الشعب الكويتي على موعد مع مجلس جديد مختلف عن سابقه وسط تطلعات وأمنيات بنواب يحققون استقرار البلد ويحافظون على مكتسبات المواطنين. ربما ستكون انتخابات فريدة من نوعها، تأتي عقب مجلس أمة أثير حوله جدل كثير، ورغم أنه الاول من حيث عدد القوانين التي اقرها، فإنه لم يرق لقبول الشارع الكويتي، حيث اطلق عليه مجلس المناديب، وفي ظل إقراره قوانين رفضها الشارع، وأبرزها قانون البصمة الوراثية الذي تدخل سمو الأمير لإعادة النظر فيه. ومن القوانين التي أصدرها المجلس السابق قانون تعديل الانتخابات الذي سمي بالعزل السياسي، والذي اطلت آثاره برأسها على الانتخابات حتى قبل 48 ساعة من موعد الاقتراع، بعد استبعاد عدد من المرشحين، أبرزهم بدر الداهوم وخالد النيف. وتجرى الانتخابات عقب مرسوم حل لم يسبق له مثيل، ووفقا للمادة 107 من الدستور، بسبب الظروف الإقليمية والامنية، حيث استدعى ذلك حل المجلس والعودة للشارع للاحتكام الى صناديق الاقتراع، وستشهد الانتخابات العودة الأولى للمقاطعين، إذ يعود أكثر من 15 من المعارضة لخوض الانتخابات في الدوائر الخمس. وشهدت الانتخابات حملات انتخابية قوية، حيث كشف المرشحون عن سخطهم من أداء المجلس السابق، وركزوا خلالها على أنه مس المواطن، وتهاون في حقوقه ومكتسباته، وتصدرت قضية زيادة أسعار البنزين المشهد السياسي بنسبة كبيرة في برامج المرشحين الذين رفضوا قرار الحكومة على هذا الصعيد، وتصديق المجلس المنحل على هذا القرار، متوعدين الحكومة بالتصدي لهذا القرار في المجلس الجديد إما بوقفه أو تعديله لضمان عدم تفرد السلطة التنفيذية بأي قرار حول زيادة المحروقات وفي مقدمتها البنزين. وشهدت الانتخابات كذلك دخولا قويا للشباب المرشحين، حيث تجاوزت نسبتهم 60 في المائة من إجمالي المرشحين، في مشهد يؤكد عزم هذه الفئة على التغيير، وكيف لا وهي تمتلك نصيب الاسد من نسبة المواطنين، إذ يدخل شباب الكويت هذه الانتخابات بفكر جديد ورؤية تطويرية قد تنعكس على أداء المجلس الجديد في حال وصول عدد كبير من المرشحين لسدة البرلمان. وشهدت مشاركة قوية من التيارات السياسية والإسلاميين بمختلف توجهاتهم أو حتى القبائل، حيث دفع هؤلاء جملة مرشحين للظفر بأكبر عدد ممكن من التمثيل البرلماني في قاعة عبدالله السالم، حيث وصف المراقبون السياسيون والمحللون ان التنافس وصل الى مرحلة كسر العظم في بعض الدوائر، بسبب خوض أكثر من مرشح من نفس التوجه أو التيار الانتخابات بنفس الدائرة، وهذا المشهد لم يقتصر على دائرة معينة بل امتد الى كل الدوائر. اليوم السادس والعشرون من نوفمبر الجاري ربما سيكون مختلفا في الاقتراح، ومن المتوقع أن يتمخض عنه مجلس مختلف في ظل مشاركة مختلفة، وتنطلق معركة كسر العظم من 8 صباحا إلى 8 مساء، والحكم سيكون لصناديق الاقتراع.
مشاركة :