عبدالله القواسمة (أبوظبي) لا تتوقف عوامل نجاح أي حدث رياضي ، على تواجد المشجعين في المدرجات ومتابعة السباق، أو المنافسة الرياضية فقط ، بل بات الجانب الترفيهي يشغل حيزاً كبيراً من الحدث الرياضي ويسهم في نجاحه، حيث تجذب حلبة ياس آلاف الجماهير مستضيفةً الجولة الختامية لبطولة العالم للفورمولا- 1 «جائزة الاتحاد للطيران الكبري» على حلبة مرسى ياس. وبدأ الآلاف من المشجعين بالتوافد على حلبة ياس من داخل الدولة وخارجها على مدى اليومين الماضيين لحضور الجولة الختامية لبطولة العالم. ومع هدير محركات السيارات خلال التجارب الحرة التي أقيمت أمس، حرص الآلاف من المشجعين على التواجد، والتفاعل مع الفعاليات المصاحبة للحدث وفي مقدمتها «قرية الفورمولا» التي خطفت الأضواء من خلال استدعاء الماضي التليد ليعانق الحاضر الرائع، بالعروض الفلكلورية الآسرة التي تفاعلت معها الجماهير باهتمام منقطع النظير. وتضمنت القرية رسوم الحناء وأعمال الغزل وكل ماهو قديم بروح جديدة. وكون هذا الحدث العالم يقام في خضم احتفالات الدولة باليوم الوطني الخامس والأربعين أتيحت للجماهير التفاعل مع هذا الحدث من خلال جدارية توسطها الرقم 45 إذ كانت الجماهير تكتب انطباعاتها والمشاعر التي تكنها للإمارات بالألوان، بمشاركة الأطفال والكبار عبر تدوين كلمات رقيقة تعبر عن حبهم الغامر للإمارات وقيادتها الرشيدة، وحرص أولياء الأمور على التقاط الصور التذكارية مع أبنائهم وهم يرسمون عبارات الحب والتقدير للدولة وبثها مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ضمت المناطق الترفيهية أجنحة خاصة توافرت فيها الأجواء العربية الإماراتية الأصيلة إذ في إمكان المرء تلمس هذه الأجواء من خلال الجلوس في مجلس عربي تتوافر فيه القهوة العربية الأصيلة إلى جانب التمور بشتى أنواعها وكذلك مشاهدة عرض فلكلوري حي للفرق التراثية والتقاط الصور التذكارية مع أعضاء هذه الفرق ولا بأس بخوض تجربة قصيرة للرقص معها في بعض الأحيان. وغص جناح الاتحاد للطيران بالمشجعين الذين أتيحت لهم فرصة الاطلاع على كل الخدمات الحديثة التي تقدمها هذه الشركة الوطنية، إذ بدا الجميع منبهراً من طبيعة هذه الخدمات التي تعتبر الأفضل على الصعيد العالمي وتحديداً من خلال أجنحة الدرجة الأولى، فيما اصطف العشرات للحصول على فرصة قيادة إحدى الطائرات الحديثة للشركة من خلال نظام المحاكاة، إذ في إمكان المرء الجلوس على كابينة القيادة يرافقه طيار متخصص يشرح له طريقة قيادة الطائرة وكل الأدوات والتجهيزات المتاحة أمامه للحصول على متعة لا تتوافر عادة إلا في مثل هذا الحدث العالمي. وإلى جانب محاكاة قيادة طائرة حديثة يتاح للزائر إلى الجناح فرصة أخرى لمحاكاة قيادة سيارة الفورمولا- 1، من خلال الجلوس في كابينة قيادة هذه السيارة حيث تتوافر أمام المشارك شاشة تشبه إلى حد بعيد ما يشاهده السائق الحقيقي لمثل هذا النوع من المركبات، وإلى جانب ذلك كله فإن الجناح يحتوي على ركن خاص للتذكارات التي شهدت إقبالاً منقطع النظير من قبل المشجعين العاشقين لرياضات السرعة. وتضم المناطق الترفيهية العديد من الأجنحة الأخرى التي أخذت في عين الاعتبار تقديم كل ما يخطر على بال المشجع إلى جانب طرح مزيج متجانس ما بين العراقة والحداثة، إذ ضمت جناحاً خاصاً استقر فيه الخطاط العربي عدي الأعرجي الذي تواصل معه المشجعون من شتى أنحاء العالم مبدين رغبتهم في الحصول على أسمائم مكتوبة بالخط العربي، إذ كان الأعرجي يحرص على تلبية طلبات المشجعين فكان في الكثير من الأحيان يكتب أسماء كديرك وجيمس وخوسيه وفوكنر وغيرها من الأسماء الأجنبية إلى جانب الأسماء العربية بطريقة أخاذة وآسرة.
مشاركة :