قناة مائية في صحراء دبي تعزز الأنشطة السياحية بالإمارات تسعى دولة الإمارات إلى المزيد من استقطاب السياح من كافة أنحاء العالم، وتمثل إمارة دبي أهم نقاط الجذب السياحي، حيث تعمل هذه الإمارة بشكل دائم على الاستفادة من التقدم التقني والخبرات المحلية والأجنبية لتطوير بناها التحتية وإدخال معالم سياحية جديدة تجعل منها أفضل وجهة سياحية في العالم. ويعدّ تدشين قناة مائية في قلب الصحراء الخليجية بدبي دليلا على ذلك، إذ يحمل توقعات بزيادة نسبة السياح التي بدأت تتوافد منذ افتتاح القناة لمشاهدتها. العرب [نُشرفي2016/11/27، العدد: 10468، ص(17)] تصاميم فريدة تشد السكان والزائرين دبي – يتوقع أن يستقطب تدشين قناة دبي المائية، الذي احتفلت به الإمارات قبل أيام، العديد من السياح الأجانب والمحليين. ويعد هذا المعلم السياحي الكبير أول قناة مائية صناعية يتم حفرها في الإمارات، ومنطقة الخليج. وتمتد القناة بطول 2.3 كيلومتر، لتمرّ بين المناطق السياحية الشهيرة في دبي، إذ تجري مياهها بين ناطحات السحاب القائمة في شارع الشيخ زايد، وهو الشريان الرئيسي للإمارة، وتمرّ بالقرب من برج خليفة، أعلى مبنى في العالم، إلى جانب مراكز التسوق العملاقة في الإمارة، مثل دبي مول ومول الإمارات. وبمحاذاة القناة المائية، دشنت دبي مدينة سياحية عملاقة، تضم مجموعة من الفنادق الفاخرة، وعددا كبيرا من مراسي القوارب واليخوت السياحية، إلى جانب مقاه ومطاعم، ومتنزهات وحدائق تستقبل زوار القناة. مياه القناة تجري بين ناطحات السحاب وتتوقع حكومة إمارة دبي، أن تستقبل القناة الجديدة ما يزيد عن 30 مليون زائر من داخل الإمارات وخارجها سنويا. ويبدو أن التوقّعات بدأت تظهر بوادرها على أرض الواقع، حيث تدفق بعد ساعات من افتتاح القناة عليها الآلاف من السائحين والزوار والمقيمين بالإمارات من مختلف الجنسيات. ويرى الزائرون مشاهد فريدة في القناة التي تقطع الصحراء الخليجية، منها شلالات عملاقة تنهمر من أعلى جسور مرتفعة تمر عليها السيارات، وهي الجسور المرورية الأولى التي تتحول إلى شلالات مياه أشبه بالشلالات الجبلية الطبيعية. ويتاح للزوار التنقل بين معالم القناة، ومعالم دبي بيخوت سياحية تنطلق من مراس دائمة بمجرى القناة، وتمر أسفل جسور للمشاة والسيارات تم تنفيذها بأساليب غير تقليدية. ومن بين هذه الجسور، جسر لولبي الشكل، وآخر معلق، وجسر يحوي مركز تسوق. وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عقب تدشينه للمشروع “القناة الجديدة تعد إضافة مهمة لمعالم دبي الحديثة”. وأضاف رئيس مجلس الوزراء “دبي دخلت بهذه القناة مرحلة جديدة معماريا وتجاريا وجغرافيا”. وتجدر الإشارة إلى أن هيئة الطرق والمواصلات في دبي هي من تولى تنفيذ المشروع خلال عامين، لتتحول بذلك المنطقة الرملية إلى مجرى مياه جاذب للسياحة. إبهار ممتع آراء السياح حول القناة المائية تقول ايميلي جير (سائحة بريطانية) إنها شاهدت عرض افتتاح القناة عبر شاشة التلفاز، وكان افتتاحا مبهرا، إذ تم إطلاق الألعاب النارية بطول القناة للعديد من الدقائق، وأحاطت بها أضواء الليزر الجذابة. وأضافت جير “بعد مشاهدتي لهذه العروض، قررت أن أضيف زيارة القناة، إلى برنامج زياراتي للمعالم السياحية في دبي، والزيارة كانت ممتعة جدا”. وأفاد محمد إسماعيل، (موظف مصري مقيم في دبي)، أنه اصطحب أسرته في اليوم التالي لافتتاح القناة المائية، وحرص على التجوّل بين معالم دبي باستخدام القوارب السياحية التي تطوف القناة. وتابع إسماعيل “قبل عامين كنت أمرّ بهذه المنطقة، مسرعا بسيارتي، وأقطع مساحات من الصحراء، واليوم، وبعد