إعداد: توفيق نصر الله - سامي التتر 2016/11/24 أوصى مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بإنشاء صندوق تنمية الرياضة، كما أوصى بتخصيص أندية دوري الدرجة الممتازة وتم تشكيل لجنة للإشراف على تنفيذ مراحل التخصيص. - ما توقعاتكم لانعكاسات هذه القرارات على واقع ومستقبل الرياضة في المملكة؟ وإلى أي مدى يمكن أن يسهم صندوق تنمية الرياضة في تأمين موارد نهضة رياضية شاملة؟ وما الإيجابيات المتوقعة من تخصيص أندية الدوري الممتاز؟ وما الصعوبات التي قد تواجه عملية تخصيص الأندية؟ المشاركون في القضية: - د. ماجد قاروب: المستشار السابق للاتحاد السعودي لكرة القدم واللجنة الأولمبية السعودية. وعضو اللجنة القانونية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ورئيس لجنة التطوير والعلاقات الدولية في الجمعية الدولية للتطوير الرياضي. وعضو مجلس إدارة لجنة القانون الرياضي في الاتحاد الدولي للمحامين. - د. مدني رحيمي: عضو شرف نادي الاتحاد. - جاسم الياقوت: عضو هيئة تطوير الرياضة في الاتحاد السعودي لكرة القدم ورئيس نادي القادسية الأسبق. - د. نجيب أبوعظمة: مرشح رئاسة الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم ورئيس نادي أحد الأسبق. - هشام مرسي: رئيس نادي الوحدة بمكة المكرمة. - المهندس إبراهيم القوبع: مدير مدينة الملك عبد الله الرياضية. - حمد الدبيخي: لاعب سابق وناقد ومحلل رياضي. - ماجد الحكير: رئيس نادي الرياض سابقاً وعضو اتحاد الكرة. - عادل عصام الدين: الإعلامي الرياضي والمشرف على المركز الإعلامي بنادي الاتحاد. - أحمد صالح حلبي: كاتب صحفي. - محمد البكيري: كاتب رياضي ورئيس تحرير صحيفة النادي الرياضية. ------- نقلة نوعية لا يخفي ماجد الحكير فرحته الكبيرة بالقرار الحيوي الأخير، وإن كان تفاؤله شبه اليقيني مشروطاً.. يقول بإيجاز رشيق تتلاحق فيه الجُمَل القصيرة الحاسمة: هذا القرار تاريخي كنا في انتظاره من زمان وكان مخططاً له من السابق والآن أصبح من ضمن رؤية 2030، ولا شك أنه قرار صائب وسيكون له مردود إيجابي كبير خاصة إذا قامت كل الأطراف بأدوارها على الوجه المطلوب، لأن الرياضه اليوم ليست كرة قدم فقط وإنما هي صناعة نأمل أن تكون رافداً لاقتصاد الوطن وفرصة ثمينة لتوظيف الشباب، تماماً كما هو حاصل في جميع دول العالم، وسنشاهد إن شاء الله أندية محترفة بالشكل الصحيح بإدارة احترافية واستثمارية تعود بالخير على الوطن وأبنائه ونلمس نتائجها قريباً. نهضة شاملة أما المهندس إبراهيم القوبع فيرى أن القرار التاريخي جاء في سياق جملة من القرارات المفصلية النابعة من رؤية عميقة تتسم بالجرأة والثقة.. يقول: هذه القرارات هي جزء من حزمة قرارات كبيرة جداً شهدتها المملكة العربية السعودية بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد من أجل نهضة المملكة في جميع القطاعات ومن ضمنها القطاع الرياضي فإنشاء الصندوق الرياضي يعتبر حلاً كبيراً جداً للكثير من المعوقات والمشاكل التي تواجه الأندية ونقلة في اتجاه الاستثمار الرياضي ودعم الأندية والقطاع الرياضي كي يصبح