دمج الحشد الشّعبي بالجيش العراقي يفجر جدلا سياسيا ساخنا

  • 11/26/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد الساحة السياسية العراقية، جدلا واسعا، عقب موافقة البرلمان على دمج ميليشيات الحشد الشعبي في الجيش العراقي، في ظل مخاوف من دعم النفوذ الإيراني في العراق، وتأجيج الاحتقان الطائفي، واعتبر ائتلاف متحدون للإصلاح بزعامة نائب الرئيس العراقي، أسامة النجيفي، أن تصويت البرلمان العراقي على مشروع قانون الحشد الشعبي سيضر بالعملية السياسية. كان مجلس النّوّاب العراقي،  وافق اليوم السبت، على قانون دمج هيئة الحشد الشعبي بالجيش العراقي في غياب ممثلي اتحاد القوى العراقية غالبية سنية ، وبحضور غالبية أعضاء التحالف الوطني الشيعي ، وجاء التصويت بعد أن غيّر مجلس النواب تسمية قانون الحشد الشعبي إلى هيئة الحشد، بينما انسحب نواب تحالف القوى العراقية (الكتلة السنية) من الجلسة، فيما رفض ائتلاف الوطنية (بقيادة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي) التصويت على قانون الحشد، معتبرا أنه سيؤدي إلى تقسيم البلاد. وتمّ التّصويت برغم دعوة الأمانة العامّة لمجلس الوزراء، مجلس النّوّاب بإعادة المشروع إلى مجلس الوزراء، لغرض مراجعة ما يترتّب على المقترح من آثار مالية تستوجب بيان وجهة نظر الحكومة، بينما أبدى نوّاب التّحالف الوطني اعتراضهم على ذلك .. وينصّ القانون على تحويل هيئة الحشد الشعبي والقوات التابعة لها لتصبح تشكيلا يتمتع بالشخصية المعنوية، ويُعدّ جزءاً من القوات المسلحة العراقية ويرتبط بالقائد العام لتلك القوات. ويخضع هذا التشكيل ومنتسبوه للقوانين العسكرية النافذة من جميع النواحي. كما يتمتّع المنتسبون له بكافة الحقوق والامتيازات التي تكفلها القوانين العسكرية والقوانين الأخرى ذات العلاقة. وأوضح  المحلل السياسي العراقي، عبد الجبار المجيدي، أن موافقة البرلمان على دمج الحشد الشعبي الشيعي في الجيش العراقي، فجر أزمة  ساخنة في بغداد، باعتبار  أن القرار يضفي شرعية على ميليشيات تدين بالولاء لأجندات غير عراقية، نظرا لارتباط معظم مكونات الحشد بالدولة الإيرانية، فضلا عن تهديد  كيان الدولة العراقية في ظل وجود مشهد مرتبك يضم مؤسسات أمنية عراقية رسمية وأخرى موازية تتمتع بنفس حقوق القوات الرسمية .. وهناك مخاوف تستند إلى وقائع سابقة، سجدلت انتهاكات قام بها الحشد بحق المدنيين في المناطق المحررة. ومن جانبه كشف السياسي العراقي، المقيم بالقاهرة، بشير المرشدي، عن تأزم المشهد العراقي، عقب موافقة، وصفها بالـ المدبرة لمنح الشرعية لقوات الحشد الشعبي، دون تحديد محاذير تضبط عدم تجاوز قوات الحشد لمهام الجيش العراقي .. وأضاف : ان موافقة البرلمان تفتخ الباب أمام تشكيل قوات سنية مما يدفع العراق إلى مواجهات طائفية وحرب أهلية، وخاصة أن القرار اعتبر تشكيلات الحشد الشعبي كيانات قانونية تتمتع بالحقوق وتلتزم بالواجبات باعتبارها قوة رديفة ومساندة للقوات الأمنية العراقية ولها الحق في الحفاظ على هويتها وخصوصيتها!! وتخشى القوى السياسية السنية في العراق، من منح قوات الحشد، بموجب هذا القانون، حق استخدام القوة اللازمة والقيام بكل ما يلزم لردع التهديدات الأمنية والإرهابية التي يتعرض لها العراق وكذلك لتحرير المدن من الجماعات الإرهابية وحفظ أمنها والقضاء على تلك الجماعات الإرهابية وعلى كل من يتعاون معها وتحت أي مسمى كان، وهو تعبير مطاط قد يستهدف قوى وعشائر سنية. وأوضح البشير أن الحشد الشعبي  تأسس بناءً على نداء للجهاد، أطلقه زعيم أكبر المرجعيات الشيعية في العراق، آية الله علي السيستاني، عقب سيطرة تنظيم الدولة على مدينة الموصل عام 2014، وامتداده بعد ذلك إلى محافظة الأنبار ومدينة تكريت، وذلك خشيةً من متابعة التنظيم زحفه نحو العاصمة بغداد.واستجابة لنداء السيستاني تجمّع الآلاف من عناصر الميليشيات الشيعية، وشكّلوا الحشد الشعبي المعروف بولائه لإيران، وعدائه المذهبي للسنة، ورغم أنّ الحشد الشعبي تأسس  لهذا الهدف، إلّا أنّ عناصره بدؤوا يتصرفون من منطلق مذهبي مع السنة، وقاموا بمهاجمة بيوت ومحال أهل السنة في تكريت وديالا ومناطق أخرى، وأضرموا فيها النار، ونهبوا ممتلكاتها، وقتلوا واعتقلوا العديد منهم حسب اتهامات من أطراف عراقية عدة، كما ذكر تقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش، الحقوقية الدولية، في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، أنّ ممارسات بعض مجموعات الحشد الشعبي في مناطق السنة، ترقى لمستوى جرائم حرب. وحسب مخاوف القوى السياسية العراقية، فقد بسطت إيران نفوذها على الحشد الشعبي من خلال تقديم الدعم المادي والعسكري والاستخباراتي له، فالقنوات المقربة من الحشد الشعبي، لا تتوانى في نشر صور الإيراني، قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع لقوات الحرس الثوري الإيراني، مع قادة الكتائب الشيعية العراقية المنضوية تحت سقف الحشد الشعبي. وبشكل عام، ينظر أهل السنة لتصاعد قوة الحشد الشعبي، على أنه احتلال إيراني للعراق، وبالتوازي مع هذه النظرة، فإنّ بعض الميليشيات الشيعية العربية، تنتقد هذا التصاعد، وتصفه بأنه يهدف لتغييب الهوية العراقية العربية، وتشير هذه الميليشيات إلى أنّ تصاعد قوة الحشد الشعبي، من شأنه الإخلال بالاستقرار السياسي في البلاد. شارك هذا الموضوع: اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)

مشاركة :