يتضح من خلال محاكمة مواطن بريطاني وآخر بلجيكي مقيم في بريطانيا أن هجمات إرهابية عدة، من ضمنها تلك التي وقعت في بروكسيل وباريس أخيراً، جرى تمويلها من حساب بنكي في مدينة برمنغهام البريطانية. واستمعت محكمة التاج في كينغستون جنوب غرب لندن، أول من أمس، إلى لائحة الاتهام المقدمة من الادعاء العام البريطاني ضد المتهمين محمد علي أحمد (27 عاماً) البريطاني الجنسية، وزكريا بوفصيل (26 عاماً) البلجيكي المقيم في بريطانيا المتهمين بأنهما سلما مبلغ 3 الاف جنيه استرليني لمحمد عبريني، الذي اشتهر عقب الهجوم الإرهابي على مطار بروكسيل في مارس الماضي، حين وزعت الشرطة البلجيكية صورته وهو يضع قبعة على رأسه. وكان عبريني أحد المطلوبين الذين لهم علاقة بالهجوم. ووفقاً للائحة الاتهام تبين أن عبريني مرتبطاً بعبدالحميد أبو عود، المتهم بأنه أحد قادة الخلية التي نفذت الهجمات الإرهابية في أنحاء فرنسا وأدت إلى مقتل 130 شخصاً وهو الذي أوفد عبريني إلى بريطانيا لاستلام المبلغ من بوفصيل، حيث تبين أن المبلغ سحب من حساب بنكي في مدينة برمنغهام على اسم أنور حدوشي الذي كان يقيم مع زوجته في منطقة ويست ميدلاند في إقليم إنجلترا، وأن المبلغ سحب من الحساب بعدما سافر حدوشي إلى سورية والتحق بتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ليقاتل في صفوفه في كل من سورية والعراق. وجاء في لائحة الاتهام أن عبريني حضر إلى بريطانيا واجتمع في 10 يوليو العام 2015 مع محمد علي أحمد وزكريا بوفصيل في مكان ما في حديقة «سمول هيث بارك» في برمنغهام، وأنهما رتبا ذلك اللقاء لكي يتأكدا من أن عبريني كان لوحده من دون أن يكون تحت مراقبة من الشرطة. وبعدما تأكدا من هوية عبريني اتفقا معه على تسليمه المبلغ في اليوم التالي 11 يوليو. أي أن أحمد وبوفصيل كانا يدركان خطورة العمل الذي قاما به وأن المبلغ الذي سلموه لعبريني كان مخصصاً لتنفيذ أعمال غير مشروعة تستدعي الحذر. وبالفعل تم تسليم المبلغ لعبريني في اليوم التالي في المكان نفسه في حديقة «سمول هيث». واستند الادعاء العام في لائحة الاتهام على شهادة عبريني، الذي تم اعتقاله في بلجيكا عقب الهجوم الإرهابي في بروكسيل، التي أدلى بها أمام المحققين البلجيكيين في 20 و21 أبريل الماضي، حيث روى أنه سافر إلى سورية لزيارة قبر أخيه المدفون هناك الذي قتل أثناء خوضه معارك إلى جانب مقاتلي «داعش» ضد الجيش السوري، وأثناء وجوده في سورية التقى عبدالحميد أبو عود الذي كلفه باستلام المبلغ من أحمد وبوفصيل وزوده برقمي هاتفيهما. وروى أنه أمضى ثلاثة أيام في برمنغهام قبل أن يلتقي أحمد وبوفصيل، رغم أنه كان على اتصال بهما هاتفياً، حيث طلبا منه أن يحضر إلى «سمول هيث بارك» فذهب أكثر من مرة، إلى أن تم لقاؤه بهما في اليوم الثالث، ما يشير إلى أن أحمد وبوفصيل كانا يراقبان عبريني قبل التقائهما به للتأكد من أن أحداً لا يتبعه. وذكر المدعي العام أن المبلغ سحب من حساب حدوشي في بنك «تي إس بي» في برمنغهام، وأن محمد علي أحمد اعترف أنه صديق حدوشي الذي سافر إلى سورية في يوليو 2015. واتضح من التحقيق الذي أجرته الشرطة البريطانية أن أموالاً كثيرة سُحبت من حساب حدوشي البنكي بعد سفره إلى سورية، حيث يُعتقد أنها استخدمت لتمويل عمليات إرهابية عدة، ليست هجمات بلجيكا وفرنسا إلا جزءاً منها. ... وتؤكد: لم يكن ممكنا التكهّن بأفعال القذافي لندن - أ ف ب - رفضت الحكومة البريطانية، امس، الانتقادات التي وجهها اليها تقرير برلماني بسبب قرارها التدخل عسكريا في ليبيا العام 2011، معتبرة ان هذا التدخل اتاح «من دون اي شك» انقاذ مدنيين. وكانت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم نشرت في سبتمبر تقريرا تضمن انتقادا شديدا لقرار حكومة ديفيد كاميرون في حينه الانضمام الى فرنسا في التدخل عسكريا. وذكرت يومها اللجنة في تقريرها ان حكومة كاميرون «لم تتمكن من التحقق من التهديد الفعلي للمدنيين الذي كان يشكله نظام القذافي. وفشلت في رصد الفصائل الاسلامية». لكن الحكومة ردت، امس، على هذا التقرير بالتأكيد ان قرار التدخل العسكري ادى «من دون اي شك» الى انقاذ ارواح مدنيين. وأضافت ان «القذافي كان شخصا لا يمكن التكهن بأفعاله».
مشاركة :