قالت المعارضة السورية ووسائل إعلام مؤيدة للحكومة والمرصد السوري، إن الجيش السوري والقوات المتحالفة معه سيطروا على قطاع كبير في حي مهم بشرق حلب الخاضع للمعارضة اليوم السبت، لكن قتالا ضاريا للسيطرة على المنطقة السكنية لا يزال جاريا. وتقدم الجيش بهجوم بري وجوي على طرف القطاع الشرقي من المدينة، في خطوة تقول المعارضة، إنها تهدف إلى تقسيم شرق حلب إلى شطرين. وحلب التي كانت اكبر مدن سوريا قبل الحرب مقسمة بين قطاعين غربي يخضع لسيطرة الحكومة، بينما تسيطر المعارضة على الشرق الذي تقول الأمم المتحدة، إن ما يصل إلى 250 ألف شخص محاصرون داخله. والسيطرة على كل حلب سيكون انتصارا كبيرا لقوات الرئيس السوري بشار الأسد، بعد ستة أعوام ونصف من الحرب. وقال مصدر عسكري سوري والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها سيطرت على نحو 80 في المئة من حي هنانو على خط الجبهة الشمالي الشرقي من القطاع الخاضع للمعارضة. وبدأ هجوم جوي جديد على مناطق سكنية وأخرى على خط الجبهة في شرق حلب يوم الثلاثاء الماضي، بعد هدنة دامت أسابيع شهدت وقف الضربات الجوية والقصف. وقال ياسر اليوسف من المكتب السياسي لجماعة نور الدين زنكي، إن المعارضين خاضوا قتالا شرسا في الساعات الثماني والأربعين الماضية للدفاع عن هنانو والجبهة الجنوبية من شرق حلب في وجه قصف شديد من قبل الحكومة. وقال اليوسف، إن الحكومة تمكنت من التقدم إلى عدد من المواقع في المنطقة السكنية في هنانو، لكن قوات المعارضة تحاول استردادها. وقال المصدر العسكري السوري، إن الجيش يأمل في تأمين المنطقة بالكامل «خلال ساعات». وظهر صحفي من التلفزيون السوري الرسمي في بث مباشر من هنانو اليوم السبت، وقال، إن العملية التي يقوم بها الجيش السوري لتأمين المنطقة جارية. وأمكن سماع طلقات رصاص وظهرت خلفه أبنية مهدمة ودخان متصاعد. وقال مسؤول في الجبهة الشامية، وهي واحدة من أكبر الجماعات التي تقاتل الأسد في شمال سوريا ولها مقاتلين في هنانو، إن الحي يشهد معارك كر وفر، وإن الحكومة سيطرت على نحو نصف الحي. ويقول معارضون، إن أغلب هنانو خال من السكان منذ أشهر. وقال الإعلام السوري الرسمي، إن الجيش وفر ممرا آمنا لنحو 150 شخصا للخروج من هنانو، وأظهرت صور مجموعة من الناس داخل مركز استقبال قالت وسائل الإعلام، إنهم سكان تم إجلاؤهم. وقال المرصد، إنه في 12 يوما منذ تجدد القصف على حلب قتل 201 مدني على الأقل بينهم 27 طفلا في القطاع المحاصر. وقتل 134 مسلحا من المعارضة. ووثق المرصد وفاة 19 مدنيا بينهم 11 طفلا، إضافة إلى عشرات المصابين بسبب قصف المعارضة للقطاع الغربي من حلب الخاضع للحكومة. وأضاف المرصد، أن القصف الذي شنته المعارضة على حي الشيخ مقصود الخاضع لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء «سانا»، إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 15 آخرون اليوم السبت عندما أطلق مقاتلون من المعارضة صواريخ على القطاع الغربي من حلب الخاضع للحكومة.
مشاركة :