فيون «الإصلاحي العنيف» يتفوق على جوبيه في مناظرة المرشحين «الجمهوريين» للرئاسة

  • 11/26/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

كشف استطلاع للرأي تفوُّقَ فرنسوا فيون على منافسه آلان جوبيه في مناظرة الانتخابات الرئاسة الفرنسية التمهيدية للحزب «الجمهوري» (يمين الوسط)، وذلك قبل إجراء جولة الاقتراع الثانية غداً. ومنح الاستطلاع فيون نسبة تأييد 71 في المئة من الناخبين المنتمين إلى الحزب المحافظ، و57 في المئة لدى المشاهدين بغض النظر عن انتمائهم السياسي. وكان فيون نال نحو ٤٤ في المئة من أصوات الناخبين الجمهوريين في الجولة الأولى من الاقتراع، في مقابل ٢٤ في المئة لجوبيه. وشرح رئيسا الوزراء السابقان، في المناظرة التي اتسمت بالتوتر لكنها خلت، بخلاف التوقعات، من المهاترات، نظرتهما إلى أسلوب الإصلاح التي يجب أن تعتمده فرنسا، واقترح جوبيه إصلاحاً «هادئاً» وفيون إصلاحاً «جذرياً وعنيفاً». وتبادل جوبيه وفيون الهجمات خلال المناظرة التي استمرت نحو ساعتين وتابعها عدد قياسي من المشاهدين تجاوز ٨ ملايين، لكن نمط الحوار بينهما كان لائقاً بعيداً من الضربات العنيفة التي سددها كل منهما إلى الآخر على امتداد الأيام الماضية. واعتمد جوبيه استراتيجية استخدام أقصى قدراته على الإقناع، فيما حاول فيون مواصلة أدائه الثابت من أجل ترسيخ تقدمه وصولاً إلى الفوز الذي يتوقعه في الجولة الثانية، خصوصاً بعد نيله تأييد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي انسحب من المنافسة بعدما حل ثالثاً في الجولة الأولى لانتخابات «الجمهوريين» بنسبة ٢٠ في المئة من الأصوات. وفند جوبيه بالتفصيل برنامج خصمه بهدف إظهار عدم واقعيته وقسوته التي تثير قلق الفرنسيين وتحتم نزولهم إلى الشارع، خصوصاً بالنسبة إلى خطته صرف حوالى ٥٠٠ ألف موظف حكومي، ورفع عدد ساعات العمل في القطاع العام بلا مقابل، وإجراء تغييرات في الضمان الصحي وإعادة صوغ قانون العمل المطبق. أما فيون فدافع بشدة عن مواقفه وتجاهل بوادر المودة التي أبداها جوبيه تجاهه في لحظات معينة، وأيضاً النظر إلى خصمه، مؤكداً أن ما يسعى إليه هو إحداث «صحوة نفسية» سريعة لدى الفرنسيين لإقناعهم على غرار العالم بأن البلاد قابلة للإصلاح، وأنه لا بدّ من إزالة البيروقراطية المستشرية التي دفعت النظام الاجتماعي إلى الغرق. واقرّ جوبيه بضرورة الإصلاح، علماً أنه تعهد بصرف ٢٥٠ ألف موظف حكومي، لكنه رفض «تحطيم» النظام الاجتماعي القائم، في مقابل اعتماد إصلاحات «عميقة وذات صدقية»، مع الامتناع عن إلزام الموظفين الحكوميين بالعمل أكثر بلا مقابل «لأنه قرار مجحف». وبالتطرق إلى التراشق الكلامي خلال الأيام الماضية، ندد فيون بسوء تفسير جوبيه مواقفه في شأن الأسرة والمرأة التي جعلته يبدو بمثابة رجل من القرون الوسطى. لكن هذه التبريرات لم تقنع خصمه الذي اشتكى بدوره من اتهام خصمه إياه بأنه على صلة بأوساط سلفية، وإطلاقه عليه اسم «علي جوبيه» و «مفتي بوردو» نسبة إلى المدينة التي يرأس بلديتها. وظهر تباين بدا أيضاً في موضوع الهجرة، إذ أكد فيون أن الأجانب الراغبين بالإقامة في فرنسا يجب أن يستوعبوا ويحترموا إرثها الثقافي، فيما رأى جوبيه أن التعددية هي هوية فرنسا التي يملك مواطنوها جذوراً وأعراقاً مختلفة. واقرّ فيون بأن برنامجه أكثر صعوبة، مؤكداً عزمه على التخلص من نمط الفكر الواحد، فيما شدد جوبيه على أن الانقسامات الداخلية لا تلغي إمكان العمل على الإصلاح.

مشاركة :