رغبة منها في استثمار نجاحات طراز لافيراري الذي أطل للمرة الأولى في معرض جنيف الدولي عام 2013 وانُتج منه 499 وحدة بسعر 1.7 ملايين دولار للنسخة الواحدة، أطلقت فيراري النسخة آبيرتا المكشوفة من لافيراري لعام 2017 من خلال معرض باريس الدولي هذا العام، والتي تتوافر إما بسقف صلب مصنوع من الكربون قابل للطي كهربائياً، أو بسقف قماشي ليّن قابل للنزع، علماً أنها تشترك في المكوّنات الميكانيكية مع نسخة لافيراري ذات السقف الثابت، ما يعني أن آبيرتا زوّدت بنظام دفع تصل قدرته إلى 950 حصاناً مع أقصى عزم دوران مقداره 900 نيوتن متر. والأكيد أن هذه النسخة ستكون أكثر حصرية وفرادة من الفئة ذات السقف الثابت، إذ سيحدد الإنتاج عند أقل من 100 وحدة، مع ترجيح فئة سعرية توازي ضعف ثمن نسخة لافيراري الكوبيه، أي في حدود الـ3.4 ملايين دولار. < جاءت النسخة آبيرتا متطابقة تماماً مع الكوبيه في ما تحت الخصر، كما تتبنّى الخطوط الجريئة هجومية الطابع التي جعلت من لافيراري التقليدية موديلاً مميزاً بين مختلف الموديلات الرياضية العصرية. وكما هي الحال مع العروض المكشوفة، فإن هناك بضع خصائص ولمسات محدودة تجعل من النسخة آبيرتا أكثر تمايزاً عن شقيقتها الكوبيه، أبرزها على الإطلاق السقف الجديد، مع الإشارة الى أن النسخة المكشوفة استعانت بالمقدّم عينه للنسخة الكوبيه، لا سيما مع خطوطه حادة التصميم والمنحدرة للأسفل، إلى جانب غطاء المحرّك المنخفض بشدة مع فتحات تهوئة عدة لتتمة الطابع مفتول العضلات. كذلك تستفيد آبيرتا الجديدة من مظهر أكثر ديناميكية وانسيابية، لا سيما من الجوانب بفضل اختفاء السقف. وأكدت فيراري أن هيكل النسخة المكشوفة أخضع لتحسينات وتعديلات حتى يوفّر مستويات الصلابة الالتوائية والأداء المعهود ذاتها من لافيراري التقليدية سواء مع السير والسقف مغلق أو مفتوح. ومن ضمن اللمسات الأيرودينامية الجديدة، يمكن ذكر القلاّبين الصغيرين المتخذين هيئة حرف L المثبّتين على الزوايا العلوية للوح الزجاج الأمامي، وهما يوجهان، في غياب السقف الثابت، الهواء بطريقة تعزز من الضغط العمودي على السرعات العالية، فضلاً عن إجراء تعديلات بسيطة على نظام دوران الأبواب الجانبية. فعلى رغم أن آبيرتا تستفيد من الأبواب المجنحة ذاتها المعتمدة في النسخة الكوبيه، ولكن عند فتحهما إلى الأعلى، فإنهما يستقران بزاوية مختلفة، ما استلزم إجراء تعديلات على هندسة كل من أقواس العجلات والرفاريف الجانبية وتصميمها مع إضافة زوائد من أليـــاف الكربون تتيح دوران الأبواب. جاءت مقصورة النسخة آبيرتا متطابقة تماماً مع النسخة لافيراري التقليدية، إذ يبرز المقود الرياضي ثلاثي الأذرع الذي جاء بهيئة أقرب إلى المربعة عن الدائرية التقليدية، والمثبّت عليه معظم أزرار التحكّم بالوظائف الحيوية وعتلاتها، فضلاً عن عتلات تعيير النسب خلف المقود التي جاءت أكبر حجماً من السابق، وأكثر سهولة في تعييرها. كذلك يتسم الكونسول