عدن (اليمن) - وصل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي السبت الى عدن بعد سنة على مغادرتها قادما من العاصمة السعودية الرياض، بحسب مسؤول في الرئاسة اليمنية. بالتزامن، وصل المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد السبت إلى الرياض في إطار جولة تشمل أيضا صنعاء ومسقط من أجل العمل على استئناف مشاورات السلام بين الفرقاء اليمنيين. ومن المتوقع أن يعقّد سفر هادي من مهمة ولد الشيخ وسط هوة في العلاقة بين الجانبين بسبب خارطة طريق أممية تهمّش دور هادي المستقبلي وتمنح صلاحياته لنائب رئيس توافقي. وافاد المسؤول الرئاسي اليمني ان هادي المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية، وصل السبت الى المدينة الساحلية الجنوبية "في زيارة تستغرق اياما عدة"، يرافقه فيها عدد من الوزراء والمسؤولين. والزيارة هي الاولى لهادي الى عدن منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2015، وتأتي بعد زهاء شهرين من عودة رئيس الحكومة احمد بن دغر وعدد من الوزراء الى المدينة لمزاولة نشاط الحكومة التي تقيم خارج البلاد منذ تشرين الاول/اكتوبر 2015. وكان هادي انتقل الى عدن بعد فترة من سيطرة المتمردين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح على صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014، واعلنها عاصمة موقتة للبلاد. الا ان هادي غادر الى الرياض في آذار/مارس 2015، مع تقدم المتمردين نحو عدن، قبيل بدء التحالف عملياته في 26 من الشهر نفسه. وغادر المبعوث الأممي الرياض قبل نحو أسبوعين دون أن يلتقيه أي مسؤول حكومي يمني بسبب الخلاف حول خارطة الطريق. وترفض الحكومة الشرعية التعاطي مع الخارطة الأممية بنسختها الحالية بسبب "تهميشها" للرئيس هادي ونقل صلاحياته لنائب رئيس جديد. وإضافة إلى سفر هادي فإن وزير الخارجية ورئيس الوفد التفاوضي عبد الملك المخلافي غادر أيضًا إلى عدن برفقة رئيس الجمهورية، بحسب مصادر. وكان من المفترض أن يسري وفقًا لاتفاق مسقط الذي رعته الولايات المتحدة بين الحوثيين والتحالف العربي وقف الأعمال القتالية اعتبارًا من 17 نوفمبر/تشرين الثاني ليتم بعد ذلك استئناف مشاورات السلام أواخر الشهر نفسه على أساس خارطة الطريق الأممية. ولكن نظرا لغياب أي تمثيل للحكومة اليمنية عن تلك المشاورات التي جرت في مسقط فشلت خطة وقف إطلاق النار وتعرض الاتفاق للتعثر. ونص اتفاق مسقط على وقف إطلاق النار حتى انطلاق مشاورات سلام أواخر نوفمبر/تشرين الثاني لمناقشة خارطة الطريق الأممية وكذلك الاتفاق على حكومة وحدة وطنية في صنعاء قبيل نهاية العام الجاري. وتتضمن خارطة الطريق تعيين نائب لرئيس الجمهورية تؤول إليه صلاحيات الرئيس على أن يظل هادي رئيسا شرفيا حتى إجراء انتخابات رئاسية بعد عام من توقيع اتفاق سلام. كما ينص على تشكيل حكومة وفاق وطني وصولاً إلى إجراء انتخابات جديدة. ومكن التحالف القوات الموالية للحكومة من استعادة السيطرة على عدن واربع محافظات جنوبية صيف العام 2015، الا ان الوضع الامني فيها بقي هشا مع تنامي نفوذ المسلحين ومنهم جهاديون من تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية. وتبنى التنظيمان سلسلة هجمات وتفجيرات في عدن، استهدفت بمعظمها رموز الدولة السياسية والعسكرية.
مشاركة :