منافساً؛ لأن المال كما هو معلوم هو عصب الحياة والطريقة التي سيدار فيها الصندوق ستكون مختلفة عما هو معهود فهو لن يكون صندوق مِنح وإنما صندوق إقراض يستطيع أن يستفيد منه المميزون الاستثماريون في الأندية والقطاعات الرياضية. ويضيف القوبع: لا شك أن صندوق تنمية الرياضه سوف يكون له تأثير كبير جداً كما ذكر سمو الرئيس العام لهيئة الرياضة خاصة أنه سيحظى بدعم حكومي كما سمعنا، وأنه باستطاعة الأندية بناء ملاعب خاصة بها وبناء الملاعب في حد ذاته استثمار كبير جداً للأندية لأن مداخيل هذه الملاعب إذا كانت في داخل الأندية فستعود بنسبة 100 % لصالح هذه الأندية بخلاف ما هو حاصل حالياً، حيث تستقطع أجزاء من الدخل للهيئة العامة للرياضة ولصناديق الاتحاد، فهذه الأمور كلها ستكون مخصصة للأندية، حيث تستطيع أن تتحكم في أسعار تذاكرها وتستطيع أن تبني غرفاً لكبار الشخصيات بعدد كبير فالاستثمار سيكون متنوعاً جداً والمداخيل والعوائد ستكون كبيرة تساعد الأندية في إعادة الاقتراض إذا كان هناك مديرو استثمار جيدون يستطيعون استغلال هذه الأموال بطريقة جيدة لمصلحة إعادة تقديم أموال أخرى أكبر للأندية، وهذه تعني وجود لاعبين جيدين وتعني تطويراً أفضل وتعني أموراً أخرى كثيرة جداً؛ فأتوقع أنه ستحدث نقلة نوعية كبيرة على مستوى الأندية التي تملك مديرين استثماريين جيدين. التدرج الضروري ينطلق حمد الدبيخي من نقطة جوهرية لمسها في القرار ويشرحها بقوله: العالم يمر بمتغيرات وفي كل فترة تحتاج إلى أن تراجع واقعك لتعرف ماذا يحتاج وتطوره بالأدوات التي أنت تملكها، فكرة القدم الآن سيتم تحويلها إلى خصخصة وقد سبقتها دراسات أعدت من قبل مسؤولين، ونحن نعرف أنه قبل ثلاث أو أربع سنوات جاءت شركات أعتقد من بريطانيا وأجرت دراسات شاملة عن كرة القدم.. وموافقة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية على إنشاء صندوق تنمية الرياضة جاءت وفق رؤية مهمة جداً من خلال دراسة قدمتها الهيئة العامة للرياضة وهي بحاجة إلى بيئة خصبة أول شروطها أن يفهم الشارع الرياضي أهمية الخصخصة ودورها في إحداث نقلة نوعية نحو عمل احترافي شامل، فنحن نعلم الآن أن الاحتراف أحد مسببات تراجع الكرة السعودية لأنه أعطى بعداً كبيراً جداً للاعبين على حساب الأندية وعندما تأتي الخصخصة لا شك أن لها مميزات إيجابية كثيرة منها القضاء على الفساد المالي الموجود في الأندية الذي أدى إلى معاناة جميع الأندية الآن من الديون، أما العامل الثاني فهو أنه ستكون هناك معايير مقننة فنية وإدارية ونفسية وطبية لاختيار اللاعبين ولاختيار الوضع العام لكرة القدم.. الجميل جداً أيضاً في الموضوع أننا سننتقل إلى خصخصة متدرجة وليست شاملة ستبدأ في أندية لديها مقومات نجاح بالنسبة للخصخصة، وأنا أعتقد أن النجاح محدد الآن في الأندية الكبيرة إذا استثنينا منها نادي الاتحاد؛ لأن عليه ديوناً كبيرة فالخصخصة ستبدأ في أندية الهلال والنصر والأهلي؛ لأن هذه الأندية لديها مقومات للنجاح وإذا نجحت هذه الأندية وأنا أراهن على نجاحها، لأن لديها مقومات النجاح من إعلام وجماهير وسمعة كبيرة فستكون مفتاحاً لأندية أخرى خلال سنوات قليلة. فهي لن تبدأ على جميع الأندية كي لا تفشل وستكون نقلة نوعية للكرة السعودية كي تتحول من هواية إلى صناعة حتى الرئيس والإداريون وأعضاء مجلس الإدارة كلهم سيكون عملهم احترافياً لأن الأندية الآن فيها خصخصة أخذ وعطاء لك وعليك.. وأنا متفائل بأنها ستعمل قفزة نوعية على مستوى كرة القدم. بداية لم تكتمل يعيدنا د.