أصبح من العادات اليومية للأطفال تناول الشيبس والفشار وغيرها من الأطعمة المملحة والتي تمد الطفل بكمية كبيرة من الملح أكثر من الحد المسموح به، والأخطر من ذلك أنها تشكل الذوق الغذائي للطفل فيصبح مائلاً للأطعمة المالحة عندما يكبر ومن المعلوم أن الملح يشكل خطورة على البالغين لأنه يتسبب في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ذكرت مجلة أكاديمية التغذية وداء السكري أن الأطفال بالولايات المتحدة يتناولون مقداراً يومياً من الملح يفوق الموصى به، وكذلك هي حال الأطفال في كثير من الدول الأخرى فهم يفضلون الأطعمة ذات المذاق عالي الملوحة، وهو ذوق غذائي يستمر مع الطفل، وباستخدام البيانات الغذائية المسجلة بين عامي 2011 و 2012، بحث العلماء في العادات الغذائية لعدد 2,142 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و18 عاماً ووجدوا أن معدل تناولهم للملح كان بمقدار 3.256 ملجرام يومياً من غير الكمية المضافة للطعام، بالرغم من أن الكمية اليومية الموصى بها للأطفال تتفاوت ما بين 1.900 و2.300 ملجرام بحسب عمر الطفل. تحليل البيانات يكشف أن 90% من أولئك الأطفال تتجاوز مقادير الملح الذي يتناولونه الحد الأعلى المسموح به، وهنالك أدلة سابقة تشير إلى أن 1 من بين كل 9 أطفال في الفئة العمرية من 8-17 مصابون بالفعل بحالة ارتفاع ضغط الدم، وينصح العلماء بأن تتم تغذية الطفل بنظام غذائي غني بالفواكه والخضروات الطازجة الخالية من الملح المضاف، كما يجب على الآباء قراءة الملصق الموجود على عبوة الطعام قبل شرائه للتعرف على كمية الملح به وتعتبر العبوة التي تحتوي على 140 ملجراماً من الصوديوم عبوة منخفضة الملوحة، وعند تناول الطعام بالمطاعم يمكن أيضاً اختيار الأطعمة قليلة الملح. ربما يجد البعض أن تطبيق ما سبق على الأطفال أمر في غاية الصعوبة وتلك حقيقة لأن الملح يعد الآن من أكبر التحديات التي تواجه من يودون تبني العادات الغذائية الصحية ولكن عندما يرتبط الأمر بالحفاظ على صحة الطفل عندما يكبر فإن ذلك يستحق العناء، والتقليل من كمية الملح لجميع الفئات العمرية أصبح شأناً صحياً عاماً، توصي به جميع الجهات الصحية.
مشاركة :