تحليل: أي مستقبل لكوبا بعد وفاة فيدل كاسترو؟

  • 11/27/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

هافانا - (أ ف ب): ما الذي سيحدث في كوبا بعد وفاة فيدل كاسترو؟ «جنازة ضخمة» يقول المواطن الكوبي العادي ساخرا ليقلل من أثر غياب أبي الثورة الكوبية عن البلاد. ويضيف دبلوماسي غربي أمضي سنوات طويلة في كوبا «إن الكوبيين دفنوا منذ فترة طويلة فيدل.. إنهم ينظرون إلى المستقبل، وبالنسبة إلى كثيرين منهم لم يعد فيدل إلا ذكرى مجيدة». وكان فيدل كاسترو انسحب من الحكم في 2006 لحساب شقيقه راؤول، لكنه احتفظ بتأثير معنوي كبير وخصوصا عبر عشرات «التأملات» التي كان ينشرها بانتظام في الصحافة الرسمية إلى أن بات ظهوره نادرا قبل عامين ونصف العام. وأكد ريكاردو ألاركون رئيس البرلمان الكوبي وأحد القادة التاريخيين للثورة في نهاية 2011 أنه «تتم استشارة فيدل في كل القرارات المهمة». من جهته اعتبر مايكل شيفر رئيس مركز الأبحاث الأمريكي «إنتر أمريكن ديالوغ» أنه «مع موت فيدل يفترض أن يشهد الوضع السياسي والاقتصادي انفتاحا. هذا سيخفف العبء عن راؤول. لن يعود قلقا من احتمال مخالفة شقيقه الأكبر، الشخصية الضخمة». ومنذ أزمته الصحية الخطرة في 2006، تغيرت صورة فيدل. فقد استبدل زيه الأخضر الأسطوري بلباس رياضي. ويعود آخر ظهور علني له إلى 13 أغسطس بمناسبة عيد ميلاده التسعين، إلى جانب شقيقه راؤول ورئيس فنزويلا نيكولاس مادورو حليفه الرئيسي في أمريكا اللاتينية. لكن الشخصية الأبوية للزعيم الأكبر، المهيب والمحترم في آن، تبقى حاضرة بقوة، وإن كان عمل طوال حياته على تفادي الشخصنة. فلا تماثيل له ولا صور ضخمة في الشوارع، حتى وإن غطت شعاراته الجدران ونشرت الصحف الرسمية يوميا عباراته الشهيرة. لم يعرف 80 بالمئة من الكوبيين زعيما سوى من يلقبونه «فيدل» و«القائد» و«القومندان». وفي أحاديثهم يشير الحذرون منه بتمرير اليد على الذقن في إشارة إلى لحية افتراضية ويخفضون أصواتهم. وقال المحلل السياسي الكوبي رفاييل هرنانديز مدير نشرية تيماس «إن معظم الكوبيين يرتبطون بعلاقة شخصية بفيدل. سواء من يدعمونه بالكامل أو من يختلفون معه، أو من يرون أنه سبب كل مشاكل كوبا». وكثيرا ما يؤكد كوبيون يغامرون بالخوض في السياسة مع أجانب «لست شيوعيا أنا فيداليا». ويرى المحلل السياسي أن «أمل التغيير سيزداد لدى معظم الكوبيين. ووفاة فيدل ستفتح بالتأكيد الباب على أكثر من نزاع ومواجهة بين من يمسكون بالسلطة. فالحكم الأعلى في كل نزاعات كوبا رحل. وسيكون لراؤول مزيد من هامش المناورة لكن الأمر نفسه ينطبق على خصومه السياسيين». وشكل التقارب التاريخي الذي بدأ في نهاية 2014 مع واشنطن، بداية نهاية الكاسترية وكذلك العداء الدائم لسياسة الولايات المتحدة. وأبدى أرتيرو لوبيز ليفي المتخصص في الشؤون الكوبية والباحث في جامعة تكساس، حذرا إزاء نفوذ راؤول الذي سبق أن أعلن أنه سينسحب من الحكم في 2018. وقال: «بعد وفاة فيدل، يتوقع أن تتسارع وتيرة الانفتاح على اقتصاد السوق وعملية اجتثاث القواعد الشيوعية الأكثر تكبيلا. وبدون كاريزما فيدل، لن تقوم سلطة الحزب الشيوعي الكوبي إلا على حسن الأداء الاقتصادي. وسيكون تأثير راؤول على وتيرة الإصلاحات وطبيعتها، محدودا». من جهته أكد الدبلوماسي الغربي أن مرحلة «ما بعد فيدل بدأت في 2006، المهم الآن ما بعد راؤول».

مشاركة :