مدني رحيمي إلى الوراء وتحديداً إلى ما قبل ربع قرن من الزمان تقريباً، حيث بدأنا – كما قال - بتطبيق احتراف اللاعبين في عام 1993م وفي عام 1994 كنا في كأس العالم فأنت بدأت باللاعبين لكنك نسيت تكملة الاحتراف والآن أصبح الاحتراف صناعة تحتاج إلى كل الناس وإلى كل الأجهزة الموجودة لديك بحيث تكون محترفة كالمسؤولين في الأندية بحيث تعمل بوظائف يكون فيها دخل ثابت من خلال خصخصة الأندية بحيث تستطيع أن تحضر لاعبين سعوديين وحتى غير سعوديين؛ لأنه ستصبح هناك دخولات للأندية، والأندية في الخصخصة لن تصرف أي مبلغ لأي مشروع إلا بعد دراسة مردوده المالي؛ لأن الأمور أصبحت مكشوفة بعد أن تغيرت الصورة وبالتالي سيتغير أداء العمل؛ لأنك عندما تأخذ ميزانية أو مبلغاً للعبة أو لإحضار لاعب كله محسوب ومدروس: ما المردود وما مدى الاستفادة منه؟ فأي شخص لا تستفيد منه ستصرفه مثلك مثل أي شركة أخرى بينما في السابق كنت تُحْضر لاعباً وتخسر يكلفك الملايين والاتحاد الدولي يطالبك وهذا يطالبك ولا أحد يحاسبك أو يسألك وفي النهاية تتراكم الديون التي تزيد في بعض الأحيان عن أربعمائة مليون ريال وتجد الأندية كلها مدينة بسبب سوء الإدارة وعدم وجود المحاسبة.. لكن في ظل التحول للخصخصة سيصبح هناك محاسبة على كل شيء حتى عندما تحضر لاعبين أو تبيع لاعبين لا بد أن تعرف المردود المالي من وراء ذلك ولماذا أقدمت على هذه الخطوة؟ لم يعد البطر الذي كان موجوداً في السابق بأن تعمل ما شئت ولا يوجد من يحاسبك.. الآن ستصبح هناك محاسبة ودقة في الإنتاجية، وكل واحد سيعرف أنه لا يستطيع أن يعمل كما يريد لأن النادي أصبح شركة والناس وضعوا فيه فلوسهم ويريدون أن يسترجعوا ما دفعوه لذا أعتقد أن الاستفادة النوعية ستكون في كل شيء ومستوى الكرة سيرتفع ومستوى اللاعب السعودي سيرتفع لأنك ستخطط لكل شيء للاعبين وللمدرب ولكل الأمور، كما أن الناس الذين سيديرون الأندية سيكونون على مستوى علمي عالٍ وخبرة رفيعة وحينها سنعود بالكرة السعودية كأبطال في آسيا وسيكون عَلَمُنا دائماً في كأس العالم بإذن الله. ما بعد الهواية يجزم هشام مرسي بأن هذا القرار مفصلي وأنه سوف يقسم الرياضة لدينا لمرحلتين مرحلة الهواية ما قبل القرار ومرحلة التخصص ما بعد القرار وسيكون الرابح الأكبر هم شباب هذا الوطن وستنتقل رياضتنا نقلة نوعية سيظهر أثرها خلال السنوات المقبلة. ويستدرك: طبعاً الجميع يعلمون ما تمر به الأندية من ضائقات مالية بخلاف شح الموارد واعتمادها على ما تقدمه هيئة الرياضة والاتحاد السعودي من معونات إضافة إلى الهبات البسيطة التي تأتي أحياناً وبصورة غير ثابتة من أعضاء الشرف فمثل هذا القرار سيجعل العمل ذا طابع مؤسسي