فندت «بائعة الشاي» جمانة البيان الصحفي الذي بثته أمانة المدينة المنورة أمس، واصفة إياه بالمفتقد للموضوعية والشفافية في الطرح، مؤكدة أن المسؤولين يوارون الحقيقة التي كان ينبغي أن يكونوا أكثر اعترافا بها، وقالت جمانة: إن محتوى بيان الأمانة ركيك بأسلوب «عفى عليه الزمن» وكان ينبغي عليهم أن يتحروا الدقة في بيانهم، وأضافت أن مراقبي الأمانة وبصحبتهم دورية أمنية جاءوا إلى موقعي حيث كانت لدي بسطة واحدة فقط تضم الشاي والذرة وبعض الحلويات حيث حاولوا بإزالة بسطتي ولم أسمح لهم بذلك إضافة إلى ذلك قلت لموظف الأمانة إنني راجعت أمانة المدينة المنورة وقالوا لي إنه من الإمكان استخراج تصريح لممارسة المهنة ورد علي مراقب الأمانة بـ تعرفي على الشخص الذي قال بالإمكان ذلك وسوف أفصله من عمله، وأضافت جمانة قائلة إن موظف البلدية هددها بجلب سجانة لها إن لم تغادر الموقع أو حتى إن رآها مرة أخرى في نفس الموقع، وأضافت أنه قال لها «الجريدة نكبتك وهي سبب ذهابك وراء الشمس وخلي الجريدة تنفعك» واستغربت جمانة أن تقوم الأمانة بتبرير موقفها ببيان لا يغني ولا يسمن من جوع بعد أن قاموا بفعلتهم التي أنكرها الجميع، وتساءلت جمانة ماذا عن الباعة الجائلين على طريق الهجرة والعزيزية وغيرها من الطرق التي تعج بالعمالة المخالفة لكل الأنظمة. وقدمت جمانة شكرها وامتنانها لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان على دعمها وتوفير ركن دائن لها بمهرجان السلام والحي التراثي بحديقة الملك فهد بالمدينة المنورة إضافة لذلك تقديم معونة مالية مقدمة من هيئة السياحة والتراث. أربعة أبناء وقالت جمانة: لدي من الأبناء أربعة بنات اثنتين منهم جامعيات واثنتين يدرسن في المرحلة الثانوية واثنين من الأولاد الذكور أحدهم في المرحلة الابتدائية والآخر في المرحلة الثانوية، وأشارت جمانة في حديثها إلى أنها العائلة الوحيدة لأبناها وبناتها بعد وفاة زوجها الذي كان يعمل موظفا في وزارة الصحة، موضحة أنها حملت عبئا ثقيلا خاصة بعد أن أصبحت أرملة، وقالت إنني اضطررت للعمل بداية في منزلي حيث أقوم بصنع الصوف المزخرف وبعض المأكولات إلا أنني لم أجد من ذلك دخلا ماديا يكفي لسد احتياجات أسرتي ومنزلي. حيث ذكرت بأنها مستأجرة لمنزل عبارة عن شقة يبلغ إيجارها السنوي ثلاثين ألف ريال وأنها تقوم بسداد مبلغ ألفين وخمس مائة ريال شهريا لمالك العقار، وكشف جمانة قائلة بأنها مستفيدة من الضمان الاجتماعي بمبلغ شهريا قدره ألفان وأربع مائة ريال ومبلغ ألف وتسع مائة ريال شهريا عبارة عن راتب تقاعدي لزوجها المتوفى ومبلغ خمس مائة ريال شهريا مقدم من جمعية تكافل. معونات شهرية وأوضحت جمانة: رغم ما يأتيني من معونات شهرية إلا أنها لا تكفي لسد احتياجات أسرتي وقيمة إيجار السكن والمواصلات وغيرها من لوازم الحياة المعيشية، وقالت: ليس بالعيب أن أعمل وأكفي حاجتي بل العيب في سؤالي للآخرين، مشيرة إلى أن لديها طاقة وحيوية تلزمها على استغلالها في العمل الشريف. وقالت أنا جمانة بائعة الشاي وأفتخر كوني امرأة سعودية وأعمل