الوسطي بتصميم واضح مع كساء الأسطح تقريباً إما بجلد إيطالي ناعم أو بجلود ألكانترا، ناهيك عن تسجيل تداخل الجلود المــــطرّزة وزوائــد الألومنيوم الجذابة، وأيضاً ألياف الكربون على لوحة القيادة وألواح الأبواب والمقاعد، إضافة إلى نظام سمعي متطوّر ومكيّف فعال يمكن التحكّم بخياراته أوتوماتيكياً، وغيرها من آليات الترف. ويوفّر السقف القابل للنزع تجربة مميزة للسائق للاستمتاع بالهواء الطلق وبالمساحات اللانهائية للرؤوس، وبهدير مسموع يُطرب الآذان العاشقة للنفس الرياضي المعزز المتأتى من المحرّك القوي فئة V12. وعلى صعيد وسائل الحماية والأمان النشطة، نالت هذه المركبة نظام منع انغلاق المكابح ABS، نظام التحكّم الديناميكي بالثبات ESC، ترساً تفاضلياً وسطياً، نظام مانع الانزلاق الدفعي مستوحى من فورمولا واحد ومُدمجاً بنظام الدفع الهجين EF1-Trac، وغيرها من الأنظمة الإلكترونية الرائدة وأنظمة الكبح، التي باتت تتضمّن أحدث أجيال أقراص الكبح فئة «بريمبو» المصنوعة من الكربون والخزف الفخاري «السيراميك»، بقطر 398 ملم في الأمام و380 ملم في الخلف. زوّدت آبيرتا بنظام الدفع عينه المعتمد بالنسخة الكوبيه الشقيقة، والذي يحمل الاسم HY-KERS، ويتكوّن من محرّك فئة V12 سعة 6.3 ليتر يولّد 789 حصانًا عند 9000 د.د مع أقصى عزم دوران يبلغ 700 نيوتن متر، جنباً إلى جنب مع محرّك كهربائي يوفّر 161 حصاناً إضافياً مع أقصى عزم دوران يبلغ 200 نيوتن متر، لتصل معهما الطاقة المجمّعة إلى 950 حصانًا و900 نيوتن متر من عزم الدوران، عندما يعمل المحركان معاً. ويمكن لآبيرتا الانطلاق من السكون إلى سرعة 100 كلم/ س في غضون أقل من 3 ثوانٍ والوصول إلى سرعة ٢٠٠ كلم/ س في 7.1 ثانية، قبل الوصول إلى سرعة قصوى تقدّر بـ350 كلم/ س. أما عن توزيع الوزن، فلا يزال منحازاً إلى الخلف بنسبة 59 في المئة مقارنة بـ41 في المئة إلى الأمام. تقنياً، يمكن القول إن المحرّك الكهربائي KERS يوفّر طاقة إضافية لمحرّك الاحتراق الداخلي، علماً أن تأثيره يشبه تأثير شاحن الهواء «توربو» إلى حدّ بعيد. ويمكن شحن البطاريات الكهربائية التي تزن 60 كلغ فقط بطريقتين مختلفتين: إما عبر الكبح أو مع كل مرة يولّد فيها محرّك الـV12 عزماً إضافياً عن الحاجة، شأنه عند الانعطاف مثلاً. ففي هذه الحالـة، يحوّل العزم الإضافي إلى طاقة تُخزّن في البطـاريات عوضاً عن إرساله إلى العجلات. يذكر أيضاً أن لافيراري آبيرتا وسيلة أخرى ذكية تمكّن الشركة الإيطالية العريقة من جني أرباح هائلة مع كل نسخة تبيعها من ذلك الموديل الحصري. وكل ما فعلته يتمثّل في أنها انتظرت حتى تنفد الوحدات المنتجة من نسختها الكوبيه التقليدية، ثم تطلق نسخة أخرى مكشوفة لا تختلف عن شقيقتها الكوبيه سوى في الاستعانة بسقف قابل للنزع أو الطي، حتى تعود إلى دائرة الأضواء مجدداً. وهذه هي حال معظم صانعي السيارات الآن، الذين يعتمدون على موديلات حصرية للغاية جنياً للأرباح.