وربحي، ما يجعل الموارد ثابتة والدخل مميزاً الأمر الذي سيرتقي بالنادي بشكل عام. دعم حاسم يستهل عادل عصام الدين مداخلته بملاحظة موضوعية، حيث يشير علماء وخبراء الرياضة إلى أن إمكانات الرياضة تنقسم إلى: أولاً: الإمكانات التمويلية. ثانياً: الإمكانات المادية. ثالثاً: الإمكانات البشرية. وحيث إن هذا الصندوق يعد دعامة كبيرة وعاملاً مهماً في دعم الجانب التمويلي، وعلى اعتبار أن الرياضة التنافسية في بلادنا تعاني الأمرين في هذا الجانب تحديداً فإن من المتوقع أن يكون التمويل عبر الصندوق عاملاً مساعداً يسهم في نهوض الأندية. أما الإمكانات المادية فالمقصود بها المنشآت والأدوات والأجهزة وكل ما يمكن أن يساعد على تسهيل ممارسة الرياضيين لهواياتهم ومن ثم تطوير قدراتهم ومستوياتهم الأمر الذي يؤدي إلى تطوير الأداء وخوض الاحتراف ليس في لعبة كرة القدم فحسب، بل في كل الألعاب خاصة تلك التي تحظى باهتمام كبير على الصعيد الأولمبي. ولا شك أن الإمكانات البشرية والمقصود بها اللاعب والإداري والمدرب والحكم والأخصائيون وحتى الإعلامي فإنها لا يمكن أن تتحسن وتمضي قدماً للأمام ما لم يحدث التقدم المطلوب في الإمكانات التمويلية أولاً والإمكانات المادية ثانياً، والأخيرة تعتمد اعتماداً كبيراً على التمويل. فوائد ومحاذير تمتاز رؤية أحمد صالح حلبي بالإطلالة على السلبيات الممكن ظهورها.. ويشرح ذلك قائلاً: لكل قرار حديث يُتخذ إيجابيات وسلبيات، وينبغي أولاً أن ننظر لسلبيات القرار وما إذا كانت ستؤثر على الرياضة السعودية أم لا، وهذه الحقيقة التي ينبغي الاعتراف بها، ومن ثم نتحدث عن الإيجابيات ونتائجها. وأولى سلبيات القرار توقعات مؤكدة بإحجام الجماهير عن دعم وتشجيع أندية الدرجة الأولى والثانية، وتوجههم صوب أندية الدوري الممتاز التي ستسعى للتعاقد مع النجوم العالميين بهدف كسب البطولات، ما سيؤدي لتقلص أندية الدرجات الأولى والثانية خاصة بالمدن والمحافظات لغياب المستثمرين عنها، ولجوء الرياضيين من أبناء المدن الصغرى والمحافظات للهجرة إلى المدن الكبرى للاستفادة من الإمكانات المتوافرة لتنمية مواهبهم وقدراتهم، والحصول على عقود عالية. أما إيجابيات القرار فأبرزها إفساح المجال أمام الرياضيين للاستثمار، والقضاء على أسلوب التسول الذي كان يقوم به رئيس النادي بين أعضاء الشرف، والسعي للاستفادة من الكوادر الشابة وتبنيها، ما سينعكس إيجاباً على المنتخبات عامة. وبينما يضع هشام مرسي أهم الفوائد بالحصول على الموارد المالية الثابتة والقادرة على الدفع بعجلة النادي نحو التميز، فإنه يرى قلة الخبرة في البدايات على رأس العقبات، وأيضاً القيمة السوقية للمنشآت ومنتوجات النادي وإن كان يتوقع أن يتم تجاوزها بعد عدد من السنين من التخصيص. قهر الصعوبات في رأي الدبيخي أن أهم الصعوبات التي تواجهنا الآن كيف سيكون وضع الأندية؟ هل هي ملكية خاصة أو تأجير عن طريق الحكومة؟ هل ستكون الخصخصة لكل الأندية مع العلم بأن لدينا أندية عليها ديون كبيرة كنادي الاتحاد؟ فبالتأكيد لن يأتي مستثمرون للاستثمار في أندية مدينة فالسلبيات ستكون موجودة والعمل لن يخلو من السلبيات، لكن يمكن القضاء عليها من خلال أدوات متعددة إتاحتها الهيئة لتسهم في إنجاح الخصخصة لأنها ترى أنه مشروع ناجح سيعمل طفرة فنية فالكفاءات مثلاً ستأتيك؛ فبدلاً من أن نرى إداريين متطوعين سينتقل العمل إلى عمل احترافي.. ويضيف: طبعاً العمل لن يخلو من السلبيات التي ستستفيد من تجربتها الأندية التي لم تبدأ بالخصخصة باجتناب السلبيات التي ظهرت في الأندية الثلاثة التي سيتم البدء في تخصيصها.. ويختم الدبيخي بقوله: إذا نجحنا بنسبة 80 % فإن المشروع يعتبر ناجحاً. ضعف البنية التحتية يتصدر الصعوبات التي تواجه التخصيص- في تقدير عصام الدين - تواضع البنية التحتية ويخص منها بالذكر الإمكانات المادية أي: المنشآت والأدوات المساعدة. ويواصل: ثمة نقطة أخرى جديرة بالاهتمام تتمثل في ضعف وتواضع الممارسة، حيث إن رياضة الأندية والمعتمدة على المنافسة لا يمكن أن تقوم لها قائمة دون توسيع قاعدة الممارسة وهذا لن يتأتى إلا من خلال الممارسة الشعبية للعب قبل اللعبة، وهذه ليست مسؤولية المؤسسة الرياضية وحدها، بل لا بد من دعم الأسرة والتربية والتعليم وأمانات المدن والشركات ومؤسسات الدولة المختلفة. إن نشر وعي الممارسة يوجد قاعدة كبيرة تساعد الأندية على الاكتشاف ومن ثم الاختيار وتبني المواهب واحتضانها... وبعد ذلك تسهل صناعة الأبطال. طبيعة المشترين هنا يضع د.رحيمي إصبعه على نقطة لا تقل أهمية عن كل ما سبق.. وهي تتعلق بهوية المشترين ويفصلها بقوله: الصعوبات ستكون الإشكالية في التعيين والشركات التي ستتقدم لشراء الأندية، إذ لا بد أن تكون هناك دراسة عالية المستوى للناس الذين سيتقدمون لشراء الأندية لمعرفه تاريخهم وخططهم والاستثمار الذي سيقومون به والمبلغ الذي سيدفعونه لأن هذا المشروع أصبح وطنياً ويجب أن لا تعطيه لكل من تقدم أو لأنه ولد فلان؛ لأنك إن تساهلت وفرطت في ذلك سيقوم المستثمر الذي تساهلت معه بالاستثمار وفي النهاية يأخذ حقه ويبقى النادي متهالكاً وهذه الأمور ستعيق عملية الخصخصة إذا تركنا الحبل على الغارب، فلا بد أن تكون هناك دراسة وشفافية للمتقدمين لشراء الأندية وعدم المجاملة لأحد بحيث تدرس كل النقاط بعناية لأن المجاملة تعني القضاء على الرياضة والإطاحة بالأندية وبالكرة السعودية والعكس هو الصحيح، فلا بد من الاختيار الصحيح لمن يريد أن يستثمر في الأندية. هواة الربح السريع وقريباً مما سلف يقف حلبي.. حيث يشير إلى أن كل عمل جديد سيواجه جملة من الصعوبات، وأبرز الصعوبات التي ستواجه تخصيص الأندية دخول رجال المال والأعمال للمجال الرياضي بحثاً عن الكسب المالي السريع، لا البناء الجيد، وإن اعتمدت الأندية في تخصيصها على أصحاب المال فلا نتائج إيجابية نتوقعها، وقد يأتي اليوم الذي لا يتجاوز عدد الأندية أصابع اليد الواحدة. وفي ما يخص صندوق التنمية الرياضية يقول: قد يستفيد الرياضيون عامة من هذا الصندوق إن وضعت له برامج عملية جيدة تعتمد على الاهتمام بالكوادر ودعمها وتشجيعها. وإن سار الصندوق على نهج صناديق التنمية التي تعاملنا معها سنوات، عبر إجراءات بيروقراطية، فلن