أول طبيبة تجري عمليات ولادة طبيعية تحت المياه في مصر د.هناء أبو القاسم ل «اليمامة»:لا أنسى المرأة التي عضَّت خطيبي وهي في المخاض

  • 11/27/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حوار: حسين البدوي 2016/11/24 نشأتْ في الرياض لأبوين مصريين، وانتقلت إلى مصر في مرحلة الجامعة لدراسة الطب، ورغم ارتباطها بعملها وعائلتها ومشروعها الذي لاقى نجاحاً واسعاً في مصر فإنها ما زالت ترى أن الرياض البلد الأحب إلى قلبها. إنها د.هناء أبو القاسم، أول طبيبة مصرية تجري عمليات ولادة طبيعية تحت المياه، والتي التقيناها في مقر عيادتها بالإسكندرية، لتروي لنا مراحل حياتها، وكيف بدأت في تحقيق الحلم: الرياض مهد طفولتي ،، بداية.. أين كانت النشأة؟ - ولدت في محافظة الإسكندرية بمصر، وقضيت فترات حياتي الأولى في الرياض بالمملكة العربية السعودية حيث درست المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، ولذلك أحب الرياض كثيراً لأنها بلدي الأساسي الذي عشت فيه الطفولة. ،، ماذا عن عائلتك؟ - أنا الأخت الكبرى، ولديَّ أشقائي عنان وإيمان وأحمد، ووالدنا كان يعمل مهندساً ورئيساً لقسم الكمبيوتر في جامعة الملك سعود في الرياض، وعمل في المملكة 12 عاماً. ،، ماذا تتذكرين من الرياض؟ - كنت أعيش في شارع الريل، وكانت أسماء المدارس بالأرقام مدرسة 19 ومدرسة 21، وكانت المدرسات سعوديات ومصريات ولا أنسى فضلهن، فلم نأخذ دروساً خصوصية أبداً، وكانت الحياة منظمة، وكنا نخرج للنزهة يومي الخميس والجمعة. ،، كيف كانت معاملة عائلتك لك في تلك الفترة؟ - كان والدي دائماً يشجعني على العلم والدراسة ويقول لي مهما كان احتياجي للأموال لأكمل الدراسة فسيكون بجانبي حتى أكون أفضل دكتورة في الدنيا، وأمي دائما تدعو لي وتدعمني، ولكن أتذكر في طفولتي هيبة أبي فعندما كان «يكح كنا نعتدل». أبي كان عنيفاً معي عندما أخطئ، وكنت دائماً أحصل على الترتيب الأول أو الثاني في الدراسة، ولكن الآن يقول لي والدي «لا تغضبي مني، كنت شديداً معك في طفولتك حتى تتعلمي». زميلات ومدرسات ،، من تتذكرين من مُدرِّساتك في الرياض؟ - لا أنسى أبداً أستاذتي عصمت معلمة علوم الفيزياء لأنها كانت مبدعة جداً، وكنت أنا من المتفوقات في الفيزياء بحكم أن والدي كان مهندساً ويذاكر لي دروسي فيها. ،، هل تتذكرين أحداً من زميلات المدرسة؟ - كنا جنسيات مختلفة، والوحيدة التي أتذكرها اسمها سحر وهي سعودية وكانت من المتفوقات جداً، ولكن للأسف ليس هناك تواصل معها الآن. ،، متى كانت العودة إلى مصر؟ - انتهيت من الثانوية العامة في الرياض، وسافرت إلى مصر للدراسة في كلية الطب وتخرجت عام 1992م، وقضيت فترة التدريب في مستشفى المواساة وهو من المشافي العريقة بالإسكندرية وكان ذلك من حسن حظي. ،، ومن تتذكرين من أصدقاء الجامعة؟ - أتذكر نهاد وعزة وتعيشان في أمريكا حالياً، ومنال وعبير وتعيشان في الإسكندرية. في الجامعة ،، ما الموقف الذي لا تنسينه من أيام الجامعة؟ - كنت أحب قسم النساء وقسم الرمد، وأتذكر موقفاً لن أنساه أبداً، عندما كنت مخطوبة وكنت أحب حضور عمليات الولادة، لأنني أشعر بالمتعة عندما أرى الطفل يخرج من بطن أمه، وأحب التفاعل الذي يحدث لدى الأم عندما ترى طفلها للمرة الأولى رغم آلامها التي مرت بها في مراحل الولادة. وذات مرة كنت أقوم بعملية ولادة وكان خطيبي الطبيب يقف بجانبي، ومن شدة آلام السيدة التي كانت تلد أمسكت بيد زوجي وعضته بقوة، فضحكت كثيراً بسبب هذا الموقف. ،، ما أول راتب تقاضيتِه؟ - لا أتذكر تحديداً ولكن في فترة النيابة كنت أتقاضى مئات قليلة من الجنيهات ربما 100 أو 150. والدي كان يعطيني المال دائماً وكنت خجولة أن أذهب لتقاضي راتبي كل أول شهر، ولكن بعد الدراسة اشتغلت في عيادتي الخاصة. فضل جدتي ،، كيف كانت قصة الزواج من زميلك في الجامعة؟ - كنت ملتزمة بالمحاضرات والمذاكرة، وتعرفنا في آخر سنة دراسية في الجامعة، وتمت الخطبة والزواج بعدها. ،، من الشخص الذي أثر في حياتك كثيراً؟ - عندما عدت من المملكة لدخول الجامعة في مصر ذهبت لأعيش مع جدتي في أيام الدراسة، ولها فضل كبير عليَّ، وكانت بمجرد سماع صوت سيارتي أسفل المنزل تقوم بتجهيز الغداء وبعدها توفر لي جوا هادئا وبيئة مناسبة للمذاكرة، وكانت تعشق الأشغال اليدوية ولكنها لا تتحدث معي كثيراً حتى تتركني أتفرغ للمذاكرة. ،، ما المرحلة التي شعرتِ أنها نقلة نوعية في حياتك؟ - أجمل إحساس عندما أنجبت للمرة الأولى في حياتي، والحمد لله لدي ولد وبنت حالياً شادي وياسمين، ورغم أنني أحب عملي كثيراً فإنهما أهم شيء في حياتي. نقطة تحوُّل ،، من الشخص الذي تأثرتِ به في العمل؟ - منذ حوالي 5 سنوات غيرت طريقة عملي بعد أن قابلت طبيبة أمريكية مسلمة اسمها عايشة الحجار وهي موجودة حالياً في الرياض ومتزوجة من رجل سعودي ولديها فصول للولادة الطبيعية، وألفت كتباً عنها بالعربية والإنجليزية والمالاوية وهي تسافر لكل دول العالم للتدريس وتعليم الأطباء الولادة الطبيعية. ،، ما الذي دفعك للتفكير في تبني فكرة الولادة تحت المياه؟ - أعجبتني فكرة الولادة تحت المياه وسافرت إلى أمريكا للتخصص، وبعدما عدت لمصر بدأت في تنفيذها ووجدت نساء لديهن الرغبة في الولادة تحت المياه. ،، وكيف كانت نتائج الولادات تحت المياه التي تمت على يديك؟ عملت لمدة 5 سنوات في الولادات تحت المياه، والحمد لله تتم بنجاح ودقة، والآن ازداد إقبال النساء عليها بعدما سمعن من السيدات اللاتي جربن بأنفسهن، وشعرن براحة وسعادة كبيرة بعد ذلك، وأعظم ما يسعدني حقيقة هو أن أرى فرحة الأم عند احتضان طفلها. ،، ما الفرق بين الولادة الطبيعية والولادة تحت المياه؟ - من ناحية التكلفة لا يوجد أي فرق، ولكن من الناحية العلمية نحتاج فقط إلى سخان مياه ذي كفاءة عالية يستطيع تخزين 90 جالون من المياه، وبعض المتطلبات الأخرى كالحمام الهوائي الذي يتم ملؤه بالمياه. تقصير وتشجيع ،، هل تشعرين بأنك حصلتِ على ما تستحقينه من الدولة؟ - لم يكرمني أحد من أي جهة حكومية، ولكن زملائي وأساتذتي يشجعونني دائماً، وحظيت باهتمام الإعلام كذلك. ،، ماذا تتمنين للمستقبل؟ - أتمنى أن يكون في كل المستشفيات طاقم مجهز للولادة الطبيعية، وأقصد هنا الولادة التي لا تحتاج إلى التخدير والقطع الجراحي، وتتم بشكل طبيعي كامل. ،، ما الحلم الشخصي الذي تسعين له؟ أعمل حالياً على تحقيق حلمي بفتح عيادة لرعاية المرأة الحامل رعاية كاملة بها عدة غرف، تهتم بالإجابة عن أسئلة المرأة من خلال جلسات محادثة واستماع للمرأة طوال فترات الحمل وتمارين لتقوية عضلات البطن وأمور كثيرة تهم المرأة. ،، هل ستفكرين في العمل خارج مصر؟ - هناك عروض كثيرة، ولكن لن أترك بلدي وأمي وأبي وأولادي، ولا أسعى لكسب المال، وكل ما أتمناه هو تحقيق النفع وتقديم خدمة مميزة للمرأة. ،، لو عاد بك الزمن هل ستغيرين طريقك؟ - لست من النوع الذي يندم على أي شيء، فالله هو الذي يسبب الرزق والعلم وهو الذي ييسر لنا الطرق التي نسلكها.

مشاركة :