في شوارع وطني، موجهة لمن يقول إنه لا يوجد عمل بأن العمل موجود وينقصه العزم والهمة، وأشارت جمانة إلى أنها تلقت اتصالات عديدة من المدينة المنورة وخارجها من أنحاء المملكة من أشخاص قالوا إنهم مستعدون لتقديم المعونة والدعم بعربات متنقلة ومحلات مجهزة لممارسة مهنتها ووجهت جمانة الشكر والتقدير لكل من وقف معها وساندها في إيصال صوتها للمسؤولين وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الرئيس العام لهيئة السياحة والتراث. بيان الأمانة: لم يقم المراقبون برفع أي بسطة تخص المرأة وكانت الأمانة قد نشرت ردا على رواية جمانة إيضاحا أكدت فيه أن البلدية الفرعية المختصة بالمنطقة تقوم بجولاتها المستمرة على الباعة الجائلين لضبط ومنع المخالفات في هذا الشأن. وقد قامت الفرق الرقابية الميدانية ويرافقها الدوريات الأمنية بجولات رقابية على البسطات المخالفة وفق الأنظمة والتعليمات الصادرة من وزارة الشؤون البلدية والقروية. حيث تم رفع عدة بسطات مخالفة في المنطقة ومن ضمنها لبائعي مياه زمزم وبائعي الشاي على الجمر، وأثناء جولتهم تم رصد وجود بائعة للشاي على الجمر حيث وجد لها ثلاث بسطات: إحداها لبيع الشاي على الجمر وبسطة لبيع الذرة والأخرى لبيع مأكولات وحلويات مجهولة المصدر. وهذه المأكولات قد تسبب _ لا سمح الله _ في تسمم غذائي وضرر على المستهلكين، وقد أشعرت المرأة من قبل الفريق برفع تلك البسطات وأبدت تعاونها وتفهمها واستعدت برفعها ولم يقم المراقبون برفع أي بسطة تخص المرأة المشار إليها. آل الشيخ: البسطات العشوائية لا تخدم المرأة فيما أوضحت الأستاذة نورة آل الشيخ الباحثة الاجتماعية إلى أن على الجهات المختصة من باب المسؤولية الاجتماعية تخصيص أكشاك خاصة للسيدات إضافة إلى قروض ميسرة من جهات غير ربحية لعمل مثل هذه المشروعات تتكيف مع احتياجات المرأة لأن البسطات العشوائية لا تخدم المرأة، كونها تختلف عن الرجل، وقالت متسائلة: لماذا الجهات المختصة لا تبحث وتتحرك إلا عندما يتم النشر بالاعلام، مشيرة إلى أن تفعيل دور المصنع له دور إيجابي في توظيف المرأة، فضلا عن العمالة الوافدة وأوضحت إلى أن المرأة السعودية يجب دعمها ومساعدتها، مدللة بقولها وصية الرسول الكريم «رفقا بالقوارير». المحايري: عرضنا على جمانة برامج داعمة للتمكين الحرفي والتدريب على الإنتاج أوضح أحمد المحايري أمين عام وقف المنورة المالك لمؤسسة نماء التنموية، أنه تم التواصل مع بائعة الشاي وعرض عليها وبناتها عدة برامج داعمة للتمكين الحرفي والتدريب على الإنتاج المنتهية بالتمكين الاقتصادي، مشيرا إلى أنه تم تحديد موعد معهن لزيارة معامل المنورة ودراسة حالتهم وما يجيدونه ودورات منتهية بالتوظيف. من جانبه أشار عبدالله سعيد رئيس مجلس إدارة لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالمدينة، إلى أن بائعة الشاي وأبناءها هم أبناء لهذا الوطن واصفا إياهم بالمكافحين، وقال: إن مركز اللجنة سوف يقدم لهم الدعم والمساعدة لمشروعاتهن الصغيرة وتسهيل أمورهن بشأن ذلك مع الجهات المختصة.