عامين فقط، لا أستطيع أن أمرّ منها إلا على متن قارب”. وترى ندى سعيد (مواطنة إماراتية) أن دبي حققت إنجازا كبيرا بشق هذه القناة في وقت قياسي، وفي منطقة تعد قلب المدينة. وأضافت سعيد “ما أجمل أن تستمتع بمشهد شلالات المياه وهي تنهمر من بين جسور المركبات، وهي مزينة بأضواء الليزر المبهرة، وترى القوارب السياحية تجوب القناة، التي كانت قبل أشهر قليلة منطقة برية”. وتابعت سعيد “سعدت جدا أثناء جولتي البحرية بالقناة، وصولا إلى خور دبي، وأنا أرى برج خليفة، وأمرّ إلى جوار مناطق سياحية شهير مثل دبي بوليفارد، والخليج التجاري، وأتيح لي أن أتوقف بالقرب من مركز التسوق الشهير دبي مول لأتسوق، ثم أكمل رحلتي البحرية إلى مناطق سياحية أخرى”. وقال مطر الطاير مدير عام الهيئة إنه تم إعطاء إشارة بدء العمل في مشروع قناة دبي المائية يوم 2 أكتوبر من عام 2013، لتربط بين مياه خور دبي، وتمرّ بقلب المدينة لتصبّ في بحر الخليج. وأوضح الطاير في تقرير إحصائي لهيئة الطرق أن أكثر من 4600 عامل تولوا تنفيذ المشروع، عملوا على مدار الساعة دون توقف، لينتهوا من شق القناة في زمن قياسي. وذكر أن فرق العمل، تولت تنفيذ جسور للسيارات أعلى مجرى القناة بارتفاع 5.8 أمتار، بما يسمح بحركة ملاحية حرة على مدار الساعة، إضافة إلى أعمال الإنارة الذكية التي يجري التحكم بها عبر التطبيقات الذكية بالهواتف المحمولة، وأعمال شلالات الماء على الجسور. كما تم إنشاء جسور للمشاة بتصاميم فريدة بارتفاع 5.88 أمتار تربط ضفتي القناة في مواقع مميزة لتسهيل حركة تنقل السكان والزوار، إلى جانب بناء محطات للنقل البحري. وتتوقع حكومة دبي أن يحقق مشروع القناة المائية العديد من الفوائد الاقتصادية والبيئية، منها استقطاب الفعاليات والمؤتمرات، وتعزيز الأنشطة السياحية والتجارية على ضفتي القناة وفي المناطق المجاورة، ورفع قيمة الأراضي والعقارات في المناطق القريبة من القناة. ويرجّح تقرير لهيئة الطرق في دبي أن يصل عدد ركاب وسائل النقل البحري في القناة أكثر من مليون راكب سنويا حتى عام 2020، ومن الممكن أن يرتفع إلى أربعة ملايين راكب سنويا عام 2030، وهذا يعادل توفير قرابة مليونين و900 ألف رحلة من رحلات المركبات على الطرق. وتتميز القناة بمعالمها الفريدة وجسورها التي تتميز بتصميمات معمارية غير تقليدية، منها كتل حديدية معلقة بواسطة كابلات حديدية حاملة لأرضية الجسر، وتستند هذه الكابلات إلى أبراج حديدية مبنية على قواعد من الخرسانة المسلحة، وجسر آخر بطول 502 متر وعرض 5.6 أمتار، وتم تنفيذ أرضيته على شكل منحنٍ. وتم تزويد جميع جسور المشاة بمصاعد كهربائية وسلالم حديدية على الجانبين، كما يرتبط جسر مشاه بمنحدر من الخرسانة المسلحة لخدمة مستخدمي الدراجات الهوائية. وكل مساء تتحول القناة الجديدة إلى مهرجان للمياه الملوّنة، فأضواء الليزر تحلّق في السماء على جانبي القناة، وتنساب مياه الشلالات المخلوطة بالألوان الأحمر والأخضر والأزرق من الجسور، في مشهد فني مبهر وجاذب للأنظار. وأمام هذه المشاهد، يتنافس الزوّار في التقاط الصور التذكارية، وفي خلفيتهم شلالات المياه وأضواء الليزر، والقوارب السياحية التي تقطع القناة ذهابا وإيابا. وتتعالى أصوات الإعجاب حين تتوقف الشلالات تلقائيا بصورة متدرّجة، حين تقترب منها القوارب لتمر أسفل الجسور بسلام، وتعود مياه الشلال لتنهمر لحين اقتراب قوارب أخرى. :: اقرأ أيضاً أنجلينا جولي المنهارة تعود للتدخين بشراهة زراعة الأفوكادو حمى خضراء تجتاح المكسيك أبوظبي تطلق عملة ذهبية للفورمولا 1 قناة مغربية تعتذر عن إخفائها آثار العنف بالتبرج
مشاركة :