يكتب له النجاح المأمول، وينبغي أن يسعى الصندوق للعمل على دعم وتشجيع أندية الدرجات الأولى والثانية والثالثة، فهي التي تشكل مفرخه أندية الممتاز، وإن هجرها الصندوق فقد تندثر هذه الأندية الواحد تلو الآخر. فهم الأندية للخصخصة ونختم بوجهة نظر المهندس القوبع، الذي يضع الكرة في مرمى الأندية نفسها.. يقول: التخصيص كلمة كبيرة جداً إذا تم البدء في تخصيص الأندية بالأسلوب العالمي فالمفروض بالأندية أن تبدأ بالبحث عن أفضل مديري الاستثمار على المستوى العالمي، فكما تحرص الأندية على البحث عن لاعب أجنبي ممتاز عليها الآن أن تبدأ بالبحث عن المميزين عالمياً في مجال الاستثمار وخصخصة الأندية لأن هؤلاء المميزين جداً مهما دفعت لهم من مبالغ يستطيعون إعادة أكبر مبالغ ممكنة لمصلحة الأندية التي تخصص وتكون امتداداً للصندوق الرياضي، فالصندوق الرياضي ما هو إلا خطوة بسيطة لمساعدة التخصيص والاستثمار لكن الاستثمار أساساً لا بد أن يكون نابعاً من الأندية نفسها وفكرها الاستثماري. وعليه فإن أهم الصعوبات تكمن حسب رأيه في عدم فهم الناس خاصة القائمين على الأندية لمفهوم التخصيص فأهم صعوبة ستواجههم إذا لم يكن هناك قائمون على التخصيص بكفاءة فكرة التخصيص لأنهم قد يأخذون التخصيص كمسمى كأنه الدخل بدون الفكر مع أن هناك التزامات وهناك أسساً علمية للتخصيص وهناك موارد يجب أن تستغل بطريقة جيدة. --------- فرصة لرجال الأعمال وبسؤالنا لمحمد البكيري، عما إذا كانت هذه القرارات ستحقق الغاية المنشودة منها، بإعادة هيكلة القطاع الرياضي في بلادنا، أجابنا قائلاً: إن إنشاء صندوق تنمية الرياضة، وتخصيص أندية الدوري الممتاز، وتشكيل لجنة للإشراف على تنفيذ مراحل التخصيص، كل هذه القرارات جاءت كمنظومة متكاملة لعمل تكاملي، فخصخصة الأندية تخدم مشروع صندوق تنمية الرياضة، وهذا الصندوق من شأنه أن يخدم قطاعات رياضية وشبابية متعددة، منها الألعاب المختلفة، وأندية الهواة، وأندية الأحياء، وغيرها من الأنشطة الرياضية المختلفة، وهذه جزئية مهمة جداً في تدوير مال هذا الصندوق، حتى لا يقال إن الدولة باعت الأندية واستعادت الأموال، والصحيح هنا، أن الدولة أتاحت لرجال الأعمال فرصة شراء هذه الأندية، ومن ثم سيتم تحويل مبالغ شراء هذه الأندية مباشرة إلى صندوق تنمية الرياضة؛ ليتم استثمارها في هذا الصندوق، وبالتالي لن تكون هذه الأندية مدعومة من الدولة، وإنما من خلال هذا الصندوق، وهذه خطوة جبارة ومشهودة. -------- التخلص من الفوضى وبسؤالنا لجاسم الياقوت، عن فوائد وإيجابيات تخصيص أندية الدوري الممتاز، أجابنا قائلاً: هذا الأمر حساس وخطير للغاية، لعدة أمور أهمها، أن جميع الأندية تعاني من الديون، وتعاني أيضاً من العشوائية في إدارتها، إذ إن جميع إدارات الأندية تدار بعشوائية كبيرة. هذه العشوائية تتضح معالمها بشكل جلي في تغيير عدد مهول من اللاعبين والمدربين في كل موسم ومن قبل جميع الأندية، وبالتالي هذا الهدر المالي الكبير والخطير على الرياضة، يؤكد حالة العشوائية وعدم الاحترافية في الإدارة الرياضية – إن صح التعبير-، لذلك لا بد من تحويل