خطط دفاعية متنوعة لقوات "البنيان المرصوص" لمواجهة داعش في سرت

  • 11/26/2016
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

مقاتلو الحكومة الليبية يضعون 3 تكتيكات رئيسية لإحباط هجمات داعش بالسيارات المفخخة في سرت وينجحون في استهدافها. العرب [نُشرفي2016/11/26] خسائر داعش تتزايد في سرت سرت- كشف مصدر من قوات عملية "البنيان المرصوص"، التابعة لحكومة الوفاق الليبية أنهم استطاعوا التصدي لهجمات "داعش" بالسيارات المفخخة في سرت، من خلال 3 تكتيكات رئيسية تتمثل في إقامة السواتر، وتجنب تجمع المقاتلين إلى جانب استهداف هذه العربات بالمدافع. وفي مايو الماضي، انطلقت عملية "البنيان المرصوص" بهدف إنهاء سيطرة التنظيم الإرهابي على المدينة النفطية منذ 2015. ومع حلول أوائل سبتمبر الماضي، تمكنت القوات الليبية المشاركة في العملية من استعادة معظم مناطق وأحياء سرت، وتركت تنظيم "داعش" محاصراً في مساحة محدودة فيها. علي بيوض، أحد مقاتلي تشكيل يتبع المجلس العسكري لمصراتة، والموالي للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، أصيب برصاصة في كتفه منذ أسابيع، ولكن هذا لم يمنعه من العودة إلى جبهة القتال. يقول بيوض (فضل عدم الكشف عن اسمه الحقيقي لأسباب أمنية) "داعش، نجح في أن يقتل عددا من مقاتلينا في الأسابيع الأولى من القتال من خلال استعمال (الدقمة)؛ وهي السيارات المفخخة التي يهاجمون بها مواقعنا". ويروي بيوض، "كيف كان مقاتلوهم يقفون عاجزين أمام هذه العربات المصفحة التي تخلف خسائر كبيرة في صفوفهم دون أن يعرفوا كيفية التعامل مع هذا الأسلوب الجديد الذي لم يألفوه". وأوضح المقاتل في إحدى كتائب "لواء المحجوب"، "كنا نراها تهجم علينا ولا نملك لها شيء، نطلق عليها الرصاص ولكن دون جدوى لأنها مصفحة، ثم تنفجر بيننا، وتخلف عددا كبيرا من القتلى". وتابع: "هذا هو الحال في الأسابيع الأولى ولكن منذ أن تقدمنا في سرت، أصبحنا نجيد التعامل مع "الدقمة"، بثلاث طرق: - أولا: أصبحنا نضع سواتر في كل الشوارع التي نسيطر عليها، وبالتالي السيارات المخففة لا تتجاوزها. - ثانيا: تجنبنا التجمع في مكان واحد، كي لا نستهدف. - ثالثا: صار لنا القدرة على التعرف على هذه السيارات بسرعة، واستهدافها بالمدفعية وتفجيرها، وهو ما قلل عدد ضحايانا في الآونة الأخيرة. محمد شنب، أحد قيادات "لواء المحجوب" اشتكى من قلة الدعم العسكري والطبي الذي تتلقاه قوات "البنيان المرصوص" من حكومة الوفاق، وكذلك الدول الداعمة للحرب على "داعش". وأوضح محمد شنب (فضل عدم الكشف عن اسمه الحقيقي لأسباب أمنية"لا ندري كيف نعالج جرحانا، ونعاني من شح كبير ومستمر في الذخيرة وفي الإمكانيات والمعدات العسكرية، نقاتل بما تبقى من ذخيرة وأسلحة حرب 2011". وأضاف شنب: "عدد كبير من الشباب يقاتلون بدون دروع واقية من الرصاص، الأمر الذي يزيد من عدد الضحايا، فضلا عن وفاة الكثيرين متأثرين بجراحهم لعدم توفر الإمكانيات الطبية اللازمة للإسعاف السريع". شنب، تحدث بعد أن قاد يوما داميا من المعارك في منطقة الجيزة البحرية من المحور الشرقي في سرت، فَقَد فيه أحد مقاتليه. وتابع: "سرت كان يراد لها أن تكون عاصمة أبو بكر البغدادي (زعيم داعش) بعد مدينة الرقة (معقل التنظيم شمالي شرق سوريا)، ونحن الآن نفند هذا الأمر". وفي هذا السياق، اعتبر شنب أن "أهمية سرت عند داعش، لا تقل عن مدينة الموصل (شمالي العراق)". "ليس هناك أي وجه للمقارنة بين الإمكانيات التي توجد لدينا في سرت، لمحاربة التنظيم، وبين ما يتوفر لمحاربة داعش، في سوريا والعراق"، قال شنب. وأشار القيادي في لواء المحجوب، إلى أن "في الموصل إمكانيات عسكرية غير محدودة، هناك تحالف دولي واسع وكبير، وأسلحة متطورة بكل الأنواع، وما لا يقل عن 100 ألف مقاتل، يواجهون حوالي 5 آلاف مقاتل من داعش". وبين قائلا "في حين هنا في سرت، عدد قواتنا المهاجمة لم يتجاوز 8 آلاف في ذروة الهجوم في الأسابيع الأولى، وفي المقابل كان هناك أكثر من ألفي مقاتل من التنظيم، مدججين بكل أنواع الأسلحة، ويتدربون منذ أكثر من سنة، عدد منهم من ذوي التجارب القتالية في سوريا والعراق". وحول الخسائر التي تكبدها داعش، لفت شنب، إلى أنه "في بدء المعارك؛ قدرنا عددهم مقاتلي التنظيم بأكثر من ألفي مقاتل، علمنا أن عددا منهم هرب جنوبا باتجاه الصحراء في الأيام الأولى من المعارك، هؤلاء يقدر عددهم بالمئات". وأضاف "لا ندري بدقة عدد القتلى في صفوفهم ولكن نقدرها بحوالي ألف و500 قتيل". وحول سبب عدم قدرتهم على تحديد عدد قتلى داعش بدقة، أوضح شنب: "في الأشهر الأولى من القتال لم نكن نجد جثثهم، كانوا حريصين على سحبها، لكن الآن يتركونها للانسحاب بسرعة ولقصر المسافات (بين الطرفين)". وتنحصر سيطرة "داعش" حاليا في رقعة صغيرة من الأرض قرب واجهة سرت على البحر المتوسط، وفي الآونة الأخيرة تتقدم قوات "البنيان المرصوص" بحذر أكبر في حي الجيزة البحرية في ظل دعم تقدمه الولايات المتحدة من خلال غارات جوية.

مشاركة :