بات مشاهير «السوشيال ميديا» في قبضة الرقابة الصارمة، وتحت ملاحقة المجتمع الذي ملّ من تلك التجاوزات التي تصدر من أولئك المشاهير الذين استغلوا وسائل التقنية المتعددة للظهور واعتلاء قمم السخف على حساب الكثير من المبادئ والأخلاقيات التي يتحلى بها المجتمع السعودي على وجه الخصوص. وأصبح «السوشيال ميديا» والذي فرض نفسه فرضًا على واقعنا المعاصر منصة للإطلال على الجماهير والتعبير عن رأي هواة وسائل التواصل الاجتماعي وأخذ رد الفعل المباشر على هذه الآراء والأطروحات، ونجح العديد من الأشخاص في أن يتمكنوا من الاستفادة من هذا العالم الجديد، وصنعوا شهرتهم الخاصة من خلاله وباتوا نجومًا لمعوا مع بدايات اختلاف ثقافة النجومية وطريقة الوصول لها التي باتت أهون وأسهل مما سبق، فالأمر لن يحتاج سوى أن تكون ساذجًا ولك حساب على أحد مواقع التواصل الاجتماعي. الدكتور عبدالله الفوزان أستاذ علم الاجتماع والاستشاري الأسري هاجم القنوات الفضائية في إحدى حلقات «الثامنة» على mbc معتبرها أنها المصدر الرئيس لتصدير النماذج السيئة للشباب وتتبنّى التوافه وتصنع منهم أبطالاً «حد قوله». وواصل الفوزان نقده بقوله وسائل الإعلام سبب في انتشار القيم السيئة، لأنهم يتبنّون النماذج السيئة، مستثنيًا بعض الشباب الذين يمثلون الجانب الإيجابي في الطرح. من جهتها علقت زينة الشهري اخصائية علم النفس بقولها: إذا تحدثنا عن المجتمع السعودي فيجب علينا التأكيد على أن شباب الوطن يملكون من الخير الكثير، وتوجد بداخلهم بذرة طيبة تميزهم عن غيرهم، وحتى وإن ظهرت بعض السلبيات فهذا لا يعني أن الخير انقطع، فشباب هذا الوطن معطاء وكريم وخيّر. واضافت: حقيقة أننا شاهدنا الكثير من النماذج السيئة التي ظهرت مع مشاهير السوشيال ميديا وهذا بحد ذاته أمر مؤسف ويجب معالجته بجميع الطرق، ومع الاستمرارية على ذلك السوء فإن وزارة الداخلية مشكورة قامت بمتابعة أولئك المسيئين لينالوا جزاءهم وليكونوا عبرةً للغير، وهذا يعتبر من التوجيه التربوي الذي تفرضة قيادتنا على شبابنا حتى لا يتطور الأمر ويصبح مرضا مزمنا. وأشارت زينة ورغم اعتراف الجميع أنهم مجرد مشاهير من فراغ إلا أن الظاهرة في تنامٍ مستمر والسبب بالطبع معقول حيث باتت الثقافة الجديدة مرتبطة بمواقع التواصل الاجتماعي، ومرشحة للاستمرار بسبب ضعف الإقبال على المصادر الأخرى في تنمية الثقافة كالقراءة التي انخفض معدلها في عالمنا العربي، فالبطولة الوهمية هي ثاني الأسباب خلف اكتساح نجوم السوشيال ميديا وتناميهم فهذا الجيل محدود النجاح، والتقاعس يحوطه من كل جانب إلى أن ظهرت في حياته مواقع التواصل الاجتماعي فاستطاع التخفي خلف شاشة ملونة وكيبورد وقام بصنع غزوات ومعارك وهمية جعلته يشعر بدور البطولة بعد أن مل دور الكومبارس الصامت طيلة أجيال سابقة. من جهته أشار بندر حلواني مقدم برنامج «طقطقة» على اليوتيوب إلى أن ما يسمون بـ»مشاهير السوشيال ميديا» ينقسمون إلى قسمين، القسم الأول يقدم محتوى مميزًا ومفيدًا ومتنوعًا من الناحية الكوميدية والرياضية وحتى الثقافية، وبالتالي يجد القبول ويضمن الاستمرارية. أما الفئة الثانية فهم عبارة عن فقاعات صابون يظهرون بطريقة مرفوضة وغير مقبولة فيطرحون محتوى سيئًا وبذيئًا يسيئون به لأنفسهم وللمجتمع، ويتجاوزون الخطوط الحمراء، وهؤلاء للأسف يجدون الدعم من الشركات التجارية والترويج لهم حتى يكسبوا أكبر عدد من المراهقين. وأكد حلواني إلى أن وزارتي الثقافة والتجارة مسؤولتان عن مراقبة مثل هؤلاء وانزال أشد العقوبات فيهم، كما ان الرقابة لابد وان تكون بشكل جماعي حتى لا يتطور الأمر إلى مالا يحمد عقباه.
مشاركة :