الأندية إلى مؤسسات تجارية قانونية، تعمل وفق أسس الربح والخسارة، إما كشركات مقفلة أو مساهمة، أو عامة في سوق المال؛ حتى يمكن للمستثمرين الإقبال عليها، فالمستثمر اليوم يرغب في الاستثمار في شركة تدر عليه الأرباح، فإذا لم نستطع أن نصل بإدارات أنديتنا إلى هذه الدرجة الاحترافية، بحيث تصبح هذه الأندية جاهزة للاستثمار فيها، حينها سيظل الأمر فيه خطورة كبيرة. -------- بداية مبكرة وعند سؤالنا ل د.ماجد قاروب، عمن يعود إليه الفضل – بعد الله تعالى – في اتخاذ هذه القرارات، وعما ستؤول إليه في واقع رياضتنا؟، أجابنا قائلاً: لتغيير واقع وأسس ومعطيات الرياضة في بلادنا وتحويلها بصورة جذرية إلى واقع أفضل، لا بد أن نسجل للأمانة والتاريخ، أن من بدأ هذه الرؤية هو الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب آنذاك، ومن تمسك بها وأطلقها ودعمها وشكل لها لجنة خاصة، هو الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز. هذه اللجنة التي شكلها، كانت تضم شخصيات ذات وزن اقتصادي واجتماعي وإداري مهم، بدليل أن معظم أعضائها أصبحوا في مراكز قيادية في أركان الدولة، ومنهم رئيس اللجنة الأمير عبدالله بن مساعد، الذي أصبح فيما بعد الرئيس العام لرعاية الشباب، ومن ثم تحول مسماها للهيئة العامة للرياضة. هذه الرؤية لهيئة المجلس الاقتصادي في هذا القرار التاريخي، فيها تأكيد على رؤية جديدة لواقع الشباب والرياضة في بلادنا، فإنشاء صندوق لتنمية الرياضة الشاملة، بتخصيص 20 مليار ريال لهذا الصندوق، سنرى بلا شك من خلاله ما هو أفضل لرياضة الوطن في المستقبل القريب بإذن الله تعالى، لأن هذا ما نفتقر إليه، فأنديتنا الرياضية بوضعها الحالي، ضعيفة من الناحية الإدارية والمالية، وانعكاسها سلبي على الناحية الرياضية، خصوصاً فيما يتعلق بالاهتمام بالألعاب المختلفة، بعد أن حصرت اهتمامها بكرة القدم فقط. هذا الضعف الإداري والمالي، أدى إلى وجود إدارات عشوائية في مختلف الرياضات، بما فيها رياضة كرة القدم، وكان نتاج هذا، الواقع الذي تعيشه الأندية والاتحادات الرياضية المختلفة اليوم، والذي أفضى بنا إلى التأخر في الترتيب على المستوى العربي والآسيوي والدولي في جميع الألعاب. لذلك نحن في حاجة إلى استقطاب الأموال، وإلى استقطاب الإدارات المحترفة، حتى نستطيع أن نتعامل بشكل اقتصادي مالي إداري محترف، لإعادة تأسيس الرياضة السعودية وفق أسس صحيحة وسليمة. --------- الرياضة مصدر للدخل وبسؤالنا ل د.نجيب أبوعظمة، عن مدى ما يمكن أن يسهم به صندوق تنمية الرياضة في تأمين موارد نهضة رياضية شاملة، أجابنا قائلاً: برأيي أنه سيثمر بشكل كبير في تأمين نهضة رياضية شاملة من خلال التنافس الفعلي بين الأندية، فبعد أن كانت تتكفل الدولة بالصرف على أندية الدوري الممتاز، ستصبح هذه الأندية تمثل مصدر دخل ترتبط قيمته بجودة المنتج المتمثل بتصاعد مستوى العطاء بالتخطيط والتنفيذ، فكلما ارتفع الحصاد، ارتفعت قيمة النادي، وكلما زادت الخدمات والتسهيلات، ارتفعت أيضاً قيمة النادي. كما نجد أن تخصيص أندية الممتاز، سيسهم في تخفيف الصرف من قبل الدولة على الرياضة، بل سيسهم في توفير الدعم لبقية الأندية من خلال صندوق تنمية الرياضة، أي أن هذه المبادرة وبشكل مختصر، ستسهم في تخفيف أعباء الدولة في هذا الجانب، وستعطي فرصة لتتحول الرياضة لصناعة ومصدر دخل، ولتتمكن الرياضة من الدعم الذاتي، بل قد تصبح مصدر دخل واستقطاب لبعض القوى البشرية. وعند سؤالنا ل د.