أطلق ناشطون تونسيون حملة افتراضية على المواقع الاجتماعية لمطالبة الحكومة التونسية بالاستغناء عن تسمية أحد أكبر شوارع العاصمة تونس بشارع شارل ديغول. هاشتاع "نحّي البلاكة " (أزل اللافتة) تم تداوله على نطاق واسع وبكثافة عقب شهادة أدلى بها المناضل زمن الاستعمار الفرنسي حمادي غرس خلال جلسات الاستماع التي تنظمها هيئة الكرامة والحقيقة لضحايا نظامي بن علي وبورقيبة، طالب خلالها بحذف لافتة شارل ديغول من شارع في العاصمة لأنها من مخلفات الاستعمار ولأن هذا الجنرال الفرنسي "أجرم في حق تونس وأمر بقتل آلاف التونسيين". وأضاف حمادي غرس قائلا:" أريد أن أسأل رئيس الجمهورية و رئيس البرلمان، ما معنى اليوم في 2016 أن تكون لافتة في تونس وفي عقر العاصمة اسمها شارل ديغول، هذا مجرم حرب بالنسبة لتونس أعطى أوامره لجيش المستعمر الفرنسي لضرب التونسيين وتسبب في إصابة أكثر من 10 آلاف تونسي بين قتيل وجريح ومفقود". واعتبر غرس أن استمرار تسمية شارع في العاصمة باسم شارل ديغول "يعد تحديا للحي وللميت لأنه لا يعقل أن تكون هناك مقبرة لمن سقطوا شهداء وناضلوا ضد الاستعمار الفرنسي وبالمقابل لا تزال هذه اللافتة معلقة في قلب العاصمة". ومن أجل إزالة هذه اللافتة، يعمل المشاركون في الحملة إلى الدعاية لذلك على أوسع نطاق بغرض لفت نظر الحكومة وإقناعها بضرورة الاستجابة لهذا الطلب وحثها على تغيير تسمية هذا الشارع ليتحول الى شارع صالح بن يوسف الذي يعد أحد أبرز قادة التحرر التونسي ضد الاستعمار الفرنسي. فتحي الهمامي صاحب هذه الحملة أكد لـCNN بالعربية أن الهدف منها هو إحياء ذكرى شهداء الوطن والتعريف بهم ورد الاعتبار لهم مقابل محو أسماء قيادات جيش المستعمر، موضحا أن هذه الفكرة لقيت استحسانا وتفاعلا كبيرا وتضامنا من قبل العديد من التونسيين. ولهذا الغرض، تمّ طرح عريضة إلكترونية للتونسيين من أجل التوقيع عليها قبل إرسالها إلى مؤسسات الدولة للنظر في المطالب التي تضمنتها، واستذكرت العريضة الجرائم التي ارتكبتها فرنسا في حق التونسيين خلال المواجهات المسلحة التي دارت بين القوات الفرنسية والجيش التونسي في معركة الجلاء بمدينة بنزرت سنة 1961. محمد أمين عكيك المشرف على هذه العريضة، أكد تسجيل إقبال من الناس على التوقيع حيث وصلت عدد التوقيعات في يومين إلى ألفي توقيع ، معبرا عن أمله في تفاعل أكثر لأن الهدف هو الحصول على 100 ألف توقيع إلكتروني حتى يتسنّى إرسال هذه العريضة إلى رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة وكذلك إلى البرلمان و السفارة الفرنسية بتونس. واعتبر عكيك في تصريح لـCNN بالعربية أن إطلاق إسم شارل ديغول على شارع من شوارعنا فيه "إهانة لدماء شهدائنا الذي تسبب في قتلهم"، مضيفا أن ذكر هذا الجنرال الفرنسي "يحيل على جريمة ارتكبت بحق الشعب التونسي"، مؤكدا أنه سيعمل رفقة زملائه في الحملة على جعل الحكومة تستجيب بكل الوسائل القانونية لمطالبهم وتقوم بتغيير تسمية هذا الشارع. وأضاف قائلا: "لا يستحق من استباح حرمة أرضنا أن نسمي شوارعنا باسمه، المسألة مبدئية و القبول بها فيه خيانة لدماء سالت في سبيل أن نتحرر، فمثلا هل تقبل أن تسمي فرنسا أحد شوارعها باسم هتلر؟ مستحيل".
مشاركة :