مصر: تمرير قانون «بناء الكنائس» لم يمنع اشتباكات طائفية في سوهاج

  • 11/27/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عاد أمس الهدوء إلى إحدى قرى محافظة سوهاج (جنوب القاهرة) غداة اشتباكات وقعت بين مسلمين وأقباط على خلفية مزاعم بتحويل مضيَفة (صالة استقبال) إلى كنيسة، فيما ألقت أجهزة الأمن القبض على 14 من المشاركين في الأحداث، وتوعدت بمعاقبة المتورطين فيها. الاشتباكات الطائفية الجديدة أظهرت أن قانون «بناء الكنائس» الذي أقره في شكل نهائي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قبل نحو شهرين، بعد تمريره من البرلمان، غير كافٍ للجم ملف الفتنة الطائفية. وبدا المشهد الذي جرى أول من أمس في قرية النغاميش التابعة لمحافظة سوهاج (صعيد مصر) مكرراً: العشرات من مسلمي الــــقرية يتجمعون أمام أحد منازل الأقباط عقب صلاة الجمعة، بزعم تــــــــحويله إلى كنيسة، ويــــبدأون في الهتاف قبل أن يتطور الأمر إلى إلقاء الطوب والحجارة ليتجمع أقباط القرية وتقع اشتباكات بين الطرفين يسقط فيـــــها جرحى ويضرم النار في ممتلكات الأقـــــباط. وكان هذا السيناريو نفسه ما جرى في سلسلة حوادث طائفية شهدتها قرى محافظة المنيا (صعيد مصر) منتصف العام الحالي، الأمر الذي يظهر دور الزعامات الدينية داخل القرى في حشد وتحريض مسلميها، علماً أن السلطة كانت تعول على قانون «بناء الكنائس» في تخفيف حدة التوتر، لكن على ما يبدو أن هذا الملف أكثر تعقيداً. وأوضحت مــــصادر أمنية أن انتشار شائعة بين أهالي قرية النغاميش تفيد بتحويل مضيَفة خاصة بالأقباط إلى كنيسة وقعت على أثــــرها مشاجرة بين المسلمين والأقبــــاط، قبل أن تتدخل قوات الأمن وتسيطر على الأحداث التي أسفرت عن اشتعال النيران في مضيَفة تابعة لأحد الأقباط، وسيارات مسيحيين، وأصيب خفير نظامي. وأشارت المصادر الأمنية إلى أن قوات الشرطة ألقت القبض على 14 شخصاً من المشاركين في الأحداث، تمت إحالتهم على النيابة التي أمرت بسجنهم على ذمة التحقيق، فيما انتقل فريق من النيابة إلى موقع الاشتباكات لمعاينته وسماع روايات الشهود. وأضاف أن قوات الأمن كثفت من وجودها في القرية لمنع تجدد الاشتباكات. وكان لافتاً أن مديرية أمن سوهاج، حملت ضمنياً على مطرانية البلينا للأقباط الأرثوذكس، مسؤولية اشتعال الأحداث، إذ قالت في إخطار أمني حول الواقعة، أذاعته وكالة أنباء الشرق الأوسط، إن مسؤولي مطرانية «قاموا باستغلال مبنى بقرية النغاميش في إقامة الشعائر الدينية من دون ترخيص»، وأشارت إلى أن عدداً من مسلمي القرية «تجمعوا أمام المبنى للتعبير عن استيائهم... وأن قوات الأمن انتشرت في القرية لمنع أي تداعيات على الأقباط والسيطرة على الموقف وإخماد الحريق، وضبط 14 شخصاً من المحرضين والمنفذين وتحرر محضر بالواقعة. من جانبه، أكد محافظ سوهاج أيمن عبدالمنعم أن أجهزة الأمن سيطرت على بوادر أحداث طائفية بين أهالي قرية النغاميش وتم ضبط المتسببين في الواقعة وإحالتهم على جهات التحقيق، مشيراً في بيان، إلى أن قوات الحماية المدنية سيطرت على الحريق الذي اشعل بالمضيَفة، وتبين أن المبنى مرخص بمضيَفة وليس كنيسة، وأن الأحداث لم تسفر عن حدوث إصابات أو خسائر في الممتلكات. وأضاف المحافظ أن جلسة صلح ودية عقدت بين أهالي القرية من المسلمين والأقباط في حضور القيادات الأمنية والشعبية والعمد والمشايخ، لكنه أكد أن تلك الجلسة «لن تمنع معاقبة من ارتكبوا الواقعة واتخاذ كل الإجراءات القانونية ضدهم». وفي موازاة ذلك، أشاد بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك الأنبا إبراهيم إسحق، بمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في إعادة بناء وترميم الكنائس التي تم تخريبها من قبل الجماعات الإرهابية. جاء ذلك خلال افتتاحه كنيسة جروحات القديس فرنسيس «سانت تريز» في مدينة أسيوط، مساء أول من أمس، عقب الانتهاء من تجديدها والتي تعرضت للحرق والتخريب عقب فض اعتصامي رابـــــــعة والنهضة. وبدوره قال وكيل وزارة الأوقاف الشيخ محمد العجمي، الذي كان حاضراً «إننا، مسلمين ومسيحيين، جسد واحد نعيش على أرض هــذا البـــــلد ونتشارك أفراحنا وأحزانــــــنا ودعوتنا المشتركة هي الوسطية والاعــــتدال، مشيراً إلى أن «4 آلاف إمام بالأوقــــاف ملتزمون بــــالدعوة الوسطــــية والاعتدال وبعيدون كل البعد عن الغلو والتطرف وحريصون على بلدهم ووحدتها». من جانبه، قال مطران الأقباط الكاثوليك بأسيوط الأنبا كيـــرلس وليم: «تألمنا كثـــيراً عندما امتدت أيادي الخراب والـــــتدمير إلى الكنائس والمنشآت المخـــــتلفة ولـــكننا سعدنا كثيراً لأن هناك أيادي كثيرة من أبناء الشعب المصري ورجال القوات المسلحة والشـــرطة تبني وتعيد الإعمار لأن مصلحة الوطن فوق كل شيء».

مشاركة :