بين الغيرة والثقة:زميلة العمل.. علاقة خطرة !!

  • 11/27/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

فلسطين – عبدالله عمر 2016/11/24 يشكل مجرد التفكير بزميلة للزوج في العمل هاجساً يبعث على القلق بين كثير من النساء، فكيف إن كانت حقيقة لا يمكن التخلي عنها، ذلك أمر يخلق جوا دائما من الأوهام والأفكار التي تسرح بعيداً عن تطور تلك العلاقة والحدود التي يمكن أن تصل إليها، ويزيد الطين بلة الدراسات التي أجريت وأكدت أن 26 % من الرجال المتزوجين والذين اعترفوا أنهم كانوا على علاقة بفتاة كانوا في الواقع على علاقة بزميلات لهم في العمل. ضرة بلا زواج زميلة العمل خاصة إن كانت مطلقة أو عزباء هي بمثابة عدوة للزوجة أو «ضرة» دون زواج، فهي تشارك الزوج العمل وهي بكامل أناقتها وتستخدم لباقتها وأسلوبها الناعم في التعامل مع هذا الزميل للمحافظة على مستوى معين للعلاقة بينهما، وهذا هو السبب الرئيسي الذي يولد شعورا إنسانيا لا بد منه وهو الغيرة حيث تتخوف النساء من إمكانية تطور علاقة أزواجهن بزميلات العمل بحكم الاحتكاك اليومي والمجاملات الدائمة لتتحول العلاقة من مجرد زمالة ومشاركة في العمل إلى مشاركة في البيت والحياة. وبحسب رأي فريق آخر من النساء اللواتي يرين أنفسهن عاقلات ويحافظن على بيوتهن وأزواجهن فعلاقة الرجل بزميلة العمل لا تبرر تلك المخاوف المضخمة من الشك والغيرة الدائمة طالما أن هناك ثقة بأنفسهن وأزواجهن، وبين مؤيد ومعارض لذلك الأمر فقد كان لكل من علم النفس وعلم الاجتماع رأي يعتد به. وعن إمكانية وجود زميلة لزوجها في العمل توضح سهير يونس وهي متزوجة منذ أربع سنوات بأن مجرد التفكير في هذا الأمر يؤجج لديها مشاعر الغيرة التي لا تستطيع السيطرة عليها وكتمانها، وتقول: أنا لا أقبل بوجود زميلة لزوجي في العمل لأنني أعتبر أن هذا الأمر يتعارض مع خصوصيتي، فوجود امرأة أخرى في حياته ولو كانت مجرد زميلة قد يتطور بعد ذلك إلى علاقة لا أقبلها إطلاقا، وسيزيد ذلك دوما من الشكوك لدي وينعكس على راحتي النفسية كلما خرج زوجي للعمل وربما يوتر علاقتنا من كثرة أسئلتي عن تلك الزميلة وظروف العمل بينهما، ومنعا لتلك الخلافات التي نحن في غنى عنها أفضل أن يعمل زوجي في مجال بعيد عن الجنس الآخر . المهم الثقة ويختلف الأمر عند كليوبترا خليل التي لا تعارض أبداً وجود زميلة لزوجها في العمل، حيث تقول: تستطيع المرأة أن تمنع نفسها من الشعور بالغيرة المسببة إلى الضيق في حال وجود مثل هذه العلاقة من الزمالة في العمل عندما تكون واثقة بنفسها أولا وأن تكون علاقتها بزوجها مبنية على الحب والثقة معا، وبشكل واضح تعلنها كليوبترا: «أرحب بزميلات زوجي في العمل»، فعلاقتي بهن علاقة جيدة حيث تربطني مع بعضهن أواصر المودة والصداقة. وتضيف كليوبترا: تتعدد الحالة الاجتماعية لزميلات زوجي في العمل فمنهن من هي متزوجة وربما مطلقة أو أرملة وحتى عزباء، فهو يعمل في شركة كبيرة بها عدد كبير من الموظفات، وليس كل امرأة يتعامل معها زوجي فهو بالتالي يحبها أو أن هناك علاقة ما ستجمعهما في النهاية، فأنا لا أنوي تكدير حياتي لمجرد وهم يعتمد على علاقة غير موجودة في الأصل. نعم بشروط وتوافقها سماح في ذات الرأي إلى حد ما، حيث تؤكد أنه لا مفر من الاختلاط بين الجنسين في مكان العمل، وهذا أمر طبيعي في عصرنا الحديث على أن تكون العلاقة بينهما تتم بشكل رسمي وتعتمد على الاحترام المتبادل، ويتعاون الاثنان في العمل للوصول إلى شكل أفضل وأداء جيد، ولكني لا أشجع تطور العلاقة حتى تصل إلى حد تبادل الزيارات بشكل متكرر وأن هذا لا أقبله كما لا يقبله الكثيرون اجتماعيا. الرأي الرافض وتعود زينب المتزوجة منذ عشر سنوات إلى الرأي الرافض لوجود هذه العلاقة من الأساس، وهذا نابع من تجربة شخصية ترويها فتقول: كانت لزوجي زميلة في العمل تعرفت إليها وسمحت لهذه العلاقة أن تمتد إلى خارج المكتب، وأصبحت هناك زيارات عائلية وصداقة تربطنا، إلا أن هذا شكل أمراً خطيراً كاد أن ينهي علاقتي الزوجية، بعدما اكتشفت أن هناك علاقة عاطفية تربط زوجي بتلك الزميلة، التي أمنتها على بيتي ووضعت فيها كامل ثقتي لتخونها، فقد كانت تقابل زوجي خارج العمل وتحاول أن ترمي عليه بشباكها، وعندما شعرت بتغيير في عادات زوجي أحسست أن هناك أمراً ما يتم من وراء ظهري.