أبوعظمة، عن الصعوبات التي قد تواجه عملية تخصيص أندية الدوري الممتاز، وأهم الفوائد والإيجابيات المتوقعة جراء هذا التخصيص، أجابنا قائلاً: من أبرز الصعوبات، بل التحديات التي ستواجه عملية تخصيص الأندية، أن بعض الأندية سيتم تخصيصها لتهتم بلعبة بعينها، أو بنشاط بعينة، فالخصخصة غير التخصيص، كون الخصخصة تعنى بالبعد التجاري، بينما التخصيص يعنى بنوع النشاط، ولعل وضع الضوابط يمثل أهمية قصوى خاصة فيما يتعلق بتقنينها، وإن كان هذا التقنين ليس مستحيلاً. الإشكالية هنا قد تكمن في التسرع، وعدم حساب العواقب عندما يفتقر التنفيذ للدقة، نتيجة غياب الإستراتيجيات، واعتماد العشوائية في كثير من الحالات، وإحلال مبدأ الثقة ليتقدم على الكفاءة. ويمكن لي أن ألخص الفوائد والإيجابيات المتوقعة من تخصيص أندية الدوري الممتاز، في نقاط هي: - اعتماد التخطيط وجودة التنفيذ. - استقطاب الكفاءات الفعلية. - تحجيم دور هذا ابن خال وذاك ولد عّم، أي التخلص من المحسوبية القائمة حالياً في الأندية، كون الأمر تحول لصناعة وتجارة، وبالتالي تتجه المقاييس للإنتاجية والرقابة والحرص. عند سؤالنا ل د.نجيب أبوعظمة، عن توقعاته لانعكاسات هذه القرارات على واقع ومستقبل الرياضة في بلادنا، أجابنا قائلاً: من المهم جداً أن ندرك أن نجاح وتحقيق أهداف إستراتيجية الرؤية 2030، يتطلب وجود مبادرات، منها المشاريع والبرامج التطبيقية، وإنشاء صندوق تنمية الرياضة، وخصخصة بعض الأندية، وهذه الرؤية تمثل رافدين. الرافد الأول: أن بيع الأندية لتصبح خاصة، سيوفر سيولة لدعم الصندوق، الأمر الذي يعني أننا بدل أن نستنزف مداخيل الدولة، قمنا ببيع الأندية «أندية الممتاز»؛ لتستخدم مداخيلها للصرف على الرياضات وأنشطتها في بقية الأندية، وعموم الرياضات التابعة للجنة الأولمبية السعودية، والأندية الرياضية، والرياضة بشكل عام. الرافد الثاني: إدخال القطاع الخاص وأصحاب رؤوس الأموال للاستثمار في مجال حيوي كبير ممثلاً في «الرياضة»، ما يعني فتح الباب لتوسيع وزيادة عدد ونوعية المستفيدين من الأندية الرياضية، وبالتالي توفير فرص عمل لعدد من الأفراد قدرت ب 400 فرصة عمل، وأعتقد شخصياً أن فرص العمل قد تكون أضعاف هذا العدد، وبالتالي هذا القرار سيكون له آثار إيجابية عدة، ألخص أبرزها في نقاط: - تحول القطاع الرياضي لصناعة ومصدر دخل. - حماية الأندية من بعض التصرفات غير المسؤولة والهدر المالي، جراء إسناد الشأن الرياضي لغير أهله. - ارتفاع مستوى الحرص من خلال صناعة الرياضة، وليس مجرد الترفية. - الاعتماد على الدراسات العلمية والتخطيط وجودة التنفيذ. - الحرص بشكل مركز؛ لتطبيق نظرية وضع الرجل المناسب في المكان المناسب كواقع ملموس، وليس مجرد شعار.
مشاركة :