرية الأمريكية للتدرب على تنفيذ العمليات القتالية ضد العدو المتقدم من الناحية التكنولوجية في ظل ظروف الاستخدام النشيط لوسائل الحرب الإلكترونية. وتقوم وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية " DARPA" (يقع مقرها الرئيس في ولاية فيرجينيا وهي تتبع لوزارة الدفاع الأمريكية، وهي الوكالة المسؤولة عن تطوير تقنيات جديدة للاستخدام العسكري) بتصميم برنامج محادثة كتابية محمي ليستخدمه العسكري عندما تكون الاتصالات اللاسلكية العادية مشلولة ومطوقة. وترى المطبوعات العسكرية الدورية الأمريكية أن وسائط الحرب الإلكترونية الروسية تدخل ضمن أخطر 3 تكنولوجيات تواجه الأمريكان وذلك مع الثالوث النووي ووسائل الدفاع الجوي الروسية. ويقر الجانب الأمريكي بتخلفه في مجال الحرب الإلكترونية عن روسيا والصين. إذ لا يملك الجيش الأمريكي اليوم حتى نظم إخماد الإشارات المبثوثة البعيدة المدى ولن يتمكن من الحصول عليها قبل حلول عام 2023. وتثير قلقا خاصا للولايات المتحدة قدرة وسائل الحرب الإلكترونية الروسية على التدخل في عمل المنظومة العالمية لتحديد المواقع (GPS)، التي يعتمد عليها الجيش الأمريكي بشكل تام في قدرته القتالية. أجل اليوم يجري تصميم أسلحة قادرة على تدمير الأقمار الصناعية في الفضاء، ولكن الأرخص بكثير هو "التدخل" على الأرض وبالذات في برامج التشغيل وكبح إشارات البث. وبدون استخدام GPS لن يعرف العسكري الأمريكي أين يوجد وسيتحول سلاحه العالي الدقة إلى أداة عديمة الفائدة. حتى وسائل الاتصالات الحديثة تعتمد بشكل رئيس على GPS وبدونه لا يمكنها حتى تحديد الزمن. ومن نافل القول إن الهاكرز الروس يعتبرون الأقوى في هذا المجال وهم الذين شلوا الحياة في إستونيا في 2007، ويقال إنهم تدخلوا في حملة الانتخابات الأمريكية. لا شك في أنهم ماهرون جدا ولذلك لا يقعون في شباك الطرف الخصم إلا نادرا وهو ما يدل على المستوى المهني الرفيع. المصدر: نوفوستي أديب فارس
مشاركة :