وتتابع: تتبعت الأمر ولم أكن أشك بهذه المرأة المطلقة في الأساس بالمرة، إلا أن صدمتي كانت كبيرة عندما علمت أنني أخطأت عندما باركت علاقة الزمالة حتى وصلت إلى هذا الحد الخطير، وبعدما اكتشفت الأمر بدأت أعمل جاهدة للمحافظة على بيتي وزوجي واستخدمت كل الطرق لذلك، فقد خضت معركة البقاء مع تلك المرأة لإبعادها عن بيتي ، ونجحت في النهاية، فقد تداركت الأمر ولو كان في وقت متأخر إلا أنني لم أرض بما كانت تنوي فرضه علي. ومن خلال هذه التجربة تحذر زينب من تكرار تجربتها مع أخريات فتقول: «لا تثقي بزميلات زوجك في العمل، فربما تكون هذه الثقة هي نهاية حياتك الزوجية». الزوجة هي السبب ويرى سمير عامر أن مثل هذه العلاقة لا يمكن لها النجاح في ظل غيرة الزوجة، وعن تجربته الخاصة يقول سمير إن ضغوطات زوجتي جعلتني أقطع علاقتي بزميلتي في العمل، والتي كنت أتعامل معها كأخت لي، وكانت هي تثق بي وتشاورني في أمرها كثيرا، غير أن متابعة زوجتي للأمر جعل من استمراره أمرا مستحيلا، واضطررت في النهاية إلى قطع هذه العلاقة بشكل كامل خوفا من تأثيرها على حياتي وأسرتي بشكل سلبي.غير أنه يؤكد أن علاقة محترمة من الممكن أن تنشأ في ظل علم الزوجة وتفهمها لها، لكن إذا كانت تصطدم في عمق علاقة الزوج مع زوجته فهي ستنتهي كما انتهت تجربتي الشخصية. فيما يشير حسين إلى أن الزوجة هي ذاتها التي تدفع الزوج إلى التفكير بزميلة العمل بشكل سلبي، سواء من كثرة تطفلها على هذه العلاقة من خلال الأسئلة الكثيرة، أو من خلال الغيرة المتولدة من إجابات هذه الأسئلة. ويقول حول هذا: تعرف المرأة الشرقية بغيرتها الزائدة، والمرأة الفلسطينية على وجه الخصوص، وهذه الغيرة يمكن أن تنهي كل علاقة من أي نوع، وتدخل الزوجة في التفاصيل يعكر صفو حياتها وحياة زوجها وربما ينتقل الأمر إلى زميلة العمل، وكم من قصة سمعنا بها كانت المشاكل والخلافات طريقها لتنتهي بفضيحة كبيرة، والسبب هو غيرة الزوجة وعدم تفهمها. الاهتمام والتفاهم والحب يوسف المتزوج حديثا يؤكد أن الغيرة هي السبب لكل تلك المشاكل التي يمكن أن تنشأ بين الأزواج ومنها زمالة العمل، وأن الحل الوحيد لهذا يعتمد على الثقة التي يبنيها الزوج مع زوجته خلال تراكم سنوات تتعرف فيها الزوجة على طباع زوجها وأخلاقه، والتفاهم على كل التفاصيل التي يمكن من خلالها أن تنتهي المشكلة حتى قبل أن تبدأ. وفي هذه الحالات هناك واجبات على الزوج ناحية زوجته بأن يناقشها في تفاصيل عمله ويطلعها على كل الأمور فور حدوثها، وهذا يخلق جواً من الطمأنينة في نفسها، وأن يشعرها أيضاً بالاهتمام دائماً وأن يشاركها أيضاً في اهتماماته ومشاكله. رأي علم الاجتماع وحول رأي علم الاجتماع فتقول الدكتورة آمنة زقوت: إن الثقة بين الأزواج والحوار بصراحة هو الحل الأمثل الذي يوفر حياة هادئة في كل الأحوال، وتشير أيضاً إلى أن المشكلة تتعلق بكل النساء وليس زميلات العمل بالنسبة للزوجة، فهي دائمة الغيرة والقلق من أي علاقة تنشأ بين زوجها وبين أي من النساء، غيرأن الأمر يشكل خطرا محدقا من وجهة نظرها لأنه دائم الاحتكاك بها ويراها ويتعامل معها بشكل يومي. إلا أن ردة فعل الزوجة تبقى معتمدة على مجموعة من المعطيات وهي ثقتها بزوجها وثقتها بنفسها، وطبيعتها النفسية وظروف العمل التي تجمع الزوج بزميلاته، وتبقى الغيرة هي العامل المشترك في كل الحالات لأنها طبيعة متعلقة بالمرأة كطبيعة إنسانية غريزية، تمارسها المرأة دون إرادة منها. وتضيف الدكتورة زقوت أن تقبل المرأة لوجود زميلات للعمل في حياة زوجها يعتمد على درجة الوعي بالنسبة لها، ومدى تطابقها مع ما يثار من شكوك عندها لهذه العلاقة، فطبيعة المرأة العاطفية تخلق لديها تلك الهواجس حول علاقة زوجها بزميلاته أنها علاقة خاصة، ويمكن أن يشوبها الكثير من الشبهات بالنسبة لها. غيرة الزوجة ويجب أن يراعي الرجل هذا الأمر ويتفهم غيرة الزوجة فهي أمر طبيعي، وأن هذا ربما يتولد من قصص مختلقة لعلاقات وصلت إلى حد الزواج بين زملاء العمل هو ما يجعل المرأة أكثر تشدداً مع هذه العلاقات.

مشاركة :